الرئيسية » الهدهد » كاتب أمريكي يوثق جولته في فلسطين المحتلة ويفضح إرهاب المستوطنين ضد الأطفال

كاتب أمريكي يوثق جولته في فلسطين المحتلة ويفضح إرهاب المستوطنين ضد الأطفال

وطن– تحت عنوان: “المستوطنون الإسرائيليون يهاجمون الأطفال في فلسطين. متى سيوقفهم العالم؟”، نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالاً للباحث الأمريكي كيلي جيمس كلارك، سلّط فيه الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد أطفال فلسطين، والتي وثّقها بنفسه.

استهلّ الكاتب مقاله بالقول: “استيقظنا في وقت مبكر من يوم 5 مارس على صباح نشط ومشرق. مشينا معًا، نحن الأربعة، أعلى التل وعبر بستان الزيتون. جلسنا وانتظرنا بفارغ الصبر أن يعبر تلاميذ المدارس قمة التل البعيد.. لقد انتظرنا. وانتظر. وانتظر. أجرى شخص عدة مكالمات هاتفية محمومة لمعرفة مكان الأطفال. علمنا أنّ مرافقتهم لم تحضر. لم يكن بإمكانهم المشي إلى المدرسة بدون مرافقة، ولن يستطيعوا ذلك”.

وأضاف: “أخيرًا، ظهر الأطفال وهم يقفزون ويضحكون على طول الطريق، والسيارة التي تتبعهم تلقي بظلالها الطويلة. تنهدنا بفرحة وارتياح”.

وتابع: “كنت في فلسطين المحتلة، في منطقة يحتاج فيها الأطفال إلى حراسة عسكرية للذهاب إلى المدرسة سيرًا على الأقدام. بدون قوة الجيش والعين الساهرة لنشطاء السلام، يضايق المستوطنون الإسرائيليون غير الشرعيين الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات ويهاجمونهم”.

قبل يومين فقط، ضرب مستوطنون غير شرعيين بمضرب بيسبول امرأة أمريكية في الستينيات من عمرها كانت ترافق طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات لقطف الأعشاب في الأراضي العامة، وفق موقع “ميدل إيست آي“.

بعد أن أغمي عليها شريكها، حملت الفتاة الصغيرة إلى بر الأمان بعيدًا عن مستوطن يلوح بقضيب حديدي. علمت المرأة المصابة في المستشفى أن الفتاة بخير. كما علمت أنه سيكون من غير المجدي تقديم بلاغ للشرطة لأن الشرطة الإسرائيلية لا تعاقب المستوطنين أبدًا.

عنف المستوطنين

وضع المواطنون الفلسطينيون في مسافر يطا، وأربع منظمات سلام دولية على الأقل، جدولًا زمنيًا صارمًا للمراقبة، بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لضمان أن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة والعودة منها في سلام. دون تهديد قوات الاحتلال، يهاجم المستوطنون الأطفال دون عقاب.

ويتابع: “إليكم فكرة: معاقبة المستوطنين الذين يهاجمون الأطفال. أعتقد أن هذا قد يكون حلاً أسهل للمشكلة”.

من المؤكد أن المستوطنين معتادون على تكافؤ الفرص ولا يقتصرون على الأطفال. كما يهاجمون -بالحجارة والخفافيش وحتى البنادق- البالغين الناضجين في أثناء عملهم في حقولهم.

ففي وقت سابق، كسر مستوطنون ذراعي أب فلسطيني كان يقطف زيتونه. وقال المستوطنون للشرطة إنّ الأب الفلسطيني اعتدى عليهم، فوجّهت إلى الأب تهمة محاولة القتل وتمّ سجنه، ثم أطلق سراحه -بعد عشرة أيام- عندما أظهر شريط فيديو أنّ المستوطنين هم المهاجمون. ولم توجّه اتهامات لأي مستوطن.

يهاجم المستوطنون الإسرائيليون كلّ يوم وبجميع الطرق، الفلسطينيين في الأراضي المحتلة دون عقاب.

في ذلك اليوم، قرأت في الأخبار أنه بينما كانت أم فلسطينية تمشي مع ابنتها إلى المنزل من المدرسة (حتى لا يهاجم المستوطنون ابنتها الصغيرة)، قام المستوطنون بإغلاق أبواب منزلهم. كما سمعت أنّ المستوطنين كسروا كل نافذة في منزل فلسطيني آخر. وعلمت عن مدارس هدمها المستوطنون.

