الرئيسية » حياتنا » نكران الذات العاطفي.. هذا السلوك السام يؤثر علينا وعلى علاقاتنا؟

نكران الذات العاطفي.. هذا السلوك السام يؤثر علينا وعلى علاقاتنا؟

وطن-يتطلّب اكتشاف السلوكيات السامة في الآخرين بالفعل بعض الجهد، ولكن معرفة كيفية اكتشافها مع الأشخاص الذين نعيش معهم في ذات المنزل، يعد أمرًا أكثر تعقيدًا، وهو خطأ تترتكبه مشاعرنا التي تعمينا أحيانًا.

وفيما يلي تحدث موقع “نيون” الفرنسي، نقلاً عن إحدى الدراسات عن معنى وأسباب نكران الذات العاطفي وكيف يؤثر علينا؟

غالبًا ما نجد أنفسنا مستاءين أو حزينين أو مجروحين من كلمات الآخرين، حتى لو لم يكن ذلك مقصود ​​بالضرورة. لكن إذا حاولنا الاهتمام بعلاقاتنا مع الآخرين، فماذا عن علاقتنا بأنفسنا؟ كثير من الناس تكون علاقتهم بأنفسهم سيئة، وهذه ظاهرة تسمى نكران الذات العاطفي، والتي كانت موضوع دراسة حديثة، تطرق إليها علم النفس اليوم.

غالبًا ما نجد أنفسنا مستاءين أو حزينين أو مجروحين من كلمات الآخرين، حتى لو لم يكن ذلك مقصود ​​بالضرورة.
غالبًا ما نجد أنفسنا مستاءين أو حزينين أو مجروحين من كلمات الآخرين، حتى لو لم يكن ذلك مقصود ​​بالضرورة.

ماذا يعني نكران الذات العاطفي؟

وفق ما ترجمته “وطن“، إذا وجدنا أحيانًا صعوبة في قبول مشاعرنا، فذلك أيضًا يعود لعدم وجود الكثير من البحث العلمي حول هذا الموضوع لتسهيل هذه المهمة. ويكمن مبدأ نكران الذات العاطفي على وجه التحديد في عدم قبول ما سنشعر به: بالإضافة إلى المشاعر المعنية  سنميل إلى الاعتقاد بأنها غير صحيحة أو هي شعور مفرط، ناهيك بأن هذا أيضًا يجعلنا نشعر بأننا أقل احترامًا لأنفسنا، وهذا من شأنه أن يسلب منا قيمة معينة.

لماذا نشعر بالقشعريرة في أوقات معينة..؟

أسباب نكران الذات العاطفي وعواقبه على المرء

نظر باحثون من جمعية علم النفس الأمريكية في أسباب نكران الذات العاطفي وعواقبه على حياتنا. وتبيّن كملاحظة أولى، أن الأشخاص الذين يعانون من عدم الشعور بمشاعر كافية يجدون صعوبة أكبر في إظهار مشاعرهم. وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين ينكرون عواطفهم-من خلال التفكير في أنهم يشعرون بها بشكل مفرط-يواجهون صعوبة أيضًا في السيطرة عليها ويميلون إلى الانزعاج بسهولة أكبر.

ووفقًا للعلماء، فإن التفكير في النفس على أنها عاطفية للغاية من شأنه أن يُدخل المرء في حلقة مفرغة من الأفكار، حيث يكون الشخص أكثر قسوة على نفسه ومشاعره، وبالتالي يميل إلى إلغاء ونكران عواطفه بشكل أكثر حزماً.

كيف أعرف ما إذا كنت بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي بسبب ما يحدث لي

كيف تتعلم تنظيم عواطفك؟

من أجل عدم الإنسياب تمامًا مع مشاعرنا والغرق في موجة من الأفكار غير العقلانية أو المبررة؛ هناك طرق بسيطة لتنظيمها، أي القدرة على تعديل شدة وتكرار ومدة الإيجابية أو السلبية للعواطف، بحسب الباحث أراش إمام زاده المتخصص في علم الوراثة وعلم النفس. ووفقًا لأبحاثه المنشورة في مجلة Neuroscience and Biobehavioral Reviews، هناك ثلاث طرق لإدارة عواطفك لتجنب الوقوع في نكران الذات وتعلم قبولها – دون قمعها، لأن الشعور؛ أمر بشري وصحي.

