وطن– حذّرت منظمة “غرين بيس” المعنية برصد التغيرات المناخية حول العالم، في أحد تقرير لها، كلّاً من المغرب والجزائر ومصر ولبنان وتونس وكذلك الإمارات العربيّة المتحدة، من “تأثيرات مدمرة للتغير المناخي، سوف تأتي على النظم الطبيعية، وكذلك على حياة الإنسان في هذه الدول”.
توسّع خارطة العطش في المنطقة العربية
ترتفع درجة حرارة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمعدل ضعفي المتوسط العالمي.
وأصبحت النظم البيئية، وكذلك السكان، وسبل عيشهم، في الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وتونس والإمارات، من التأثيرات المتسارعة والمتقلبة لـ التغيرات المناخية.
في اليوم العالمي لمكافحة #الجفاف و #التصحر #الجزائر تواجه تذبذبا في التزوّد بالمياه.. شاهد الفيديو pic.twitter.com/4ikDKFcuHb
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) June 18, 2021
ففي جميع أنحاء شمال إفريقيا، بما في ذلك بلدان المغرب والجزائر وتونس ومصر، أصبح الاحترار الناجم عن تغير المناخ أكثر وضوحًا بالفعل في فصل الصيف، وأصبحت المواسم الرطبة أكثر جفافاً بشكل تدريجي.
حتى أن هذه البلدان قد شاهدت خلال موجات الجفاف الأخيرة، التي امتدت لعدة سنوات، معدلات احترار غير مسبوقة في 500-900 عام الماضية.
الجفاف في المغرب: ندرة المياه ّتنهك سكان البوادي https://t.co/f1vguTEbxT pic.twitter.com/7mvsILBgl3
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) August 13, 2022
وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة بشكل طبيعي، وانخفاض هطول الأمطار في جميع أنحاء المنطقة العربية، فإن اتجاهات المزيد من الاحترار والجفاف واضحة أيضًا، ومن المتوقع أن تزداد سوءًا خلال العقود القادمة.
المغرب أمام موجة جفاف كبيرة
تمثّل الحياة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديًا منذ البداية، حيث تعاني العديد من البلدان بطبيعة الحال من ظروف دافئة وجافة جدًا، مقارنة بأجزاء أخرى من العالم. ومع ذلك، فإن ما يحدث الآن ليس شيئًا طبيعيًا.
معضلة الجفاف تهدد المزارعين في دول المغرب العربي https://t.co/c7j6GPIqN2 pic.twitter.com/53UVJ9vOYa
— مونت كارلو الدولية / Monte Carlo Doualiya (@MC_Doualiya) November 15, 2021
فالمغرب، على سبيل المثال، تشهد “شحّاً في التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة”.
وقد توقعت (غرين بيس) أن “يواجه -على غرار المنطقة الشمالية الغربية من القارة الإفريقية- ظروفاً من الجفاف الزائد، وزيادة متوسط درجات الحرارة السنوية في العقود المقبلة من القرن الجاري، ما سيؤثر على إنتاج الغذاء”.
“Global North countries prefer to protect their economic and political benefits while they are not bearing the brunt of the climate crisis.”
– @WatanMohammed, Sudan
How is climate change affecting your life?
Tell us 👉https://t.co/KLY6sj314i#UnitedForClimateJustice pic.twitter.com/augNjEYZuG— Greenpeace International (@Greenpeace) November 1, 2022
كما توقع التقرير، “أن معدل الإنتاجية الزراعية في المملكة المغربية سيشهد انخفاضا بحلول عام 2080 بسبب تغير أنماط تساقط الأمطار، حيث يمكن أن تتأثر الأراضي السقوية سلبا بفعل التملح، عندما يتبخر الماء تاركا كمية عالية مركّزة من الأملاح على سطح التربة”.
وأفاد في سياق حديثه عن الحالة المغربية، أنّ “السكان المغاربة الأكثر فقرا هم الذين سيكونون أكثر تضررا من التملح، باعتبارهم يعتمدون على الزراعة للحصول على الدخل”.
