الرئيسية » تقارير » 3 سيناريوهات حرب محتملة في عام 2022

3 سيناريوهات حرب محتملة في عام 2022

نشرت صحيفة “إل سألتو دياريو” الإسبانية، تقريراً، سلطت فيه الضوء على 3 سيناريوهات حرب محتملة في عام 2022، حيث وصفته بالعام المثير للقلق.

وبحسب ما أوردته الصحيفة فقد كان سقوط أفغانستان في الصيف حافزا لمرحلة جديدة بعد الحرب الفاشلة التي شنتها الولايات المتحدة بدعوى مكافحة الإرهاب.

لكن هذه المرحلة الجديدة تبتعد عن هدف السلام الدائم، وتعيد إحياء الأشباح القديمة من الماضي، من خلال التدافع الكبير لإنفاق أموال طائلة على ميزانية الدفاع. من أجل تطوير العتاد العسكري وتجهيز الجيوش. وتختلف الميزانية باختلاف البلدان وقدراتها، ويكون ذلك بشكل غير متناسب في أغلب الأحيان.

وفق التقرير الذي ترجمته “وطن”، فإن العودة إلى الوضع الطبيعي بعد مرور دونالد ترامب عبر البيت الأبيض كانت تعني، على الصعيد الدولي. افتتاح عصر جديد من التوتر المتزايد مع الصين.

ففي إحدى مناقشات هذا العام في البنتاغون، سأل الأعضاء، ما إذا كان من الممكن وصف الوضع الحالي بالفعل بأنه “حرب باردة”. بالاضافة الى توقع نشوب صراع في عام 2022.

في هذا السياق، نشر جدعون راتشمان، كبير المعلقين في الشؤون الخارجية في صحيفة “فاينانشيال تايمز”، مؤخرًا مقالاً يقيّم فيه احتمال أن تشرع الولايات المتحدة في ما يصل إلى ثلاثة صراعات في العام المقبل.

واعترف راتشمان بأنه “لا توجد خطة واحدة تربط بين طموحات بكين وموسكو وطهران. ولكن هناك تحد لتوازن القوى العالمي، الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية”.

السيناريو الأكثر احتمالاً للصراع

في سياق متصل، تعد السيطرة على بحر الصين الجنوبي وجزيرة تايوان، أحد تلك الصراعات الطويلة الأمد في القرن العشرين، هو السيناريو الأكثر احتمالاً للصراع.

في أكتوبر، وعد الرئيس شي جين بينغ بتحقيق “المصير” الذي يؤدي إلى إعادة التوحيد مع تايوان. ورافق الإعلان استعراض للطائرات التي حلقت فوق الجزيرة.

اقرأ أيضاً: “CNN”: الشرق الأوسط عالق في مرمى نزاع متفاقم بين أمريكا والصين

في المقابل، احتجت الحكومة التايوانية. وتحدثت عن أسوأ وضع عسكري خلال الأربعين عامًا الماضية.

كما ذكرت الولايات المتحدة، من خلال وزير دفاعها، أن المناورات تبدو وكأنها اختبارات لغزو واسع النطاق للجزيرة.

وقالت مصادر موالية للغرب إن جيش التحرير الشعبي الصيني، اكتسب القدرة العسكرية على محاصرة مضيق تايوان والسيطرة عليه.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهر أكتوبر، بعد ظهور تقارير أشارت إلى أن الصين اختبرت صاروخًا يفوق سرعة الصوت بقدرات نووية في وقت سابق من هذا العام، أن حكومته ستدافع عن الجزيرة رسميًا ضد جمهورية الصين، إذا حدث وهاجمت الصين الشعبية الجزيرة بالفعل.

ونفت الصين تلك التقارير قائلة إنها خطوة روتينية.

نصف سكان تايوان يعتقدون لا يريدون الحرب

في الحقيقة، استمر التصعيد، على الأقل من الناحية الخطابية، حتى الخريف.

في غضون ذلك، كانت الولايات المتحدة غامضة بشكل واضح، لعقود حول إمكانية إعادة التوحيد.

أما في الآونة الأخيرة، كان البنتاغون أكثر وضوحًا إلى حد ما في عرض هذا الخيار على أنه خطر على مصالح حلفائه في الشرق: اليابان والفلبين.

من جانبها نددت الصين بأن طائرات التجسس الأمريكية “نفذت حوالي 1200 طلعة جوية استطلاعية واقترب بعضها من 20 ميلا بحريا من خط الأساس الإقليمي للصين”.

اقرأ أيضاً: الصين، روسيا، إيران، كوريا الشمالية .. كم عدد الحروب التي يمكن لأمريكا أن تخوضها؟

وتتهم “امبراطورية الوسط” الولايات المتحدة بخلق “محاكاة وبناء ساحات قتال” فيما يعتبرونه منطقتهم الطبيعية.

