الرئيسية » تقارير » محمد بن زايد.. لماذا استحق لقب “شيطان العرب” بجدارة؟

محمد بن زايد.. لماذا استحق لقب “شيطان العرب” بجدارة؟

وطن- خلف أبراج يتفاخرون بها، وأجواء حياة يتباهون بها، توجد سلطة يصفها الكثيرون بالقمعية والوحشية، مدت أيديها لخارج حدودها، فتدخلت في شؤون الدول وتلاعبت بمقدرات الشعوب.. سلطة إماراتية يقودها محمد بن زايد والذي يوصف – ليس من فراغ – بأنه شيطان العرب.

“شيطان العرب” محمد بن زايد

لطالما كان محمد بن زايد ولا يزال، مثار انتقادات حادة في الداخل الإماراتي نفسه وخارجه بسبب سياساته القمعية ومخططاته التخريبية لتمتد إقليميا ودوليا؛ إثر سياسات منبوذة اتبعتها السلطات هناك.

قضايا عديدة جلبت نيران الانتقادات العاصفة لمحمد بن زايد، قادت إلى وصفه بأنه “شيطان العرب”.. لقب كان أول من أطلقه عليه قبل سنوات هي صحيف “وطن” ورئيس تحريرها نظام المهداوي، والذي يكاد يكون أول علامة تجارية وماركة مسجلة يعرفها العرب دون أن تكون مدونة في وثائق التسجيل الرسمية.

ابن زايد والتدخل في شؤون الدول العربية

أحد أهم دوافع الهجوم على ابن زايد، كانت يده الطولى التي اقتحمت الشؤون الداخلية للدول، وذلك بخصوص موقف الإمارات من ثورات الربيع العربي، إذ ساند محمد بن زايد الأنظمة القمعية في مواجهة شعوبها، وفتح خزائن الإمارات من أجل الطغاة.

كاتب فلسطيني يكشف كيف أباد “شيطان العرب محمد بن زايد” أحلام 362 مليون عربي

“وأد الربيع العربي”

لعب ابن زايد دور “رأس الحربة” في مهمة القضاء على الربيع العربي، وكان ذلك بمثابة السلاح الذي استخدمه لتوسيع نفوذه في تلك البلدان (مصر وتونس وليبيا واليمن)، وهي دول للمفارقة شهدت جميعها ثورات وانتفاضات شعبية عارمة.

ورأت السلطات الإماراتية وتحديدا محمد بن زايد، أن ثورات الربيع العربي تهديد لوجودها، فدعم سلطة الانقلاب في مصر على أول رئيس مدني منتخب.

من مصر إلى ليبيا واليمن

وظهرت تسريبات لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، يقر فيها بدعم بلاده للانقلاب العسكري في مصر، ومساندة الجنرال خليفة حفتر في ليبيا في حربه على الحكومة المعترف بها.

اليمن أيضًا كان عنوانا لكراهية وعداء ابن زايد للربيع العربي.

فتدخلت الإمارات رفقة السعودية في تحالف مسلح وانخرط هذا التحالف في حرب اليمن، ما تسبب في تفاقم الأزمة واستمرار الحرب حتى الآن.

وأسفر ذلك عن تردي الأزمة الإنسانية في اليمن واحتلالها موقعا متقدما على قائمة الدول التي تشهد كوارث معيشية.

دعم انقلاب قيس سعيد بتونس

دعم انقلاب قيس سعيد بتونس

تونس شهدت تدخلا أيضا من قبل نظام بن زايد، فالرئيس الإماراتي يدعم الانقلاب الذي ينفذه قيس سعيد، وقدمت الإمارات مبلغ 3 مليارات دولار لإنجاح هذا الانقلاب، تماما كما فعلت مع مصر.

وقدم ابن زايد إغراءات عديدة لقيس سعيد، ليصر على قراراته الانقلابية في تونس شملت مساعدات ضخمة وامتيازات غير مسبوقة.

وتستغل دولة الإمارات نفوذها الخارجي و”اللوبي” الذي تشكله في مناطق عديدة، لإيجاد أرضية دعم خارجية لصالح الانقلابات التي تدعمها، وهو ما حدث في الحالة المصرية والتونسية.

والقاسم المشترك في هذه الحالة كان تخوف محمد بن زايد من تماهي نفوذ تيار الإسلام السياسي بشكل عام وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، ما دفعه للانخراط في دعم الأنظمة القمعية.

القمع في الإمارات

كراهية النظام الإماراتي للربيع العربي، لم تقتصر على دعم الحكام القمعيين ووأد مساعي الشعوب للتغيير، لكن السلطات استهدفت من يدعم هذه الثورات على أراضيها وزجت بهم لسجونها.

أحد هؤلاء كان الناشط الفلسطيني “إياد البغدادي” الذي اعتقلته السلطات ومارست قمعا ضده، شأنه شأن آخرون تم ترحيلهم بشكل قسري من الإمارات لتأييدهم الربيع العربي، وكان أغلب هؤلاء المُرحَّلين من السوريين.