#مصر_بتعطش
بعض الترع والمصارف بدأت تنحسر عنها المياه ويظهر عليها الجفاف بما يؤذن بكارثة زراعية في مصر التي حافظ لها الاحتلال الانجليزي على حقوقها التاريخية وحصتها المائية ثم فرط فيه #العساكر كما فرطوا في #تيران_وصنافير pic.twitter.com/wyv9KIq9B9— د. محمد الصغير (@drassagheer) July 30, 2019
كما أكد على “استمرار انخفاض التساقطات المطرية في المغرب خلال العقود القادمة حتى عام 2100، في حين يُتوقع أن تشهد مستجمعات المياه في جنوب غرب المملكة، التي تعاني من ظروف قاحلة، أكبر انخفاض في التساقطات المطرية في البلاد”.
الاحترار العالمي يؤثر على الدول العربية
وعلى غرار الممكلة المغربية، حذّرت “غرين بيس”، “من التداعيات الوخيمة لظاهرة الارتفاع المتزايد لدرجة الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي”.
#السمر شجرة أصيلة من #البيئة المحلية #الإماراتية تتحمل الجفاف والملوحة وتنتشر في المناطق الشرقية من #الإمارات و #جبل_حفيت، حيث أنها ذات أهمية عالية للمزارعين ومربي الماشية والنحالين، كما تساهم بشكل كبير في الحفاظ على #التنوع_البيولوجي وحماية التربة من #التصحر pic.twitter.com/j3MOoAVmLu
— د. ثاني أحمد الزيودي (@ThaniAlZeyoudi) April 2, 2018
وتابعت، أنّ ذلك “سيجعلها عرضة للآثار والتداعيات الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الشح الحاد في المياه، والآثار الواضحة على المجتمعات والمنظومات الحيويّة”.
وأشارت المنظمة في تقربرها، الذي جاء بعنوان “على شفير الهاوية: تداعيات تغيّر المناخ على ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، إلى ضرورة العمل العاجل لمواجهة الاحترار في المنطقة، للحدّ من تداعياته الوخيمة.
#اللهم_اغثنا_غيثا
انقضى ما يقارب 50% من موسم الأمطار المعتاد في #السعودية والجزيرة العربية بشكل عام وما تزال حالة #الجفاف تسود المنطقة ..لا توجد بوادر على انحسار موجة الجفاف قريبا والعلم عند الله ، فبراير المقبل لا يتوقع أن يكون مشابها للعام الماضي ، نسأل الله الغيث العاجل . pic.twitter.com/c8zmJSBFKL
— عبدالله العصيمي | Abdullah al osaimi (@mdar_aljadi) January 23, 2018
ولفتت النظر، إلى أن “خطر التغيرات المناخية على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تقتصر فقط على شح المياه وخلخلة توازنات الأمن الغذائي، بل يشكل أيضا تهديدها خطرا على التنوع البيولوجي البحري والأرضي”.
ومن بين التداعيات الوخيمة الناجمة عن الاحتباس الحراري، أشار التقرير إلى “ابيضاض واسع للشعاب المرجانية فيه وموتها”.
صور | الجفاف يهدد حياة الشجر والبشر في #تونس pic.twitter.com/iSAjCbfhFR
— العربي الجديد (@alaraby_ar) April 6, 2022
وبينما دعا التقرير، الذي صدر بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “COP27” في مصر، إلى تأسيس “صندوق لتعويض الدول والمجتمعات التي تواجه أخطر الآثار لتغير المناخ نتيجة الخسائر والأضرار التي لحقت بها”.
لكن الملوثين التاريخيين الأكثر مسؤولية عن تغير المناخ، على حدّ قوله، ما زالوا يرفضون دفع ثمن الخسائر والأضرار التي لحقت بالمجتمعات الضعيفة في الجنوب، والتي ما زالوا يعانون منها.
شكرا على المعلومات البسيطة والمتوضعة والقيمة عن ظاهرة الجفاف وشح الامطار والاحتباس الحراري في الارض.