وطن– بجرأةٍ غير معهودة في مصر السيسي، تحدّث وزير الخارجية المصري الأسبق “عمرو موسى” عن الوضع الاقتصادي الخانق الذي تعيشه بلاده، رافعاً عدداً من التساؤلات التي بقيت طيلة سنوات “ممنوع الخوض فيها”.
وانتقد “موسى” خلال الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، الحكومة المصرية بطريقة غير مسبوقة منذ فترة سواء من حيث نبرة الحديث الحادة أو في علاقة بمحتوى الخطاب.
عمرو موسى يوجّه رسائل نارية لنظام السيسي
في خطابه الذي ألقاه أمام عشرات الحضور في فعاليات الحوار الوطني الذي أعلن عنه السيسي مؤخراً، تطرّق عمرو موسى، وهو الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري السابق، إلى عدد من القضايا الحارقة التي تشغل بال المصريين وعلى رأسها تأزم الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد.
قال السياسي المصري البارز عمرو موسى، إن الوقت قد حان “للتعامل المباشر والفوري والشامل” مع ملف الحبس الاحتياطي من أجل إغلاقه “نهائيًا” والتوجّه إلى ما هو أهم وأبقى.
وأضاف موسى، خلال جلسة الافتتاح للحوار الوطني في مصر، اليوم الأربعاء، أنّ “الشعب المصري يشعر في هذه المرحلة بكثير من القلق ويتساءل عن السياسات المصرية وتوجّه مصر (بشأن) الأزمات التي نواجهها. وذلك لخوفهم على مصير هذا البلد”.
﷽
السيد/ رئيس الوزراء، السادة والسيدات الوزراء،
السيدات والسادة، المشاركون في الحوار الوطني…أولاً أود أشكر مجلس الأمناء للدعوة التي وجهت إلي للمشاركة في هذا العمل الوطني الكبير، وأشكر السيد/ المنسق العام، صديقي وزميلي في لجنة الخمسين الأستاذ/ ضياء رشوان وكذلك المستشار/ محمود…
— Amre Moussa (@amremoussa) May 4, 2023
عمرو موسى ينتقد وضع الحريات في مصر
قال عمرو موسى، في خطابه الذي نشره عبر صفحته الرسمية على تويتر، إن المصريين يتساءلون عن الحريات وضمانتها وعن البرلمان وأدائه، وعن الأحزاب وآلياتها.
ثالثاً: نجح العهد كذلك في طرح تجديد التفكير الديني، كي يعلو الدين الحنيف،
بعيداً عن أهواء السياسة ومطباتها،
وبعيداً عن التطرف ودمويته،
وفي هذا أشير إلى التطور التاريخي الجريء في هذا المجال، والذي يتم في المملكة العربية السعودية حالياً.كذلك أود أن أشير إلى مبادرة هامة، قدمها…
— Amre Moussa (@amremoussa) May 4, 2023
وأضاف أنّ الناس يتساءلون أيضًا عن “الاستثمار وتراجعه، بل وهروب الاستثمارات المصرية لتؤدي وتربح في أسواق أخرى”، كما يتساءلون عن “التضخم والأسعار إلى أين؟ وإلى متى؟”، وهل “سيطرت السياسات الأمنية على حركة مصر الاقتصادية فأبطأتها أو قيدتها؟ هل شلت البيروقراطية المصرية حركة الاستثمار فأوقفتها؟”
وقال موسى: “أين فقه الأولويات في اختيار المشروعات؟ أين مبادئ الشفافية؟ ما هي حالة الديون المتراكمة ومجالات إنفاقها، وكيفية سدادها والاقتصاد كما نعلم متعب مرهق؟”
وتابع أنّ الناس يتساءلون عن “مجانية التعليم وتناقضها مع جودة التعليم، كما يتساءلون “إلى متى تمضي الزيادة السكانية دون سياسات جريئة تضبطها”.
وأكد موسى أنّ “الإرث ثقيل، ويتعين على الجميع الحديث بكل صراحة، وأن يتم طرح الرأي والرأي الآخر”.
ما دلالات الحوار الوطني المصري؟
انطلقت صباح أمس، الأربعاء، جلسات الحوار الوطني في مصر، بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ومشاركة عدد من الشخصيات السياسية والعامة.
وجاء بدء الحوار بعد نحو عام من الإعداد والتحضير، أفرجت خلاله السلطات عن نحو 1400 من المسجونين والمحبوسين احتياطيًا.
ويضمّ مجلس أمناء الحوار الوطني، 19 شخصية بينهم محسوبون على المعارضة ومستقلون، ويترأسه ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية.
أما عمرو موسى، فقد شغل في السابق منصبي وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية، كما ترشّح لأول انتخابات رئاسية جرت في مصر عقب ثورة 2011، وكان رئيسًا للجنة الخمسين التي أعدّت دستور 2014.
وخلال الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي ضد السلطات المنتخبة ديمقراطياً، وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسي، عام 2013، كان موقف عمرو موسى أبعدَ ما يكون عن الانحياز لشرعية الصندوق وإرادة الديمقراطية.
حيث دعا موسى الدول الأوروبية والولايات المتحدة والدول الصديقة إلى عدم التدخل في الشأن المصري، أو وصف التغيير بـ”الانقلاب العسكري”، باعتبار أن ما يحدث على الأرض مغاير، على حد قوله.
ودعم موسى بقوة، خلال الأيام الأولى للانقلاب، إعلان الجيش المصري بتعيين رئيس مؤقت للبلاد، والإعلان عن خارطة مستقبل للمرحلة القادمة.
عمرو موسى و ساويرس يشربون نفس الصنف من الخمره