هذا التنكيل كان جزءا من قمعا داخليا تنتهجه السلطات الإماراتية، فمحمد بن زايد متهم بأنه أخضع الإمارات وحولها إلى دولة بوليسية لا تتسامح مع المعارضين.

ابن زايد متهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان حينما كان ولي عهد أبوظبي، وكان وقتها أيضا يعد الحاكم الفعلي للدولة في ظل غياب أخيه خليفة بن زايد عن المشهد قبل وفاته.

أحد الانتهاكات تتمثل في مراكز المناصحة، التي تقع خارج نطاق رقابة القضاء الإماراتي، وتخضع لجهاز أمن الدولة.

وقد وثق مركز “مناصرة معتقلي الإمارات” أنها عبارة عن سجون سيئة السمعة، ومبرر لتمديد اعتقال من أنهوا محكومياتهم.

وأشار المركز إلى عشرات الحالات التي تم احتجازها في مراكز المناصحة بالاعتماد على البيانات المتوفرة لديه.

برامج المناصحة وسجون أمن الدولة

برامج المناصحة وسجون أمن الدولة

السلطات الإماراتية تستخدم ما تسمى “برامج المناصحة“، لاحتجاز الأشخاص الذين تفشل المحاكم بإدانتهم، ومنع خروج المعارضين من السجن واحتجازهم لأجل غير مسمى.

وتستغل السلطات قوانين الإرهاب والمناصحة لمنع المعتقلين من الخروج من السجن بعد انتهاء الأحكام الصادرة بحقهم، حيث تستمر باحتجازهم إداريا تحت مسمى هذه البرامج.

وفي 2019، أصدرت السلطات الإماراتية قانونًا لإنشاء المركز الوطني للمناصحة في مدينة أبوظبي.

وبعد عامين من إصدار القانون، عملت السلطات على احتجاز المتهمين في السجون العادية، وقد تم توثيق استخدام السلطات الإماراتية ثلاثة مراكز احتجاز للأشخاص الذين يتم إيداعهم في مراكز المناصحة.

وأي شخص معتقل في سجن الرزين يتم إيداعه في مراكز المناصحة، تنقله السلطات الإماراتية إلى عنبر آخر داخل السجن نفسه.

وعنبر مركز المناصحة لا يختلف عن العنابر الأخرى في سجن الرزين.

وهناك حالات أيضًا تحتجزها السلطات في سجون تحقيق تابعة لأمن الدولة بسبب صعوبة نقلهم لاكتظاظ السجون.

التطبيع مع إسرائيل

شكل وطريقة ومفهوم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي كان الأسباب التي ولدت غضبا ونفورا من ابن زايد، الذي أبدى هرولة إماراتية للتقارب مع الكيان الصهيوني، على حساب القضية الفلسطينية.

وتيرة التطبيع زادت في الفترة الماضية بشكل مكثف، ففي الفترة من سبتمبر 2020 إلى يناير 2021، وقّعت اتفاقيات تجارية بين البلدين بلغ حجمها مليار درهم.

وقبل أسابيع، ومع تولي بن زايد رئاسة دولة الإمارات خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة، وقعت إسرائيل والإمارات أول اتفاقية تجارية من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية في دبي.

وقال مسؤولون إماراتيون إن الاتفاقية تخص الشراكة الاقتصادية الشاملة وفقا لما تعرف بالاتفاقية الإبراهيمية للسلام.

وهذه الاتفاقية تتوقع أبو ظبي، أن تؤدي إلى زيادة التجارة البينية غير النفطية بينهما إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنويا.

التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب ليس اقتصاديا فقط، فمؤخرا نشرت إسرائيل منظومة رادارية في عدة دول في الشرق الأوسط من بينها الإمارات والبحرين، بهدف مواجهة تهديدات إيران الصاروخية.

جاء الكشف عن هذه الخطوة بعد زيارة خاطفة أجراها رئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينيت إلى الإمارات ولقائه بمحمد بن زايد، حسبما كشفت القناة 12 العبرية، قبل أسبوع.

وبحسب القناة العبرية، نجحت منظومة الرادار الإسرائيلية في توفير إنذار مبكر قبل أشهر عدة عندما أطلقت إيران طائرات مسيرة ملغمة باتجاه إسرائيل، حيث تم إسقاطها فوق العراق.

التجسس.. فضائح إماراتية

فضائح التجسس أيضًا رافقت نظام بن زايد وجعلته منبوذا بشكل كبير، بينها فضيحة زرع أبوظبي برنامج “بيغاسوس” التجسسي الإسرائيلي في هاتف حنان العتر زوجة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قبل أشهر من اغتياله.

