وطن- كشفت الصحفية السودانية الحاصلة على الجنسية البريطانية “نسرين مالك“، في مقال لها بصحيفة “الغارديان“، عن ازدواجية الموقف والنظرة الغربيينِ لكأس العالم الذي تحتضنه قطر، الدولة الخليجية التي أصبحت قوة اقتصادية وثقافية عالمية، رغم عدم اعتراف الغرب بذلك.
ما هو سبب الحملة الغربية على قطر؟
وأشارت إلى أنه كان من المفترض أن يكون مونديال 2022، بمثابة اللحظة التي سيتم فيها إعلان وصول قطر -وهي أساساً تعدّ قوة اقتصادية- إلى الساحة الدولية كلاعب ثقافي وسياسي شرعي.
لكن حتى الآن، ونظراً إلى الهجمة والحملة التي تشنّها مختلِف الأبواق الغربية، يحدث العكس من ذلك تماماً.
تشير الكاتبة، إلى أن الغرب قد غضّ الطرف عن كلّ ما هو متميز في تنظيم قطر للمونديال، وفي المقابل يُركز انتباهه على المعاملة التعسفية في البلاد للعمال المهاجرين وقمع المثليين والنساء، في نظرة عكسية لكل شيء في هذه الدولة الخليجية.
مونديال قطر 2022.. أفضل 5 لحظات من حفل افتتاح البطولة
ازدواجية التعامل الغربي مع قطر
فـالـ BBC على سبيل المثال، عِوضاً عن البثّ الحي لافتتاح فعاليات كأس العالم، قرّرت على العكس من ذلك، اختصارَ كلّ تلك البهجة والبهرج المصاحب لـ حفل الافتتاح، في نشرٍ مقتضب لكلمة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ألقاها في الغرض.
تقول الغارديان، إن الغرب وعبر تلك الممارسات، يرى أنه ينتصر لقضية حقوقية “تهمّ” الجمهور.
تُفرّق الكاتبة في الواقع بين نظرتين، يرى بهما الغرب قطر الدولة الخليجية التي أصبحت اليوم أكثر ارتباطاً بعواصم صنع القرار الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من أي وقت مضى.
وتتساءل: هل يجب أن يرى الغرب قطر بعين الدولة التي منحتها بريطانيا تراخيص بيع أسلحة بمليارات الجنيهات، والتي تنفق عشرات المليارات في الاستثمارات العقارية والثقافية والرياضية في باريس، وأيضاً التي تُصدّر بمليارات الدولارات الغاز المسال إلى برلين.
أم إنه يجب على نفس الغرب أن يرى قطر تلك الدولة الخليجية التي تنتهك الحقوق، وهو أمر لم تفشل فيه روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.
حيث إن قطر -بحسب الكاتبة- ليست تلك الدولة التي اغتالت معارضاً سياسياً بارزاً، قُبيل انطلاق فعاليات المونديال (اغتيال روسيا لـ سيرغي سكريبال في مارس 2018 في لندن).
وهي أيضاً ليست الدولة التي تفتح سجوناً مُظلمة في أصقاع العالم أو داخل حدودها، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي -بالمناسبة- ستكون المستضيف القادم لفعاليات كأس العالم 2026.
شرعية العراقة هي السبب وراء انتقاد قطر
تطرح صحيفة “الغارديان”، التناقضَ الغربي في رؤيته لقطر من أوجه مختلفة، وتكشف “النفاق” الذي تُبديه العواصم الأوروبية في تعاملها مع قضايا حقوق الإنسان.
فتغضّ الطّرْفَ عن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتشنّ حملةً واسعة ضد قطر، والسبب وراء ذلك -بحسب الصحيفة- هو تلك “الشرعية” التي يعتبر الغرب أنه يحوزها، بسبب “إرثه الكروي”.
شائعة قذرة أطلقها متصهين مقرب من أبوظبي ضد مونديال قطر تلقفتها وسائل إعلام غربية!
فتقول: إن “هناك نوع من الحراسة الثقافية التي تبرز هنا، حيث يُنظر إلى الدول الأوروبية ذات تراث كرة القدم الأطول على أنها أكثر شرعية من الدول الناشئة الخليجية التي لديها القليل من الارتباط التاريخي بالرياضة”.
وتتساءل الكاتبة في مقالها “بالغارديان” أيضاً، عن السُبل التي يمكن للمجتمع الحقوقي والمدني الدفاع عن القضايا الحقوقية في قطر، في الوقت الذي تحوز فيه هذه الدولة الخليجية “حضانةً متجذّرة” في عواصم صنع القرار الأوروبية.
وتشير -مثلاً- إلى أنه بينما تشنّ الصحافة والمنظمات الحقوقية الأوروبية حملتها ضد قطر، يخرج الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” الأسبوعَ الماضي ليقول: إنه “لا ينبغي لنا تسييس الرياضة”.