الرئيسية » الهدهد » مصادر حكومية مصرية: محمد بن سلمان يسعى لمصالحة مصر مع تركيا والإخوان

مصادر حكومية مصرية: محمد بن سلمان يسعى لمصالحة مصر مع تركيا والإخوان

وطن – وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر مساء اليوم، الاثنين، ضمن جولة له ستشمل الأردن وتركيا.

وقالت وكالة الانباء السعودية “واس” في بيان صادر عن الديوان الملكي، أنه “بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستجابة للدعوات المقدمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فقد غادر سموه بحفظ الله ورعايته هذا اليوم الاثنين 21 / 11 / 1443 هـ الموافق 20 / 6 / 2022م لزيارة كل من (جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية تركيا)”.

وأضافت أنه سيلتقي خلال هذه الزيارات بقادة هذه الدول؛ لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا السياق، قال مصدر حكومي مطلع على الشؤون الثنائية للدولتين لموقع “مدى مصر” إن ولي العهد السعودي والوفد المرافق له سيبحثون في القاهرة عددًا من القضايا مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على رأسها معالجة «ملفين غير تقليديين»، هما تسريع التقارب مع تركيا والإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على الجبهتين منذ عدة أشهر، لكن بوتيرة أبطأ مما تريده الرياض.

وقال المصدر إن السعودية تسعى بطموح إلى «قيادة إعادة هندسة التحالفات الإقليمية» في الشرق الأوسط بعد سنوات من التوترات بين القاهرة وأنقرة بسبب الإطاحة بالرئيس المصري السابق، محمد مرسي، والموقف الشخصي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضد نظيره المصري.

أضاف المصدر أن بن سلمان سيناقش شخصيًا المصالحة مع تركيا خلال لقائه مع السيسي، في حين ستتم مناقشة المحادثات حول الإخوان المسلمين في اجتماعات بين كبار المسؤولين في كلا البلدين.

وبحسب المصدر، يأمل ولي العهد أن يقدم نفسه للأمريكيين من خلال إرساء الأساس للتحالف الإقليمي للولايات المتحدة على أنه «صانع التوازن» في المنطقة، والقادر على توجيه دفة التحالفات الاستراتيجية الإقليمية. ويقول المصدر إن إنجاز التقارب المتعسر بين القاهرة وأنقرة، وهما من أكثر القوى الإسلامية السنية نفوذًا، سيخدم هذه الغاية.

قلق سعودي من تقارب الإمارات مع واشنطن

ووفقا للمصدر يرجع إلحاح السعوديين، على التقارب المصري التركي والتنسيق الأوسع مع جماعة الإخوان، إلى القلق بشأن محاولة الإمارات الموازية لتحقيق تقدم مع واشنطن في خطتها الخاصة بأُسس سياسة إقليمية جديدة.

وقال مصدران حكوميان مصريان آخران، تحدثا لـ«مدى مصر» قبل زيارة كانت مقررة إلى القاهرة من جانب بن سلمان في مايو الماضي تم تأجيلها، إن هناك رغبة لدى الجانبين في إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية في ضوء تغيير الديناميكيات الإقليمية.

ووفقًا لأحد المصادر، فإن “القلق الذي تشعر به كل من القاهرة والرياض بشأن الخيارات السياسية لحاكم الإمارات المُعيّن حديثًا، محمد بن زايد، قد ساعد في التقارب بين مصر والسعودية على الرغم من بعض خيبات الأمل، التي لا يمكن تجاهلها لدى الجانبين”.

وقال المصدر إن مصر «مستاءة» بشكل خاص من خيارات بن زايد في إثيوبيا وليبيا، ولا يزال السعوديون «غاضبين» من سياسات الإمارات بشأن اليمن.

وبحسب المصدر الحكومي الأول، فإن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع جماعة الإخوان، أصبح أيضًا ساحة للتنافس بين الأطراف الإقليمية والدولية.