السلطات الإماراتية زرعت برنامج بيغاسوس في هاتفين لحنان العتر، بعد مصادرة هواتفها أثناء تحقيق أجري معها في أبوظبي بشأن علاقتها مع جمال خاشقجي.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست“، فإن الإمارات أحد أكثر عملاء شركة NSO الإسرائيلية شهرة، واستخدمت بيغاسوس ضد نشطاء مناهضين وصحفيين.

في أكتوبر 2021، كشفت محكمة بريطانية أن مجموعة NSO أنهت عقدها مع الإمارات لأن حاكم دبي استخدمه لاختراق هواتف زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين ومحاميها.

وسبق أن طالب مشرعون أمريكيون بمعاقبة هذه المجموعة الإسرائيلية للتجسس، والدول التي استخدمت تقنياتها وفي مقدمتها الإمارات.

وأكد المشرعون من وزارتي الخزانة والخارجية، ضرورة معاقبة المجموعة الإسرائيلية وثلاث شركات أجنبية أخرى، ساعدت حكومات مستبدة على ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ودعا المشرعون، أيضًا لمعاقبة كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة دارك ماتر الإماراتية لأمن الإنترنت.

في هذا السياق أيضًا، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن شركة مبادلة كابيتال التي تمتلكها الإمارات، تستثمر في مجموعة “إن إس أو” الإسرئيلية منذ عام 2019.

هذه الفترة هي التي تتبع فيها برنامج التجسس بيغاسوس التابع للشركة هواتف الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان، وزوجة حاكم دبي السابقة الأميرة هيا بنت الحسين.

برنامج تجسس تحت إشراف خالد بن محمد بن زايد

برنامج تجسس تحت إشراف خالد بن محمد بن زايد

وأنشأت دولة الإمارات برنامجًا تجسسيًا عام 2008، بمساعدة مسؤولين استخباراتيين سابقين في المخابرات الأمريكية، بإشراف خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

البرنامج حمل اسم Dread، ليكون ذراعًا أمنية لمحمد بن زايد، للمساعدة في مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة، بدعم وزارة الخارجية ووكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة لكن أهداف البرنامج التجسسي انحرفت بعد ثورات الربيع العربي عام 2011.

جاء ذلك بسبب رعب دولة الإمارات من وصول الاحتجاجات إليها، فعملت على استغلال البرنامج في ملاحقة المعارضين والتجسس على هواتف شخصيات وناشطين من مختلف دول العالم.

السعودية لم تسلم من تجسس الإمارات

السعودية لم تسلم من تجسس الإمارات

لم تسلم السعودية من برامج التجسس الإماراتية، وهو ما كشفه الفيلم الوثائقي “اليمن.. كيد الأشقاء” في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.

أثبت هذا الفيلم تورط الإمارات في أعمال استخباراتية ضد السعودية خلال الحرب على اليمن.

الصحفي اليمني عيدروس عبد الوارث، الذي كان يعمل في جريدة “البيان” الإماراتية، كشف في شهادته بالفيلم تعرضه لتعذيب ممنهج لمدة عامين ونصف بسجون الإمارات.

بعد تهديده بتعذيب زوجته وأبنائه، قال الصحفي للمحققين إنه على استعداد للاعتراف بأي شيء يطلب منه، لكن فوجئ بالمحققين يسألونه عما يعرفه عن طبيعة الحدود السعودية اليمنية والمناطق الحساسة فيها.

كما سألوه عن المعلومات التي يعرفها عن الاستثمارات القطرية والتركية في اليمن.

فضيحة التجسس الإماراتية في سلطنة عمان

فضيحة التجسس الإماراتية في سلطنة عمان

وكانت عُمان أيضًا هدفًا لشبكة التجسس الإماراتية، حيث كشفت الأجهزة الأمنية في السلطنة في يناير 2011، تمكنها من القبض على شبكة تجسس تابعة لجهاز أمن الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

واستهدفت هذه الشبكة نظام الحكم في سلطنة عمان وآلية العمل الحكومي والعسكري.

في يناير 2018، تم الكشف عن وثائق تثبت تورط أبو ظبي في إنشاء شبكة تجسس عملاقة في تونس، يديرها جهاز أمن الدولة الإماراتي، للتأثير على الحياة السياسية في البلاد.

“شاهد” للتغطية على فضيحة التجسس الإماراتية.. “بن زايد” فجأةً في سلطنة عُمان!

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “محمد بن زايد.. لماذا استحق لقب “شيطان العرب” بجدارة؟”

  1. كلمة شيطان تمنح لشخص يتمتع بشئ من الذكاء حتئ ولو قليل
    لكن هذا النكرة فلدية غباء مستحكم لا يملكه شخص اخر على وجه الارض

    رد
  2. كل ما فعله هو أن الأمة تستعيذ بالله منه مثل الشيطان ، لقد حرم على نفسه الحكم هو و ذريته لن تتركهم الأجيال القادمة حتى نهايتهم

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.