الرئيسية » حياتنا » دراسة علمية أثبتت أن ارتداء الجلباب هو أروع طريقة لمجابهة حَرّ الصيف

دراسة علمية أثبتت أن ارتداء الجلباب هو أروع طريقة لمجابهة حَرّ الصيف

وطن– يرتدي البدو والطوارق تقليديًا ومنذ زمن بعيد، ملابس من أي لون لها خصائص تجعلها أكثر برودة من أي لباس غربي آخر.

وفي الحقيقة، وصلت درجات الحرارة هذا العام، في العديد من مناطق القارة الأوروبية، إلى درجة لم تعهدها المنطقة من قبل، ومما زاد الأمر سوءاً، استمرت الحرارة لعدة أيام وأسابيع وأشهر متتالية، بحسب تقرير لصحيفة “الباييس” الإسبانية.

بالإضافة إلى ذلك، أدى الجفاف غير المتوقّع إلى زيادة برودة الرياح، بحيث لا يمكن للتربة الجاف، أن تساهم في تنظيم درجة الحرارة من خلال التبخر. ووفقًا للعلم، فقد تسببت التغيرات في تدفقات التيارات الجوية المرتبطة بتغير المناخ، في ظهور الهواء الساخن الذي يُشعرك وكأنك في الصحراء الأفريقية أو الجزيرة العربية تماماً، وهذا ما حوّل نصف مناطق أوروبا إلى فرن لا يُطاق، وفقًا لما ترجمته “وطن“.

لماذا يعتبر النوم ببيجاما من الحرير في الصيف فكرة جيدة؟

لكن، لسائل أن يسأل كيف تمكّنت شعوب هذه المناطق الساخنة على مر السنين، من التكيّف والتأقلم بشكل جيد للغاية مع المناخ الساخن جدًا؟

في الحقيقة، بعد دراسة علمية مهمة، تبيّن أن اللباس يؤدي دوراً مهماً في هذا الغرض، حيث يساعد لباس البدويين والطوارق وسكان مناطق الجزيرة العربية والأفريقية، على محاربة الصيف والتصدي لموجات الحرارة. لذلك، ربما يكمن مفتاح الأوروبيين، في تحويل انتباههم إلى ثقافات أخرى أكثر اعتياداً على الحرارة الشديدة.

يرتدي البدو والطوارق تقليديًا ومذ زمن، أردية من أي لون لها خصائص تجعلها أكثر برودة من أي لباس غربي آخر.
يرتدي البدو والطوارق تقليديًا ومذ زمن، أردية من أي لون لها خصائص تجعلها أكثر برودة من أي لباس غربي آخر.

وبما أن الحرارة الاستثنائية التي تشهدها مناطق أوروبا هذا الصيف تأتي من الصحاري الأفريقية، يبدو أنها فكرة جيدة أن ننظر إلى نوعية ملابس سكان تلك المناطق. وأول ما يلفت انتباهنا في الملابس التقليدية لشعوب الصحراء، مثل: البدو والطوارق، هو أنهم على عكس ما نفعله عادة، يرتدون ملابس تغطيهم بالكامل تقريباً، بل ويلجأون إلى الألوان الداكنة. وهو أمر مخالف للبديهة، لكن له أساس علمي متين.

وورد في مقال نُشر في مجلة نيتشر بعنوان “لماذا يرتدي البدو الملابس السوداء في الصحراء؟”، عاد الباحثان ريتشارد تيلور وفيرجينيا فينش من جامعة هارفارد، وأميرام شكولنيك وآرييه بوروت من جامعة “تل أبيب”، إلى فترة الثمانينيات من القرن الماضي، للنظر في نوع الملابس الذي ارتداها البدويين والطوارق، الملائمة لحرارة الصحراء الشديدة.

الدراسة

للقيام بذلك، طلبوا من أحد المتطوعين الوقوف تحت أشعة الشمس في الصحراء، قرابة الظهيرة، مرتدياً أربعة أزياء مختلفة: رداء بدوي أسود ورداء أبيض شبيه بالرداء السابق، وزي عسكري بني وأخيراً لا شيء سوى السراويل القصيرة.

وخلصت التجربة إلى أن أسلوب البدو في اللباس على مر القرون كان رائعاً، لأنه أكثر ملاءمة للحرارة.