ويعقب: “لا مدرسة للذهاب إليها، ولا منزل للعودة إليه. قد يظن المرء أن المستوطنين، وحتى إسرائيل، أرادوا طرد الفلسطينيين”.

ويذكر الكاتب: “بينما كنا نسير مع الأطفال على بعد نصف ميل آخر إلى مدرستهم الجديدة (المدرسة القديمة قد هُدمت)، مشينا عائدين عبر بستان الزيتون. أقول “بستان الزيتون”، والتي تبدو شاعرية، لكنها كانت في الحقيقة مجرد جذوع الأشجار. قطع المستوطنون كرم الزيتون ذات ليلة، وخنقوا مصدر رزق القرية”.

وتابع: “كنت في المدينة لحضور حفل زفاف. في أثناء توجهنا إلى الاحتفال المسائي، أوقفتنا الشرطة الإسرائيلية عند نقطة تفتيش عشوائية دون سبب واضح. ربما لأنني كنت في السيارة، تمّ احتجازنا لمدة 30 دقيقة فقط. إن الاستجواب المنتظم والعشوائي والمطول والمهين للشرطة هو القاعدة بالنسبة للفلسطينيين. الجريمة: هي قيادة فلسطيني”.

الأطفال المصابون بصدمات نفسية

في الاحتفال، أطلق أحدهم بعض الألعاب النارية في الجزء الخلفي من المبنى. خوفاً من نيران البنادق، ركض عدة رجال إلى الخلف للتأكد من سلامة الجميع. مع استمرار انفجار الألعاب النارية، خاض نحو نصف الأطفال، ومعظمهم من الفتيات الصغيرات، خائفين من الرعب. جميعهم -100 في المائة- تعرضوا في وقت أو آخر لقنابل ضوضاء وغاز مسيل للدموع تمطر على منازلهم.

يقول الكاتب: “كان من بين ضيوف الحفل عائلة المزارع التي اتهمت زوراً بمهاجمة المستوطنين.. وصفت لي عائلة مكونة من 11 فردًا كيف أنهم قبل بضعة أشهر، عاشوا عشر ليالٍ متتالية من الضجيج والقنابل المسيلة للدموع، كل يوم كان والدهم فيه في السجن”.

ويتابع: “أنا لست الوحيد المطلع على مثل هذه المظالم في الأراضي المحتلة. يمكن لأي شخص لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت مشاهدة مقاطع فيديو لهذه الفظائع المنتظمة. إن اعتداءات المستوطنين على الأطفال ليست سرية. عبر جوجل يمكنك البحث بكلمات المستوطن الإسرائيلي والهجمات والأطفال.. للأسف ستجد نتائج كثيرة”.

إدانة أممية

تدين الأمم المتحدة كلاً من المستوطنات غير القانونية وعنف المستوطنين، وتقول: “المستوطنون الإسرائيليون المسلحون والملثمون يهاجمون الفلسطينيين في منازلهم، ويهاجمون الأطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة، ويدمرون الممتلكات ويحرقون بساتين الزيتون، ويرهبون مجتمعات بأكملها مع الإفلات التام من العقاب”.

وتساءل: “كيف يمكن لأي شخص، في أي مكان، أن يعتقد أنه من المقبول مهاجمة الأطفال الأبرياء؟ أظن أنّ بعض المستوطنين يشعرون بالحرية في مهاجمة الأطفال لأنهم ينزعون إنسانية الفلسطينيين”.

ويذكر: “بينما يتفق أصدقائي اليهود عالميًا على أن التوراة تعلم بوضوح المساواة بين جميع البشر، فإن المستوطنين الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال العنيفة لا يفعلون ذلك. للأسف، يعتقد العديد من المواطنين الإسرائيليين، وليس المستوطنين فقط، أن إسرائيل يجب أن تطرد جميع الفلسطينيين”.

ويختم قائلاً: “أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة قرار إسرائيل زيادة المستوطنات في الضفة الغربية.. من أجل الأطفال، يجب علينا، قبل فوات الأوان، العمل من أجل السلام والعدالة. أو سيفوز المستوطنون العنصريون في النهاية”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.