وطن- يترقب العالم والبريطانيون بشكل خاص، حفل تتويج تاريخي لملك بريطانيا الجديد الذي سيعتلي خلاله الملك تشارلز الثالث، غداً السبت 06 مايو/أيار التاج البريطاني بعد انتظار دام 70 عاماً، أصبح خلالها صاحب أعلى فترة لولي للعهد قبل تقلده السلطة.
حفل تتويج تشارلز الثالث
مع وفاة والدته، الملكة إليزابيث الثانية في منزلها الريفي بالمورال في سبتمبر/أيلول الماضي، أصبح تشارلز الثالث ملكًا على الفور.
في الأيام التي تلت ذلك، أُعلن رسميًا ملكًا جديدًا لبريطانيا، والآن، بعد شهور من الاستعدادات المضنية، سيقع غداً السبت تتويجه وريثاً للعرش وولياً للعهد لمدة 70 عامًا، سيتم تتويج تشارلز الثالث رسميًا في احتفال مهيب يكتسي طابعاً دينياً سيجتمع خلاله الآلاف في وستمنستر أبي والشوارع المحيطة بوسط لندن.
On Saturday, King Charles III will become the 40th Sovereign to be crowned at Westminster Abbey, with The Queen Consort crowned beside him.@WAbbey has been the setting for every Coronation since 1066, with William the Conqueror being the first monarch to be crowned there. pic.twitter.com/4daqSOVYM7
— The Royal Family (@RoyalFamily) May 3, 2023
رصدت “وطن” تفاصيل حفل التتويج وحاولت الإجابة على الأسئلة الشائعة حوله وفيما يلي بعضها:
ماذا يعني تتويج الملك تشارلز الثالث في بريطانيا؟
كلمة “تتويج” مشتقة من الكلمة اللاتينية “كورونا” التي تعني التاج. لكن الأمر أكثر بكثير من مجرد وضع التاج على رأس الملك. إنه تجمع رمزي للملكية والكنيسة والدولة من أجل طقوس دينية يقوم خلالها الملك بتقديم عهود لكل من الله والوطن.
قال قصر باكنغهام إن تتويج تشارلز الثالث “سيعكس دور الملك اليوم وتطلعاته إلى المستقبل، وسيؤكد تجذره في التقاليد والمراسم القديمة.”
كيف يمكن متابعة حفل التتويج؟
من المقرر أن ينطلق الحفل في الساعة 11 صباحًا يتوقيت غرينتش، مع تغطية تلفزيونية خاصة ستوفرها مئات وسائل الإعلام حول العالم التي ستوفر تغطية مباشرة لتتويج الملك من الساعة 10 صباحًا حتى 5 مساءً.
كم سيستغرق حفل التتويج؟
سيكون تتويج تشارلز الثالث أقصر من تتويج والدته قبل سبعة عقود. في ذلك الوقت، استمر الحفل – الذي كان أول حدث ملكي مباشر يتم بثه على التلفزيون – لأكثر من ثلاث ساعات.
هذه المرة، ستستغرق عملية التتويج الأنجليكانية ساعتين مع “تمثيل من الأديان الأخرى لتعكس تنوع بريطانيا الحديثة”، وفقًا لإيرل مارشال، دوق نورفولك، الذي كانت عائلته مسؤولة عن تنظيم مناسبات الدولة منذ عام 1482.
ويشار هنا أنه إلى حد كبير، فالتتويج الملكي البريطاني هو نفسه لأكثر من 1000 عام والمنظمون يعتمدون على نفس التقاليد.
ماذا سيحدث خلال تتويج الملك تشارلز الثالث؟
سيدير المراسم رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي. العناصر الأساسية في التتويج هي الاعتراف، واليمين، والدهن بالزيت المقدس، والتنصيب والتتويج، يليه التنصيب والتكريم.
يتم الاعتراف عندما يقف الملك في مسرح الكنيسة ويقدم نفسه إلى الناس. بعد أداء قسم التتويج – وهو تعهد بالحكم وفقًا للقانون، وممارسة العدالة بالرحمة، والحفاظ على كنيسة إنجلترا – يدهن رئيس الأساقفة الملك بالزيت المقدس.
تعتبر هذه اللحظة هي الجزء الأكثر قداسة في حفل التتويج ولم يتم بثها على التلفزيون في عام 1953.
الجزء التالي هو التنصيب، عندما يرتدي الملك رداء التتويج المقدس ويُعرض عليه رموز الملكية: الجُرم السماوي، حلقة التتويج، الصولجان وغيرها.
ومع اقتراب نهاية الحفل، يوضع تاج سانت إدوارد على رأس الملك قبل أن يتولى العرش.
