وطن- تعالت في المملكة العربية السعودية دعوات مطالبة بتغيير لون كسوة الكعبة الشريفة من اللون الأسود إلى ألوان أخرى، مع بدء العام الهجري الجديد بحجة أن لون ستار الكعبة في الماضي لم يكن أسوداً.
ألوان كسوة الكعبة المشرفة تغيرت عبر التاريخ
وفي هذا السياق أشار الكاتب السعودي “فهد عامر الأحمدي” في تغريدة له على حسابه بـ”تويتر”، إلى أن الكسوة لم تكن دائما سوداء ولا يوجد نص شرعي يفرض إلباسها لونا معينا.
تم قبل قليل اليوم تغيير كسوة الكعبة المشرفة تزامنا مع بدء العام الهجري الجديد..
اتساءل لماذا لا تكسى بغير اللون الأسود؟
فالكسوة لم تكن دائما سوداء ولا يوجد نص شرعي يفرض إلباسها لونا معينا
بل تؤكد السنة المطهرة أن رسول الله ﷺ كساها باللونين الأبيض والأحمر ثم تغيرت بعده عدة مرات pic.twitter.com/GNWVV8Hqig— فهد عامر الأحمدي (@fahadalahmdi) July 29, 2022
وتابع موضحا:”بل إن السنة المطهرة تؤكد كما قال أن رسول الله ﷺ كساها باللونين الأبيض والأحمر ثم تغيرت بعده عدة مرات.”
وأضاف الكاتب السعودي في تغريدة لاحقة: “لا أتصور الكعبة بغير اللون الأسود، ولكن هذا بحكم العادة والتعود.”
واستطرد:”المسألة التي تشغلني فعلاً هو أخذ العادات كدليل وتشريع- والاحتجاج بالخوف من تغير إيمان الناس ومعتقداتهم”.
تباين الآراء بشأن الدعوة لتغيير لون كسوة الكعبة
وتباينت التعليقات والآراء بشأن الطرح الذي قدمه “فهد الأحمدي”، لتغيير لون كسوة الكعبة المشرفة بين من أيَّده في رأيه، وبين من رأى أن اللونين الأسود والذهبي أكثر مناسبة لمقام الكعبة المشرفة.
واعتبر “عبد الله” أن هذه المطالبة تأتي في سياق محاولات منظمة لتشويه سمعة المملكة وجهودها في رعاية الحرمين، وفي إطار الدعوة لما يسمى بتدويل الحرمين.
وأضاف: ” إذا تم تغيير اللون سيتم شن حملات مغرضه ويتم استغلال التغيير البريء لخدمة أهداف شريرة”.
وش تبي الناس تقول عننا .. المملكة على رغم جهودها العظيمة في رعاية الحرمين الا أن هناك محاولات منظمة لتشويه سمعتها والمطالبة بما يسمى تدويل الحرمين وكل انسان مطلع يعي ابعاد ذلك .. فلو تم تغيير اللون سيتم شن حملات مغرضه ويتم استغلال التغيير البريء لخدمة اهداف شريرة
— abdullah (@aab_fl) July 29, 2022
وعبر “هَيثم بن خالد” عن اعتقاده بأنه لا يوجد نص شرعي يوجب تغيير لون الكعبة ومخالفة ما عرفه الناس عن الكعبة. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك الكعبة على ما بنته قريش وترك إعادتها لقواعد إبراهيم عليه السلام، إلا أن تكون مقاصد لألوان دول بائدة.
مرسوم ملكي بتأجيل كسوة الكعبة إلى غرة شهر محرم المقبل..لماذا؟
ولا يوجد نص شرعي يوجب تغيير لون الكعبة ومخالفة ما عرفه الناس عن الكعبة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك الكعبة على ما بنته قريش وترك إعادته لقواعد ابراهيم عليه السلام ، إلا ان تكون مقاصد لألوان دول بائدة.
انتهى.— هَيثم بن خالد (@s23_hh) July 30, 2022
ورأى “سليمان علي البدير” أن ألوان كسوة الكعبة تغيرت عبر العصور إلى أن استقرت على الأسود دليل إجماع المسلمين عليه والفته العيون.”
واضاف:”وربما لأنه سيد الألوان ويمتص جميع الأشعة الساقطة عليه، ويتحمل تقلبات الطقس خاصة أنه لايتم تغييره إلا مرة في السنة، ومع تطريز الآيات بالذهب تضفي على الكعبة مزيداً من العظمة والمهابة”.