هذا وقام المتطوع بأربعة تجارب، مدة كل منها 30 دقيقة، واحدة كانت في صحراء النقب، والتجارب الأخرى كانت بين البحر الميت وخليج “إيلات”، حيث ترواحت درجات الحرارة بين 35 و46 درجة مئوية.

مع حلول فصل الصيف.. مفاتيح للوقاية من حساسية الشمس

وفيما يلي أهم النتائج:

زي موحّد أو بدلة

من الواضح، أن نوع اللباس الرسمي الذي نرتديه في المناطق الأوروبية بصفة عامة ليس له قيمة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع الحرارة.

لباس الطوارق والبدو مريح ويبرد الجسم
لباس الطوارق والبدو مريح ويبرد الجسم

من جهة أخرى، لا شك في أن أجسامنا تدافع عن نفسها من درجات الحرارة المرتفعة من خلال العرق: فتبخره يحررنا من الحرارة الزائدة. ولكن لكي يحدث هذا بسرعة، نحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الهواء، للتدفق حول أجسامنا. واللباس الضيق أو الزي الرسمي الذي يرتديه الغرب يمنعان حدوث ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت البدلة أو الزي الرسمي داكن اللون، فإن نسيجها سيمتص حرارة الشمس، والتي ستنتقل بدورها مباشرة إلى أجسامنا؛ نظراً لكونها ملابس ضيقة إلى حد ما، فهي تلامس بشرتنا بشكل مباشر، وباختصار، هذا يمثّل الخيار الأسوأ في يوم شديد الحرارة.

السروال القصير

تخفيف الملابس على الجسم، أو عدم ارتداء أي شيء على الإطلاق، هو خيار أفضل في يوم حار للغاية. وعلى الرغم من أنّ جلدنا على اتصال كامل مع الهواء الخارجي، الذي يبخر عرقنا ويبردنا، فإن هذا الخيار ينطوي أيضاً على مشاكل خطيرة، وفقاً لما أوضحه المتخصص في علم وظائف الأعضاء، من مركز أبحاث بيئة العمل البيئية البروفيسور جورج هافينيث، لذلك، يجب استبعاد هذا الخيار، ما لم يكن يوماً مظلماً بشكل استثنائي أو في الليل.

ماذا نأكل في الصيف حسب الطب الصيني التقليدي؟

سترة بيضاء أو سوداء

كانت نتائج الدراسة التي أجراها تايلور، وفينش، وشكولنيك، وبورت، حاسمةً: فالسترات الواسعة جدًا، ولَّدت عملية تبريد حراري للهواء حول جسم المتطوع، بسبب حركة دوران الهواء التي تحدث عندما تتحرك السترة مع الريح أو مع حركة مرتديها، ما يجعل الهواء يرتفع ويدور بين القماش والجلد. حتى أنّ الجلباب سيكون أكثر برودة من الخروج عارياً في حالة عدم وجود ريح.

هذا واستنتج المؤلفون أيضاً أن الحرارة التي يتحملها الشخص عند ارتداء الزي البدوي النموذجي، هي نفسها سواء كانت سوداء أو بيضاء. صحيح أن اللون الأسود يمتصّ مزيدًا من الحرارة، لكنّ هذا يحدث قبل أن تصل الحرارة إلى الجلد، لذا فإن لون القماش ليس مهماً. علاوة على ذلك، يساعد سمك نسيج هذه الملابس أيضاً على امتصاص درجة الحرارة بشكل أفضل، ما يمنعها من الوصول إلى الجلد.

لذا، في حين أننا قد لا نحتاج إلى ارتداء ملابس مثل Sand People في الوقت الحالي، فإنّ أيّ ثوب فضفاض لديه القدرة على تدوير الهواء بين القماش والجلد، سيخفّف من وطأة الأيام الحارة التي ما زلنا نواجهها.

وبصرف النظر عن حقيقة أن الخروج عارياً في الأماكن العامة غير مسموح به في العديد من الأماكن، فإن الحقيقة هي أننا نحتاج إلى حماية بشرتنا من أشعة الشمس، لتجنب الاحتراق. لذلك من الضروري ارتداء بعض الملابس التي تحمينا. كما أن كريم الشمس ليس هو الحل، لأنه يؤثر على إنتاج العرق.

ارتداء الجينز الضيق طوال اليوم سيتسبب لك بمشاكل لن تتخيلها!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.