تقليديا، يشق الأمراء والأقران طريقهم إلى الملك لإبداء احترامهم فيما يعرف باسم التكريم. لكن هذه المرة، يُعتقد أن الأمير ويليام هو الوحيد الذي سيركع أمام الملك.
وفي الوقت نفسه، تم استبدال أقرانهم من قبل الجمهور الذين تمت دعوتهم لقسم الولاء لتشارلز إذا رغبوا في ذلك.
صمم قصر لامبيث، وهو مقر إقامة رئيس أساقفة كانتربري في لندن، خدمة التتويج هذه – التي تعود جذورها إلى 1000 عام من التقاليد – بالتشاور مع الملك وحكومة المملكة المتحدة، والتي ركزت على العناصر الدستورية.
أي تاج سيستخدمه الملك تشارلز؟
تتميز خدمة التتويج بقطع قليلة من شعارات التتويج المقدسة، لكن دعنا نتحدث عن التيجان.
لقد ذكرنا بالفعل تاج سانت إدوارد. تعتبر القطعة المركزية لأنها تستخدم في لحظة التتويج بالضبط. صُنع لتشارلز الثاني في عام 1661 بعد استعادة النظام الملكي في عام 1660. يُعتقد أن التاج الذي سبقه في العصور الوسطى – الذي انصهر عام 1649 – يعود إلى الملك الإنجليزي في القرن الحادي عشر، إدوارد المعترِف.
إنه (التاج) ليس نسخة طبق الأصل من التصميم السابق ولكنه يتبع النسخة الأصلية في عرض أربعة تقاطعات باتيه وأربعة فلور دو ليز واثنين من الأقواس. مصنوع من الذهب الخالص ومزين بـ 444 حجر كريم – بما في ذلك الياقوت والجمشت والأحجار الكريمة الأخرى – ومزود بغطاء مخملي أرجواني وحزام فرو. تاريخياً، كان من المفترض أن يبقى في وستمنستر أبي، لذلك تم إنشاء تاج ثانٍ للملك ليظهر به داخل الكنيسة.
هذا التاج الثاني هو تاج الدولة الإمبراطوري، والذي سيكون الكثيرون على دراية به لأنه غالبًا ما يستخدم في المناسبات الاحتفالية مثل افتتاح الدولة للبرلمان.
يتميز بـ 2868 ماسة مبهرة، بما في ذلك Cullinan II الضخم. تم صنعه في عام 1937 وهو شبه نسخة طبق الأصل من التاج الإمبراطوري السابق للملكة فيكتوريا. كانت الأقواس في تصميمه تهدف إلى إثبات أن إنجلترا لم تكن خاضعة لأي قوة أرضية أخرى.
بمجرد انتهاء العناصر الروحية لخدمة التتويج، سيتوجه الملك تشارلز وكاميلا إلى كنيسة القديس إدوارد، وهي مزار حجري في قلب الدير، حيث سيضع الملك تاج إمبراطورية الدولة استعدادًا للعودة إلى قصر باكنغهام .
ماذا سيرتدي الملك تشارلز في الحفل؟
وفقًا لقصر باكنغهام، سيُعيد الملك استخدام العديد من الملابس التاريخية التي كان يرتديها الملوك السابقون في مراسم التتويج الماضية من أجل “مصالح الاستدامة والكفاءة”.
“سيعيد جلالته استخدام الأثواب التي ظهرت في خدمات تتويج الملك جورج الرابع عام 1821، والملك جورج الخامس عام 1911، والملك جورج السادس عام 1937، والملكة إليزابيث الثانية عام 1953، بما في ذلك كولوبيوم سيندونيس، والسوبرتونيكا، والعباءة الإمبراطورية، حزام سيف التتويج وقفاز التتويج”، كما أوضح قصر باكنغهام.
هل سيكون هناك موكب؟
هذا احتفال ملكي – بالطبع هناك موكب! في الواقع، سيكون هناك اثنان في شوارع العاصمة البريطانية. سيُرافق الموكب الملك ليتوج بالعرش، وبعد ذلك سيكون هناك عرض أكبر يعود إلى قصر باكنغهام، حيث سيظهر الملك وأفراد العائلة المالكة على الشرفة ويشاهدون 60 طائرة.
وسيشمل الجسر الجسري الذي سيستغرق ست دقائق طائرات Red Arrows الشهيرة، وطائرات F-35 و Typhoons الحديثة، وعرضا جويا لمعركة بريطانيا التذكارية.
الطريق نفسه أقصر بكثير من رحلة الملكة التي تبلغ خمسة أميال إلى وستمنستر أبي في عام 1953. قبل التتويج، سيغادر الملك تشارلز قصر باكنغهام ويتجه إلى المركز التجاري في دايموند جوبيلي ستيت كوتش، برفقة المرافقين الملكيين، سلاح الفرسان الملكي.