نقلا عن صحيفة جلوبال تايمز، نشرت الأخيرة، نتائج استطلاع. تشير إلى أن أكثر من نصف سكان تايوان يعتقدون أن حكومتها بقيادة تساي إنغ وين، ليست في حال يسمح لها بشن حرب على الصين.

واعترفت نسبة مماثلة بأنهم لا يريدون أن يشارك أفراد أسرهم في نزاع محتمل.

جبهة مفتوحة مع إيران

بعد ذعر الولايات المتحدة والنهاية المثيرة للشفقة لـ “الحرب على الإرهاب” التي شهدت عودة طالبان إلى حكومة أفغانستان. فإن المحطة التالية في الشرق الأوسط هي استعادة الاتفاقية النووية مع إيران، التي انسحب منها ترامب في مايو 2018. لا يبدو أن مهمة العودة إلى المسار الذي خربه الرئيس السابق. والتي أدت بإيران إلى تحقيق أهدافها المتمثلة في جذب الاستثمار الأجنبي. لتصبح مصدرًا مزدهرًا للنفط مما ساهم في تقليل تضخمها، أمرا سهلا.

اقرأ أيضاً: تحدٍ جديد للغرب .. صور أقمار صناعية تكشف استعداد إيران لإطلاق فضائي

هذا وتتهم الولايات المتحدة إيران باستغلال خرق الاتفاق، الذي أدى إلى جولة جديدة من العقوبات من قبل واشنطن، لتسريع تخصيب اليورانيوم.

وبحسب الصحافة ذات الصلة، فإن نظام إبراهيم رئيسي، الذي تم انتخابه في أغسطس 2021، وفقا للسرعة التي طور بها تخصيب اليورانيوم، لديه القدرة على صنع السلاح النووي “في غضون أسابيع قليلة”.

في ذات الشأن، أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه لا توجد معلومات عن امتلاك إيران لبرنامج أسلحة نووية أو أن لديها أي نشاط يؤدي إلى برنامج أسلحة نووية.

وعلى الرغم من ذلك، تحذر الولايات المتحدة من أن لديها شكوكًا في أن القدرة النووية الإيرانية قد تقدمت بشكل ملحوظ بعد انهيار اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة.

لقد سعت المحادثات التي جرت في فيينا (النمسا) خلال شهر ديسمبر/كانون الأول إلى إحياء الاتفاق باعتباره سبيلاً إلى عدم تطوير طهران للقنبلة النووية.

ولا تزال إيران من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولكنه يمثل فقط موقف المجمع العسكري الصناعي تجاه بلد يعتبر مركز “محور الشر”.

كما أن محاولات التوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران، بتجميد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، لا تُرضي بشكل كامل أي من الجانبين ولكنها تبدو الأهداف الوحيدة المتاحة في مؤتمر فيينا.

تجربة أفغانستان يمكن أن تدفع إلى تصعيد الحرب من قبل إيران

علاوة على ذلك، طالبت صحيفة “كيهان” الموالية للحكومة، عبر حسين شريعتمداري، ممثل النظام الذي يعتبر متشددا، في 16 كانون الأول / ديسمبر، بإنهاء “جميع” العقوبات التي تُبقي على ذرائع خادعة ومعادية. مثل حقوق الإنسان والإرهاب وصناعات الصواريخ، والتواجد الإقليمي، إلخ “.

من جانبهم، نشر صقور الجهاز الصناعي العسكري الأمريكي، مثل ميشيل فلورنوي وليون بانيتا والجنرال ديفيد بتريوس ودينيس روس في 17 ديسمبر إعلان بشأن تعزيز إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للتحدي النووي الإيراني، الذي يوحي فيه بأن الولايات المتحدة قادرة على تنظيم مناورات عسكرية بارزة.

ومن المحتمل أن يتم ذلك بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء. ومحاكاة ما يمكن أن يشارك في هذه العملية الهامة. بما في ذلك اختبار الهجمات من الجو إلى الأرض على الأهداف وقمع بطاريات الصواريخ الإيرانية.

والجدير ذكره، أن تجربة أفغانستان يمكن أن تدفع إلى تصعيد الحرب من قبل إيران، والتي ليس لديها الكثير لتخسره في سيناريو الانفصال عن الدول الغربية. خاصة مع الوضع الحالي وبعد صدمة اغتيال قاسم سليماني، صاحب القيادة العسكرية الإيرانية العليا، في محيط مطار بغداد (العراق) عام 2020.

لكن، الولايات المتحدة تقول إنها تثق بالقنوات الدبلوماسية لكنها “مستعدة لأي شيء” وتتهم نظام إبراهيم رئيسي بالتدخل في العراق والقيام بمناورات سرية في السعودية.

وعليه، لا يستبعد المحللون شن ضربات أمريكية جوية على المنشآت النووية. وهو خيار أقل خطورة من فتح صراع مع روسيا أو الصين.

وتقول إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. إنها تستعد لصراع افتراضي مع إيران.

