الرئيسية » تقارير » الغبن الأمريكي لليبيا الذي لم ينته بعد في قضية لوكربي!

الغبن الأمريكي لليبيا الذي لم ينته بعد في قضية لوكربي!

وطن- تفتح امريكا من جديد قضية لوكربي بخطفها مواطن ليبي واحضاره لأمريكا وهو أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي الذي تتهمه بصناعة القنبلة التي تم بها تفجير الطائرة (بان أميركان 103) في اسكتلندا عام ١٩٨٨ وقتل على متنها وبسببها ٢٧٠ شخصا.

تورط في عملية الخطف والتسليم للامريكيين حكومة عبدالحميد الدبيبة التي اعتقلت المريمي وهو المريض الذي يبلغ من العمر ٧١ عاما ليجد نفسه فيما بعد في قبضة الأمريكيين، وهناك من يوجه الاتهام ايضا لنجلاء المنقوش بالشراكة مع السابق نظرا لعلاقتها الوطيدة مع الأمريكيين.

المحزن ان تفجير هذه الطائرة لا علاقة لليبيا به، وحتى حين أقر بها معمر القذافي بحماقة، كانت نتيجة توريط من قبل الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية وبندر بن سلطان، حين جعلوا من الإقرار بها ودفع التعويضات كأول شرط لرفع الحصار عن ليبيا، حيث دفع القذافي نتيجة هذا الإقرار مبلغ 2.700 مليار دولار كتعويض لأسر الضحايا (عشرة ملايين دولار لكل اسرة)، وسلم للامريكيين ايضا احد المتهمين وهو عبد الباسط المقرحي والذي كان مسؤول أمن لدى الخطوط الجوية الليبية في مالطة، والذي حكم عليه بالمؤبد.

اطلق سراحه بعد ان أمضى ٨ سنوات في سجون اسكتلندا لاسباب صحية خطيرة، وقد اقسم يمينا ان لا علاقة له بهذا التفجير لا من قريب ولا من بعيد وانه لو كان له أي دور فيه لاعترف به على رؤوس الاشهاد خاصة وانه ملاق ربه عن قريب (ذكر الأطباء له ان أمامه ٣ أشهر للعيش بعد انتشار السرطان في جسمه).

التحقيقات الصحفية استبعدت اي دور لليبيا، ومنها ما أكد انها فجرت بطريقة لاسلكية ومنها ما تساءل لماذا لم تفتش الحقيبة التي توجد فيها القنبلة، ومنها ما أكد ان الأقرب للفاعلين هم من ايران حيث أسقطت امريكا لها طائرة مدنية قبل بضعة اشهر، وفي كل الأحوال اكثر هذه التحقيقات توصلت ان التهمة لفقت لليبيا لأسباب سياسية.

ولكن الأخطر فيما جرى حين قامت احدى شركات التأمين عام ١٩٨٩ بتوكيل مكتب خاص للتحقيقات في نيويورك يدعى “انترفور” يديره ضابط سابق في الموساد وهو يوفال افيف وذلك من اجل التحقيق في التفجير، والذي أصدر تقريرا خطيرا اعتبرته دوائر الاستخبارات والصحافة الاستقصائية بانه الأقرب للدقة من بين كل التقارير التي صدرت عن تفجير لوكربي، وتوصل التقرير الى ان فريقا للمخابرات الأمريكية يتبع محطة المانيا الغربية هو من قام بالتفجير.

ويتحدث التقرير عن معلومات حساسة يؤكد العارفين انها نتيجة عون استخباري تلقاه من الحكومة الإسرائيلية والتي كان هدفها من هذا الفضح هو جلب المتاعب لحكومة بوش التي لم تلق بالا لاعتراضها على بيع اسلحة متقدمة للسعودية.

ناهيك ان الصحفي الفرنسي الاستقصائي الشهير بيير بيان اتهم توماس ثورمان خبير المتفجرات في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بتلفيق أدلة كاذبة ومقززة ضد ليبيا في رحلة لوكربي( بان ام ١٠٣) بل وحتى سابقا في رحلة يو تي إيه 772.

كما أن امريكا اقفلت بالكامل سياسيا وقانونيا قضية لوكربي مع الحكومة الليبية في عام ٢٠٠٨ بعد استلام التعويضات، ام انها تريد أن تحلب من جديد أو صارت تفتش عن المزيد من الرهائن لاستخدامهم خاصة بعد استفادتها من الرهينة الروسية فيكتور بوت في إستعادة لاعبتها من روسيا.

او انها تريد أن تبرأ نفسها من تهمة التستر على هذه الجريمة التي ظلت تلاحقها حتى يومنا هذا، وذلك برميها على الحلقة الأضعف وهي ليبيا، فأسئلة عديدة لم تجب عليها حتى الآن الحكومة الأمريكية، لم تجب عن طبيعة الخلاف الحاد الذي حدث بينها وبين ضابط الاستخبارات بالجيش الأمريكي تشارلز مكي وفريقه الاستخباري في بيروت والذي سبق وان هدد الحكومة الأمريكية بكشف معلومات حساسة للصحافة قبل ان يغادر بيروت مع فريقه ان لم تتدخل في قضايا خطيرة كشفها عن احد أجنحة المخابرات الأمريكية، قتل مع فريقه بالكامل في حادثة طائرة لوكربي وقتل معه ايضا رئيس محطة بيروت للمخابرات الأمريكية ماثيو كانون.

حقق الصحفي الاستقصائي داني كاسولارو في نفس القضية وحين اقترب من الحقيقة عثر عليه مقتولا في ١٠/٨/١٩٩١، بعد ستة اشهر من مقتل احد مصادر معلوماته وهو (الآن ستاندورف) الذي عثر عليه قتيلا في المقعد الخلفي لسيارته، ايضا (ليستر كولفمان)، رجل استخبارات عسكري كشف عن بعض المعلومات الحساسة (عن فريق تشارلز مكي وفريقه) فشعر بتهديد حقيقي اضطره ان يهرب الى السويد مع اسرته.

وبغض النظر عن كل هذا فإن من سلم احد أبناء شعبه بهذه الطريقة الرخيصة أجدر ان يوصم بالخيانة العظمى فهو لا يختلف عن الجيش الليبي السابع الذي جنده الايطاليون اثناء احتلال ليبيا ولا يختلف عن الراقص اللونقو الذي وضع حبل المشنقة حول عنق عمر المختار رحمه الله، وكان الله في عون ليبيا مع عملاء الماضي والحاضر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.