سيمر الموكب من خلال Admiralty Arch قبل أن يتجه إلى Whitehall ويسافر على طول شارع البرلمان وإلى الدير. سيعود باستخدام نفس الطريق البالغ طوله 1.3 ميل، مع سفر الملك هذه المرة في Gold State Coach.
كم سيكلف التتويج؟
حسنًا، لسنا متأكدين تمامًا … حتى الآن. حيث أوضح قصر باكنغهام، الثلاثاء، إنه سيتم نشر التفاصيل في الوقت المناسب.
وجاءت تعليقاته بعد أن أثيرت أسئلة حول المبلغ الذي تم إنفاقه على التتويج الذي يتزامن مع أزمة التضخم و غلاء المعيشة التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
“لقد رأيت عددًا من الأرقام التقديرية المختلفة، بعضها خيالي أكثر من البعض الآخر” هكذا كان تعليق متحدث باسم القصر في بيان صادر يوم الثلاثاء، مشيرا أنه “سيتم نشر الأرقام الحقيقية في الوقت المناسب حيث تتعلق النفقات بمنحة سيادية أو تكاليف الحكومة”، حسب ماذكرت شبكة CNN الأمريكية.
ومضى البيان يقول إن مناسبات الدولة العظيمة، مثل جنازة الملكة، تميل إلى استغلال أموال أكثر مما يتم إنفاقه على إقامة مثل هذه الأحداث، مما يجذب اهتمامًا عالميًا ضخمًا يعزز الاقتصاد الوطني.
وتابع المتحدث: “بصرف النظر عن تقديرات الإنفاق التي ربما تكون قد شاهدتها، فقد تم الإبلاغ أيضًا عن أنه من المتوقع أن يتدفق ما بين مليار وعدة مليارات إلى الاقتصاد نتيجة لهذا التتويج”.
وأضاف بقوله “لست مُخولا أن أقول مدى دقة هذه الأرقام ولكن بالتأكيد، فإن النظرية تشير إلى أن الاحتفالات هي دفعة اقتصادية هائلة للأمة – والأهم من ذلك، مع حضور 100 رئيس دولة إلى بريطانيا لحضور هذا الحدث، إنها فرصة رائعة للتواصل وللحكومة ولإشراك اهتمام تلك الدول بكل ما تقدمه بريطانيا”.
واختتم البيان بطمأنة الجمهور البريطاني أن التخطيط لتتويج الملك كان على دراية بـ “التحدي الاقتصادي” الذي تواجهه البلاد، مما دفع المنظمين للبحث عن طرق لإدارة الحدث بكفاءة، مثل “إعادة استخدام العديد من العناصر الاحتفالية، بدلاً من التكليف بأخرى جديدة “.
هل سيعود الأمير هاري وميغان؟
أكد دوق ساسكس حضوره في يوم تتويج والده. ومع ذلك، سوف يذهب منفردا. وأكد القصر في أبريل نيسان أن زوجته ميغان ستقيم في كاليفورنيا مع طفليهما الأمير آرتشي والأميرة ليليبت. من المفهوم أن ميغان اختارت التخلي عن الاحتفالات حيث يتزامن اليوم مع عيد ميلاد آرتشي الرابع.
من آخر تمت دعوته؟
تم إرسال حوالي 2300 شخص دعوات رسمية لحفل التتويج في وستمنستر أبي. في حين أن القصر لا يصدر قائمة ضيوف مفصلة، فقد أكد أن الحفل سيتكون من أفراد من العائلة المالكة، بالإضافة إلى ممثلين دوليين من 203 دولة، إلى جانب متطوعين من المجتمع والجمعيات الخيرية.
قال منظم التتويج، إيرل مارشال، دوق نورفولك: “للمرة الأولى، سيحضر ما يقرب من 100 رئيس دولة من جميع أنحاء العالم، جنبًا إلى جنب مع ممثلين عن العوالم والكومنولث وحكومتنا، اللوردات ومجلس العموم، الأبطال المحليين والحاصلين على ميداليات الإمبراطورية البريطانية والعديد من الأفراد الآخرين الذين ساهموا كثيرًا في بريطانيا والعالم بأسره اليوم “.
ستترأس السيدة الأولى الأمريكية جيل بايدن الوفد الأمريكي. يمكنك أيضًا أن تتوقع رؤية عدد من أفراد العائلة المالكة من جميع أنحاء العالم يشقون طريقهم إلى لندن.
بالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة 400 شاب من المؤسسات الخيرية التي اختارها الملك والملكة لمشاهدة الخدمة من كنيسة سانت مارغريت القريبة، بينما تم منح المحاربين القدامى والعاملين في مجال الرعاية الصحية وممثلي الجمعيات الخيرية أماكن للمشاهدة على طريق الموكب وفي أكشاك خاصة أقيمت على طول المركز التجاري وبالقرب من قصر باكنغهام.