علاقات بين السعودية والإمارات مع الإخوان

وكشف المصدر إن كلًا من السعودية والإمارات «لديهما اتصالات قائمة مع قادة الإخوان المسلمين الدوليين»، مضيفًا أن جهود السعوديين الحثيثة لإيجاد حل للصراع مع النظام المصري تأتي كمحاولة لتجنب المنافسة مع الإمارات، وكذلك لاستباق «أحدث الجهود الأمريكية والبريطانية لبناء قنوات اتصال مع الجماعة».

ويضيف المصدر أن السعوديين «نجحوا في دعمهم لمرشد الإخوان المسلمين المؤقت المقيم في لندن، إبراهيم منير، في مواجهته مع محمود حسين المقيم في إسطنبول”.

وقال المصدر إنه جرى الاحتفاء بولي العهد سلمان من قبل لنجاحه في تحجيم التيارات السلفية التي كانت قوية الحضور في السابق، والتي كانت جزءًا من القوة الناعمة للمملكة، إلا أنه بدأ في الأشهر الأخيرة في تخفيف الضغط على هذه الجماعات. «تعمل المملكة العربية السعودية الآن على استعادة نفوذها على الجماعات السُنية لتحقيق توازن ضد إيران التي تنشط مجموعاتها الشيعية من العراق، وعبر دول الخليج، إلى اليمن وسوريا ولبنان».

ومع ذلك، وفقًا لدبلوماسي أوروبي مقيم في القاهرة، قد يتسبب ذلك في بعض التوتر في مصر، جرّاء التنافس السعودي المصري في إدارة ملف السلفيين.

إدارة شؤون السنة

وبحسب الموقع، تأتي مُغازلة بن سلمان للنفوذ الأمريكي ورغبته في العودة إلى إدارة الشؤون السنية بشكل عام في الوقت الذي يحاول فيه ولي العهد حاليًا تنظيم نقل السلطة بسلاسة قبل وفاة الملك، سلمان بن عبد العزيز، الذي تسببت مشكلاته الصحية في تكهنات واسعة النطاق، وفقًا لما ذكره مصدر سياسي مقيم في الخليج. قال المصدر إن بعض تفاصيل «مؤامرة القصر» تلك قد اتضحت، بسبب إلغاء العديد من المسؤولين السعوديين، الذين كانوا يخططون لزيارة واشنطن في مايو الماضي، رحلاتهم بسبب الوضع الداخلي في المملكة.

إن تقبل القاهرة للمبادرة السعودية مشروط بحقيقة أنها في خضم أزمة اقتصادية حادة، ناجمة عن تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الاقتصاد العالمي. في الأيام الأخيرة، أشارت الحكومة إلى أن الوضع الاقتصادي قد يزداد سوءًا بنهاية العام الحالي. للحد من الآثار السلبية، بدأت مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد وسعت إلى جذب الاستثمار الخليجي إلى القطاعات الرئيسية للاقتصاد، التي تمتد من البنوك والعقارات إلى قطاع الصحة.

إيداع السعودية مليارات دولار في البنك المركزي المصري

نهاية مارس الماضي، أودعت السعودية خمسة مليارات دولار أمريكي في البنك المركزي المصري، الذي شهد تآكلًا في احتياطي العملة الأجنبية، بسبب اضطرار مصر إلى سداد مدفوعات ديونها الخارجية الضخمة، وفزع المستثمرين عقب غزو أوكرانيا، وفرارهم من سوق السندات المصري سعيًا للحصول على حيازات أكثر أمانًا.

ووفقًا للمصدرين الحكوميين اللذين تحدثا لـ”مدى مصر” في مايو الماضي، سيناقش ولي العهد أيضًا في القاهرة خططًا لشراء أسهم في بعض الكيانات الاقتصادية المصرية الرائدة في مختلف القطاعات، حيث بدأت بالفعل محادثات من قبل الجهات الحكومية المختصة.

اقرأ ايضا:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.