تَغَيُّرْ الوان كسوة الكعبة عبر العصور الى أن استقر على الأسود دليل إجماع المسلمين عليه والفته العيون، وربما لأنه سيد الألوان ويمتص جميع الأشعة الساقطة عليه،ويتحمل تقلبات الطقس خاصة أنه لايتم تغييره الا مرة في السنة، ومع تطريز الآيات بالذهب تضفي على الكعبة مزيد من العظمة والمهابه pic.twitter.com/uzBNTBsHMo
— سليمان علي البدير Sulaiman Albudair (@SAlbudair) July 30, 2022
بينما استشهد “بسام الخليف” بما ذكره “ابن حجر” في “أخبار مكّة”: من أن الكعبة كانت تكسى بالأبيض والأسود والأخضر والأصفر، إلى أن جاء الناصر العباسي فكساها ديباجا أخضر ثم كساها ديباجا أسود، فاستمر إلى الآن”.
وهذا يثبت كما قال أن اللون الأسود أصبح السائد منذ العهد العباسي حتى الآن.
ذكر ابن حجر في أخبار مكّة: "أن الكعبة كانت تكسى بالأبيض والأسود والأخضر والأصفر، إلى أن جاء الناصر العباسي فكساها ديباجا أخضر ثم كساها ديباجا أسود، فاستمر إلى الآن".
فيتضح ان اللون الاسود اصبح السائد منذ العهد العباسي احتى الآن pic.twitter.com/RV5epCteBY
— بسام الخليف (@Bassam_sk) July 30, 2022
ومن جانبه فسَّر ”أيمن“ السبب: ”لربما كان اللون الأسود الأكثر تحمّلًا لتقلبات الجو حتى لا يظهر شكل الكعبة متسخًا إكراما لهًا“.
فيما استنكر آخر طرح الموضوع، معتبراً أنه ”مجرد موضوع عقيم، طالما أن اختيار أي لون للكعبة هو أمر مباح لدى المسلمين“.
وفي السياق ذاته تساءل “الرويلي” بنبرة ساخرة :”طبعاً انتهت جميع القضايا والأفكار باقي بس لون الكعبة”.
طبعاً انتهت جميع القضايا والافكار باقي بس لون الكعبه
— Abdullah Alrwaili (@abdullah56862) July 30, 2022
وعلق صاحب حساب باسم ” القلب الكبير” أن “اللون الأسود أكثر مهابة ولا يظهر عليه أثار الأوساخ عند ملامسته.
واستدرك أن “لون كسوة الكعبة لا يعتبر من أمور التشريع بل هو على ما يراه أهل الحل و العقد”.
كسوة الكعبة.. من اللون الأبيض إلى الأسود المذهب
وبحسب المصادر التاريخية فإن النبي إبراهيم عليه السلام، كسا الكعبة المشرفة باللون البني الفاتح، وهي كسوة من جلد الماعز، حيث كان البناء حينها صغيرا، وهو أول من جعل للكعبة باب.
وجاء من بعده النبي محمد صلي الله عليه وسلم ليلبس الكعبة المشرفة بالثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر، بعد فتح مكة، وهو أول تغيير من بعد الكسوة التي وضعها آل قريش، بعد أن احترقت تلك الكسوة أثناء تبخير الكعبة.
كسوة الخلفاء للكعبة
وغير الخلفاء الراشدون أبو بكر، والفاروق عمر رضي الله عنهما من بعده لون الكسوة، حيث ألبسوها ثياب القباطي ذات اللون البيض، فكانت تصنع في مصر، بينما كان عثمان بن عفان رضي الله عنه هو أول من وضع للكعبة كسوتين أحدهما فوق الأخرى، حتى يصعب حملها.
وكُسيت الكعبة المشرفة أيضا باللون الأبيض في أيام الخلافة العباسية، كما قال الفاكهي “رأيت كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر أبيض رقيق مكتوب عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبدالله هارون أمير المؤمنين”.
وتغير لون كسوة الكعبة المشرفة في زمن الدولة الفاطمية إلى اللون الأصفر عام 456هـ. كما غير الخليفة الناصر العباسي لون الكسوة إلى اللون الأخضر، في 614هـ.
عندما جاء الخليفة الناصر العباسي غير لون كسوة الكعبة المشرفة إلى اللون الأسود مع الأشكال المصنوعة من الذهب لتزيينها في 622هـ، وهو شعار العباسيين، وهو اللون التي ثبتت عليه الكسوة حتى الآن، والتي تصنع من خام الحرير، ولكن الستارة الداخلية للكعبة المشرفة بقيت باللون الأخضر.