وطن– في إطار الحملة الشعواء التي تشنها وسائل الإعلام الغربية ضد قطر مع قرب انطلاق صافرة كأس العالم، شنت عدد من الصحف الغربية حملة جديدة ضد الدوحة تحت مزاعم قيام قطر برشوة لاعبين من منتخب الإكوادور من أجل جعل منتخب العنابي يفوز في المباراة الافتتاحية التي ستجمع المنتخبين يوم 20 من الشهر الجاري.
من جانبه، كشف مارك أوين جونز، الأستاذ المشارك بجامعة حمد بن خليفة في قطر مصدر الإشاعة التي تناولتها عدد من الصحف، ليتضح أن المتصهين المتجنس بالجنسية البحرينية أمجد طه والمقرب من أبوظبي، هو من يقف وراء هذه الإشاعة القذرة.
“طه” زعم دفع قطر رشوة للاعبي منتخب الإكوادور
وقال “طه” في تغريدته الكاذبة:” “قطر دفعت رشوة للاعبي الإكوادور تقدر بنحو 7.4 مليون دولار، لتفوز عليها في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم التي تستضيفها الدوحة”.
وزعم “طه” بأن الاتفاق المزعوم سيمنح قطر فوزا على الإكوادور بنتيجة 1-0، محاولا تعزيز كذبته بأن ما تحدث به نقلا عن 5 مصادر قطرية وإكوادورية.
https://twitter.com/amjadt25/status/1593271354803032064?s=20&t=wV-Xa5s6Ts6N0hfKSpzahw
حملة منظمة
وما يؤكد بأن التغريدة متعمدة وتم الإعداد لها مسبقا، فقد لقيت انتشارا واسعا من قبل الذباب الإلكتروني، حيث حظيت بأكثر من 10400 إعادة تغريد ونحو 7400 تغريد مع اقتباس، 38400 تفضيل حتى كتابة هذه السطور.
وفي إطار الحملة ضد قطر، سارعت وسائل إعلام وحسابات إسبانية إلى نشر نفس الإشاعة التي قام “طه” بنشرها.
Ahh now it's spreading into Spanish pic.twitter.com/AB1XyAxByi
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) November 17, 2022
تعمد أمجد طه خداع متابعيه
كما كشف “جونز” بأن أمجد طه “وضع إشارة في تغريدته لصحيفة “ديلي ميل” ليوحي بأن الصحيفة البريطانية هي مصدر الخبر لتقوم بعض المواقع الإسبانية التي تبدو مراوغة بشكل عشوائي تفيد بأن “ديلي ميل” نقلت هذه القصة”.
Amjad tagged daily mail in his first tweet – now some random dodgy looking Spanish sites are reporting that the "Daily Mail" reported this story pic.twitter.com/yaAm08sQa1
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) November 17, 2022
انتشار الشائعة وتلقف وسائل الإعلام الغربية لها
وبحسب “جونز” فإنه مع انتشار الشائعة، قامت واسائل إعلام إكوادورية بنقلها، مع إشارتها إلى أمجد طه بانه قطري الجنسية.
Now an Ecuadorian outlet 'metro ecuador' is reporting the fake story too. They even say that Amjad Taha is Qatari (he is not) 😂 pic.twitter.com/N57HQ00yju
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) November 17, 2022
ودون التأكد من مصادر موثوقة، سارعت عدة صحف أرجنتينية ويونانية وفنزويلية، ومن عدة دول حول العالم بتناول الشائعة على غرار الصحف الإكوادورية.
كما نشرت الصحيفة الهولندية “تليغراف” وهي صحيفة حقيقية تضم حوالي 776 ألف متابع على تويتر ، القصة – مستشهدة بأمجد طه كمصدر وحيد.
Now the Dutch newspaper @telegraaf, a real newspaper with around 776k followers on Twitter, has reported the story – citing Amjad Taha as the sole source pic.twitter.com/NRSU6M5NAY
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) November 17, 2022
كما نشر موقع هولندي آخر يدعى “في آي أن إل” مع حوالي 500 ألف متابع عن المعلومات المضللة.
Another Dutch outlet @VI_nl with around 500k followers is also reporting the misinformation pic.twitter.com/MoCnjhT6g5
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) November 17, 2022
من هو المتصهين أمجد طه؟
أمجد طه هو صحفي ومحلل سياسي يحمل الجنسية البريطانية، رغم أن أصوله تعود إلى إقليم الأهواز العربي في إيران، ويقدم نفسه على أنه بحريني الجنسية.
يشار إلى أن البحريني المجنس أمجد طه والذي يزعم أنه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، معروف بعدائه لقطر، وقيادة حملات التشويه ضدها إبان فترة الأزمة الخليجية والحصار الذي فرضته بلاده مع السعودية والإمارات ومصر ضد الدوحة، فضلا عن كونه مروجا بارزا ومدافعا عن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويعرف “طه” بترويج الأخبار المزيفة وغير الموثوقة، بعدما ردد شائعات خلال السنوات الماضية، بما في ذلك القول إن الإخوان المسلمين اغتالوا ناشطًا إماراتيًا في لندن، وأن انقلابًا وهميًا وقع في قطر، وبعض الأخبار الغريبة التي تم التلاعب بها حول مطار أفغانستان.
حملات الشيطنة لم تتوقف.. “قطر قمعية ومارقة وتتاجر بالبشر وثقبت الأوزون”.. ماذا بعد؟
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، زار إسرائيل، على رأس وفد إعلامي بحريني وإماراتي، بهدف تطبيع العلاقات الشعبية بين البلدان الخليجية وإسرائيل، بعد قرار حكومتي الإمارات والبحرين تطبيع علاقاتهما مع دولة الاحتلال، في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.