الرئيسية » الهدهد » الدّبيبة يُدافع عن تسليم “المريمي” لأميركا وانقسام بمواقع التواصل

الدّبيبة يُدافع عن تسليم “المريمي” لأميركا وانقسام بمواقع التواصل

وطن– تباينت ردود الأفعال في ليبيا بعد إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية “عبد الحميد الدبيبة”، في طرابلس، تسليم المواطن الليبي “أبو عجيلة مسعود” المُتهم في قضية لوكربي، إلى القضاء الأمريكي فعاد، الدبيبة بكلمة متلفزة لتوضيح دوافع حكومته من أجل إتمام عملية التسليم.

حكومة الدبيبة تُسلم أبو عجيلة مسعود

وفي الكلمة التي التي بثها التلفزيون الرسمي، الخميس، دافع رئيس حكومة طرابلس، عبدالحميد الدبيبة، عن خطوة تسليم أبو عجيلة مسعود المتهم في قضية لوكربي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أن عملية التسليم “ستُزيل وصمة العار عن ليبيا”.

وأكد الدبيبة أن “مسعود مطلوب للإنتربول باعتباره المسؤول عن صناعة المُفخخات التي استخدمت في تفجير طائرة بانام الأميركية فوق (قرية) لوكربي (في اسكتلندا) عام 1988 ومقتل جميع ركابها”.

وشدد الدبيبة، في السياقن، أن دولة ليبيا قد قامت بالتسوية القانونية لملف لوكربي، عبر التعويضات لعائلات وذوي المتضررين.

وفي إجابة للرأي العام في ليبيا، المُتخوف من إعادة فتح ملف قضية لوكربي بالكامل بسبب تسليم أبو عجيلة مسعود، أكد الدبيبة على ضرورة التفريق بين أمرين، يتعلق الأول بمسؤولية الدولة الليبية عن قضية لوكربي كدولة، ويرتبط الثاني بالشق الجنائي ومسؤولية أبو عجيلة مسعود كشخص عن التهم المُوجهة إليه.

وفي الجانب المتعلق بمسؤولية الدولة الليبية، أكد الدبيبة أن هذا الملف قد أقفل تماما “ليس بسبب الحنكة السياسية، ولكن بسبب المليارات التي دفعت من أموالكم، وتسليم المواطنين للمحاكمة في الخارج بعد إنكار دام 15 سنة.

مضيفا أنه “بعد كل هذا الثمن الباهظ لن نفتح ملف لوكربي من جديد “.

تكبدت الدولة الليبية خسائر مالية كبيرة فترة حكم معمر القذافي لتعويض عائلات الضحايا (2.7 مليار دولار).

تسليم “أبو عجيله مسعود” يصب في مصلحة ليبيا

وفيما يتعلق بالمسار الجنائي، أكد الدبيبة أن أبوعجيلة مسعود هو أحد عناصر التنظيم الذي خطط لتفجير الطائرات “وهو المسؤول عن عملية صناعة المفخخات التي استخدمت في العملية الإرهابية التي أودت في عملية واحدة بحياة أكثر من 200 روح في مشهد لا يليق بأي إنسان أن يدافع بأي حال من الأحوال عليه “.

إلى ذلك، وفي محاولة منه لتهدئة الرأي العام في ليبيا، خاطب الدبيبة الليبيين مباشرة، داعيا إياهم للابتعاد عن ما سماها “الشعارات”.

وتساءل في إشارة إلى النظام البائد في ليبيا، نظام معمر القذافي، قائلا “ماذا نفعت في الماضي شعارات السياسة والليبيون جوعى، ماذا نفعت شعارات التحدي والليبيون ينعتون بالإرهاب، ماذا تعني شعارات العظمة والليبيون بلا بنية تحتية”.

وتابع “أنظروا للعالم من حولكم، للدول التي تقدمت ولم ترفع شعارا لهذا أو ذاك، فهل هناك أحد في العالم من يصدق أن دولة في العالم الثالث مثل ليبيا تتحدى أقوى القوى في العالم”.

إنقسام الرأي العام في ليبيا من عملية التسليم

أثارت عملية تسليم أبوعجيلة مسعود ردود فعل غاضبة من قبل المؤسسات السياسية الرئيسية في ليبيا خاصة من قبل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.

كما نددت أحزاب وقوى سياسية ونشطاء مدنيين بالظروف التي اختفى فيها مسعود من طرابلس في نوفمبر الماضي، قبل أن تعلن واشنطن عن مثوله أمام القضاء الأميركي بداية الأسبوع الجاري.

وفي السياق أيضا، عبر بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، عن غضبهم من قرار التسليم الذي اتخذته حكومة الدبيبة.

معتبرين أنه يمثل اعترافاً، رسميا، بمسؤولية الدولة الليبية عن الحادثة.

في حين أشار آخرون إلى أن قرار تسليم أبوعجيلة مسعود، يمكن أن يصبح قاعدة جديدة في تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الدولة اليبية فيما يتعلق بمثول “الليبيين أمام القضاء الأمريكي”.

لكن في المقابل، استحسن كثيرون عملية تسليم أبوعجيلة مسعود، من قبل حكومة الدبيبة، مؤكدين أن ذلك يجب أن يشمل كل من أجرم في حق الليبيين، بمن فيهم المسؤولين السابقين في الدولة الليبية (عهد معمر القذافي) والحاليين، ومنهم ذكرا لاحصرا، المشير “خليفة حفتر” الذي تتهمه حاول مرات عديدة، إجتياح العاصمة الليبية، طرابلس، بمعية مرتزقة جندهم بأموال مشبوهة.

وأيضا، دافع بعض الحقوقيين في ليبيا عن خطوة تسليم أبوعجيلة مسعود باعتبارها تمثل موقف ليبيا ما بعد الثورة و إعلاناً للقطيعة مع ممارسات نظام العقيد معمر القذافي السابقة، بما عُرف عنه من إجرام وتنكيل بالشعب الليبي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.