الرئيسية » تقارير » هل فشلت “قمة الجزائر” قبل أن تبدأ؟.. “لم الشمل العربي” عنوان نظري

هل فشلت “قمة الجزائر” قبل أن تبدأ؟.. “لم الشمل العربي” عنوان نظري

وطن- تتجه الأنظار حالياً صوبَ الجزائر حيث تعقد القمة العربية -الرابعة في الجزائر والـ31 في دورتها العادية- وسط حالة انقسام وتشرذم عربي غير مسبوق.

“لم الشمل” عنوان نظري للقمة العربية

ورغم أن هذه القمة، والتي تعتبر أول اجتماع قمة عربية بعد توقف دام نحو 3 سنوات، تأتي تحت عنوان “لم الشمل العربي”، إلا أنّ الكثير من الشواهد تدل على أنها فشلت قبل أن تبدأ.

ويؤكد ذلك بداية تجاهل معظم القادة العرب لها وإعلانهم عدم الحضور، وإفادة مندوبين روتينيين عنهم لحضور القمة، التي تبدأ اليوم الثلاثاء.

حيث أعلن كلٌّ من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى، وملك الأردن عبدالله الثاني، وملك المغرب محمد السادس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير الكويت نواف الأحمد، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد؛ اعتذارَهم عن حضور القمة العربية بنفسهم.

“البرهان رئيسا لفلسطين”.. إعلام الجزائر يثير السخرية قبيل القمة العربية

وفي هذا السياق، يقول وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس، في تصريحات لإذاعة “موزاييك” التونسية، إن غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن القمّة الجزائرية، متصّلٌ بقضية الخلافات بين الجزائر والمغرب.

وتابع موضحاً: “خصوصا أن ولي العهد السعودي كان ينوي التقدّم بوساطة مساعيها عودة العلاقات بين الجزائر والمملكة المغربية، إلا أن الجزائر رفضت التدخل السعودي في هذه القضية مما أدى إلى عدم مشاركة الملك السعودي في هذه القمة”.

ويؤكد وزير الخارجية التونسي الأسبق، أنّ لمّ الشمل يتحقّق بتكامل القلعة المغاربية، ومتواصلة بصفة طبيعية بين مختلف الدول، وحتى صلب مجلس التعاون الخليجي مع السعي بشكل جماعي نحو تطبيع العلاقات بين أعضاء جامعة الدول العربية في المشرق العربي، بما فيها سوريا.

لن تتطرق لأزمة صحراء المغرب والملف الليبي وعودة سوريا

وذهب الديبلوماسي التونسي السابق “توفيق وناس” في حديثه لـ”موزاييك”، أنّ عنوان “لمّ الشمل” للقمة العربية يخفي وراءه أشياء عديدة، نظراً لعدم طرح القضايا الأساسية بصفة حازمة صلبها، خصوصاً أنها لن تتطرق إلى موضوع الصحراء الغربية وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ولن تتطرق للملف الليبي بشكل حاسم.

وأضاف “وناس”، أن الهدف هو عقد القمة العربية دون إثارة القضايا الخلافية والهامة والتي ليس لها حلول، فضلاً عن نقطة اعتبارية ثانية، مفادُها أن اجتماع هذه القمة في حدّ ذاته يعطي نوعاً من الانطباع بأن الصفّ العربي ما زال يتحدث ويتشاور مع بعضه، ولم تندثر هذه الجامعة تماماً بالرغم من عدم تمكّنها من حلّ القضايا المهمة.

ملف التطبيع

وأشار توفيق وناس، إلى أن “ملف التطبيع أصبح ملفاً سياديا أحاديا خاصا بكل دولة مبينا أنه لا يمكن تصوّر موقف جماعي سيتم اتخاذه تحت مظلّة جامعة الدول العربية”.

مضيفاً: “وهناك دول طبّعت ودول لم تطبّع ودول أخرى في طريقها إلى التطبيع وهذا الموضوع فيه اختلاف كبير ولن يقع التطرّق إليه في قمة الجزائر”، حسب تعبيره.

لكل دولة جدول أعمال خاص وهدف مختلف

وسيواجه قادة الدول العربية المشاركة في القمة تحدياتٍ، من بينها إمكانية التوصل إلى صياغة قرار نهائي، يتعين تمريره بالإجماع.

وتقول مصادر في هذا السياق، إنّه في ظلّ وجود صراعات في سوريا وليبيا واليمن على جدول أعمال القمة أيضاً، فإن وزراء الخارجية العرب يسعون إلى التوصل إلى توافق حول الصياغة بشأن “التدخل” التركي والإيراني في المنطقة، وما إذا كان ينبغي ذكر أنقرة وطهران بالاسم أم لا.

والمفارقة في هذه القمة، أنها توصف بأنها حدث موحد، “في حين أن لكل دولة عربية جدول أعمال خاص وأهداف تناسب مصالحها”.

الجزائر المستفيد الأول من القمة

وتحدّث “توفيق وناس” لـ”موازييك”، عن إمكانية التطرّق لما أسماها بالمواضيع شبه الثانوية، وإمكانية اتخاذ موقف عربي موحد بشأنها ،على غرار التنسيق ورأب الصدع بين المنظمات الفلسطينية.

وتابع: “وهو أمر ايجابي وخطوة نحو لم الشمل بين الفصائل الفلسطينية ” إضافة إلى ملفي الطاقة والأمن الغذائي خصوصا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وهما من الملفات فيها نوع من الاتفاق والتقارب في المواقف بين القادة العرب”.

وأكّد الدبلوماسي التونسي، أن المستفيد الأول من عقد هذه القمة هي الجزائر، التي أصبح لها بحكم الوضع الجيوسياسي والاقتصادي وزنٌ مهم دولياً وإقليمياً، خاصة فيما يتعلق بالغاز والبترول.

موضحاً: “وهذا الوضع الجيوسياسي الإيجابي سيمكنها من تسلم رئاسة القمة العربية والتكلم باسم الدول العربية في المحافل الدولية في المواضيع الهامة”.

وأضاف وناس بأنّ القمم العربية أصبحت ميداناً لمحاولة فضّ الخلافات الثنائية بين الدول العربيّة، في ظل عدم القدرة على اتخاذ مواقف عربيّة موحدة تجاه الأزمات والملفات الدولية.

جدير بالذكر، أن القمة الحالية وسط تحديات وظروف معقدة تشهدُها المنطقة العربية.

إضافةً لوضع عالمي مضطرب جرّاء حرب أوكرانيا وتداعياتها، من أزمة طاقة وغذاء.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “هل فشلت “قمة الجزائر” قبل أن تبدأ؟.. “لم الشمل العربي” عنوان نظري”

  1. الجزائر نجحت في ما خاب فيه كل العرب والمسلمين في توحيد صفوف الفلسطنيين وهاذا هو الاهم كما نجحت في الاستفادة من الازمة العالمية للطاقة كما نجحت في تطوير بنيتها التحتية وتجهيز جيشها لما هو قادم والعرب في سباة عميق اما اجتماع طغاة العرب فالجزائر تعلم مسبقا نفاقهم ولا تنتضر منهم خير وهي الحمد لله ليست في حاجة اليهم.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.