من جانبه، لخص كاتب في موقع “Intercept”، جيريمي سكاهيل، الوضع قائلا، “حافظت إدارة بايدن، وفي بعض الحالات. وسعت العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران، مما أثار اتهامات من طهران بأن الولايات المتحدة تشن بالفعل حربًا غير عسكرية ضد المدنيين الإيرانيين. وتطالب ايران بوقف العقوبات كشرط مسبق للعودة للمفاوضات”.

الصراع مع روسيا

بالكاد بعد شهر ونصف من تنصيبه، وصف بايدن فلاديمير بوتين، رئيس الاتحاد السوفياتي سابقا بأنه قاتل.

ومع ذلك، ينتهي العام بخوص محادثات بين الزعيمان عبر الهاتف “لمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا” في مكالمتين هاتفيتين تهدفان إلى التخفيف من حدة التوتر المتزايد على الحدود الأوكرانية. حيث نشرت روسيا عددًا لا يقل عن مائة ألف جندي في الأسابيع الماضية.

وعلى مدى أسابيع، كان البنتاغون يقيّم إمكانية أن تقرر روسيا “في أوائل عام 2022” عبور الحدود من أجل “حماية” المواطنين الروس الذين يتعرضون، وفقاً لحكومة بوتين، للمضايقة في منطقة دونباس في مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك. حيث اندلع نزاع منذ تغيير الحكومة في كييف في عام 2014.

لكن، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، لم يكن نبيها فيما يتعلق بضمان استجابة عسكرية ضد روسيا كما كان في صراع افتراضي حول تايوان.

ولذلك، هددت الولايات المتحدة حتى الآن بعاصفة من العقوبات وزيادة المساعدات العسكرية لكل من حلفاء كييف وحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية والوسطى.

من جانبها، تريد روسيا أن توقف الولايات المتحدة توسعها عبر الحلف الأطلسي بين الدول الواقعة في دائرة نفوذها.

وقد تم التعبير عن ذلك في مسودتي اتفاقيتين أرسلتا إلى الدول الغربية في ديسمبر.

ونتيجة لذلك، تثير حالتا أوكرانيا وجورجيا وانضمامهما إلى الناتو قلق بوتين ونظامه الدفاعي.

إن تفسير الاتفاقيات، التي تم التوصل إليها في العقد الأخير من القرن العشرين بعد تفكك اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، هو اليوم مسألة صراع في حد ذاته.

من ناحية أخرى، يقول ينس ستولتنبرغ، رئيس منظمة حلف شمال الأطلسي، إن هذه المنظمة “لم تقدم أبدًا وعود بعدم التوسع” حول الاتحاد الروسي.

وقد أشار بوتين في الأيام الأخيرة إلى أن ميخائيل غورباتشوف، تلقى تأكيدات بأن هذا التوسع لن يحدث. ويطالب الآن بأن تكون هذه الضمانات مكتوبة.

الخيارات مفتوحة

تبقى الخيارات مفتوحة: فهي تتراوح من إطلاق صواريخ دقيقة إلى توغل محدود. وتوغل غير محدود بدعم من الأنظمة الإلكترونية.

وعلى الرغم من أن الدراسة الاستقصائية تفيد أن الأوكرانيين، على استعداد لخوض حرب ضد جيرانهم. إلا أنه من نافلة القول أن أوكرانيا ليس لديها القدرة على الاستمرار، في حرب مع روسيا. وأن هجومًا افتراضيًا سيتبعه استسلام كييف وفتح القنوات الدبلوماسية. لإعادة توجيه علاقة الاتحاد الأوروبي مع روسيا، العالقة (أوروبا) بين اتباعها للولايات المتحدة واعتمادها على مصادر الطاقة الروسية واستراتيجية واشنطن.

وختمت الصحيفة بالقول، بعد عام واحد من تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة، استمرت الميزانية العسكرية في النمو بمعدل 5 بالمئة سنويًا.

فضلا عن ذلك، صرح قانون تفويض الدفاع الوطني الذي تم سنه هذا الخريف، بمبلغ 778 مليار دولار في الإنفاق العسكري. وكأنها لعبة تكرر خطة إعادة الإعمار الضخمة من حيث الإنفاق الاجتماعي والمناخ. والتي يأمل الديمقراطيون من خلالها الفوز في انتخابات التجديد النصفي التي ستجرى في خريف 2022.

وعلى الرغم من الخروج من أفغانستان، فإن الزيادة في الميزانية والقدرة العسكرية للولايات المتحدة دفعت الكتاب المخضرمين، المناهضين للحروب العسكرية. إلى التحذير من احتمال اندلاع حرب عالمية جديدة والتي ستبدأ فيما يبدو اليوم.

والسيناريو الأكثر ترجيحًا لحرب مفتوحة: “بحر الصين الجنوبي”. وربما تكون العودة إلى الحياة الطبيعية بعد ولاية ترامب، مجرد عودة لاحتمال كان الجهاز العسكري الأمريكي القوي، مستعدًا له بحماس منذ فترة طويلة.

 

(المصدر: ترجمة وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.