من أجل عدم الإنسياب تمامًا مع مشاعرنا والغرق في موجة من الأفكار غير العقلانية أو المبررة؛ هناك طرق بسيطة لتنظيمها، أي القدرة على تعديل شدة وتكرار ومدة الإيجابية أو السلبية للعواطف
من أجل عدم الإنسياب تمامًا مع مشاعرنا والغرق في موجة من الأفكار غير العقلانية أو المبررة؛ هناك طرق بسيطة لتنظيمها، أي القدرة على تعديل شدة وتكرار ومدة الإيجابية أو السلبية للعواطف

أولاً، اعترف بأن الموقف حدث معك بالفعل، مهما كان مزعجًا؛ إنها مهمة يمكن أن تكون معقدة في بعض الأحيان. في هذا السياق، تحدد لوري هوكس، أخصائية علم النفس الإكلينيكي، أنه “عندما تفيض العواطف، فإن قبولها ليس بالأمر السهل دائمًا. عليك أن تنجح في إنشاء منظم داخلي في نفسك، وإذا لزم الأمر، لا تتردد في طلب المساعدة عندما لا تستطيع ذلك”.

الطريقة الثانية لإدارة عواطفك هي حل المشكلة، من خلال محاولة الخروج من الموقف دون السماح للخوف أو التوتر أو الحزن بشل حركتنا، يمكننا بعد ذلك تعديل أو حتى القضاء على مصدر فيض هذه المشاعر. في الحقيقة،  إنه أسلوب غير مناسب لجميع الشخصيات ويمكن أن يفشل أحيانًا وفقًا لوري هوكس، حيث أوضحت: “في تحليل المعاملات، يتعلم المريض أن شخصية الطفل والوالد والبالغ، هما ثلاثة جوانب من شخصيته. ويكون حل المشكلات ممكنًا عندما يتمكن المرء من وضع نفسه في الجزء الخاص بالبالغين. ولكن عندما تكون العواطف قوية جدًا، لا يمكن الوصول إلى هذا الجزء بالضرورة”.

إذا أردت الاستمرار مع شريكك.. إليك السؤال الذي يجب أن تطرحه عليه لعلاقة تدوم طويلاً

انظر دائمًا إلى نصف الكوب الممتلئ

الحل الأخير الذي اقترحه الباحث أراش إمام زاده هو إعادة تقييم عواطفك. وبشكل ملموس، هذا يعني محاولة رؤية الجانب الإيجابي لأي موقف. ويوضح علم النفس اليوم، أنه من خلال رؤية “الشيء ليس كمشكلة ولكن كتحدي أو فرصة، يمكننا تغيير معنى الموقف ورؤيته بشكل أفضل”.

 الحل الأخير الذي اقترحه الباحث أراش إمام زاده هو إعادة تقييم عواطفك. بشكل ملموس، هذا يعني محاولة رؤية الجانب الإيجابي لأي موقف
الحل الأخير الذي اقترحه الباحث أراش إمام زاده هو إعادة تقييم عواطفك. بشكل ملموس، هذا يعني محاولة رؤية الجانب الإيجابي لأي موقف

من جهتها، أشارت عالمة النفس والأستاذة في جامعة هارفارد هولي باركر، إلى أنه “لا حرج في الشعور بالعواطف. بعد كل شيء، تختلف المشاعر عن السلوك “. وبالتالي فإن الطريقة التي نشعر بها بالموقف لا تجعلنا شخصًا سيئًا، لأن هذا الشعور داخلي.

وخلصت إلى أن السلوك السلبي يمكن أن يؤثر على الطريقة التي ندرك بها أنفسنا، ولكن “الشعور جزء من رحلتنا الداخلية ولا يحدد بالضرورة هويتنا”.

هل سنكون قادرين على “محو” الذكريات السيئة؟ بماذا يجيب العلم

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.