الرئيسية » تقارير » “إل موندو”: 15 عاما بدون صدام حسين والعراق حبيس الفوضى والطائفية

“إل موندو”: 15 عاما بدون صدام حسين والعراق حبيس الفوضى والطائفية

قال الكاتب الإسباني لويس ميكال أورتادو، في مقال رأي نشرته صحيفة “ال موندو” الإسبانية، إنّه في الذكرى الخامسة عشرة لإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لا تزال المنطقة منقسمة على حب هذا الرجل أو كرهه، الذي قدمه الغرب وكأنه تجسيد للشر.

أوضح الكاتب، أنه في 30 كانون الأول (ديسمبر) 2006، وهو نفس اليوم الذي أحيا فيه المسلمون ذكرى عيد الأضحى، بثت بعض وسائل الإعلام الفيديو المثير للجدل لثواني صدام حسين الأخيرة. وصفها العديد من الموالين لصدام بأنها لحظة “استفزازية” للأمة، كان يرتدي معطفا أسودا وقميصا أبيضا، وسرعان ما تم شنق الرجل الذي حكم العراق بقبضة من حديد منذ عام 1975، حتى القبض عليه بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ويذكر الكاتب، أن محكمة خاصة حكمت عليه بالإعدام، شكلتها القوات الأجنبية، وذلك نكاية فيه وللاقتصاص منه، بسبب أوامره بقتل 150 شيعيًا من سكان بلدة بعد محاولة اغتيال فاشلة ضده عام 1982. بالإضافة إلى المذابح الكبرى الأخرى، التي اتهم بارتكابها في حلبجة بإقليم كردستان أواخر عام 1988، الذي قُتل فيها ما لا يقل عن 3200 كردي باستخدام الأسلحة الكيماوية في خضم الحرب ضد إيران.

وينقل الكاتب عن شخص اسمه “بدر”، حوكم مع بعض زملائه، ودخل السجن لأول مرة لمعارضتهم حزب البعث بزعامة صدام، أكد أنه لم يكن لديه دليل على وجود شقاق طائفي بعد سقوط الرئيس .

وعلل قائلا، “كان ذلك اليوم الوحيد الذي أوقفني فيه الجنود الأمريكيون عند نقطة تفتيش وسألوني عما إذا كنت سنيًا أم شيعيًا. كان ذلك نادرًا جدًا. لكن، في تلك اللحظة، تيقنت أن التغيير الديموغرافي، بدأ في أحياء بغداد، وهو أمر لم يحدث أبدًا مع صدام”.

الطائفية

في سياق متصل، منذ عام 2003، أصبحت الطائفية إحدى السمات المميزة للبلاد وإحدى علامات التكفير عن الذنب.بحسب الكاتب

وقال الكاتب: سمحت عباءة الدستور التي روجت لها قوات الاحتلال، والتي تجسدت رؤيتها في المنطقة، من خلال تقسيم السلطة على أساس الطوائف العرقية والدينية، باندلاع العنف الطائفي. أولاً، كانت القاعدة، التي نمت بحلول 11 سبتمبر، هي التي وسعت الصدع الأولي بين السنة والشيعة. ثم أخذ تنظيم داعش زمام المبادرة، وأوصل النزاع إلى حدود إبادة جماعية.

اقرأ أيضاً: رغد صدام حسين في ذكرى إعدام والدها: نكمل المسيرة فنصر الله قريب (فيديو)

لقد تبلورت هذه الانقسامات في مجموعة من القوى السياسية أو شبه العسكرية. بعضهم يمثلون الشيعة، المدعومين من إيران المجاورة، الذين يتوقون إلى حمايتها من خلال التأثير على دول ثالثة.

وفي المقابل، يتفق آخرون من السنة مع السعودية، القطب الإقليمي الآخر.

وعليه، كان ولايزال العراق ساحة معركة للقوات الأجنبية، على الرغم من أنه اليوم أيضًا طاولة مفاوضات بين السعوديين والإيرانيين. بالنسبة لكثير من الشباب، الذين يحاولون تجاوز هذه الانقسامات برغبة في إعطاء دفعة جديدة للأمة تجلب الرخاء. فإن النظام الطائفي هو أحد عقباتهم، على الرغم من حقيقة أن البلاد تستحوذ على ثروة نفطية كبيرة.

“في عهد صدام لم يكن هناك فساد كبير”

كما أشار بدر إلى حقيقة الفساد.

وشدد في هذا السياق، على أن “فترة حكم صدام حسين، كانت ديكتاتورية. ولكن كانت لدينا بعض الأشياء الإيجابية، مثل الأمن والتعليم والصحة. لم يكن هناك الكثير من الفساد، على عكس اللحظة الحالية”.

وتابع، “لقد عملت في برنامج النفط مقابل الغذاء، وهو مشروع للأمم المتحدة لمعالجة العقوبات عن طريق إرسال الغذاء والدواء مقابل النفط الخام. وعلى الرغم من التواصل مع الوزارات العراقية المختلفة، إلا أنه لم أعرف أبدًا كيف يتم دفع الرواتب للموظفين”.

اقرأ أيضاً: محامية صدام حسين تروي كواليس جديدة حول خفايا المحاكمة وسر صراخه في وجه القاضي دفاعا عنها

وختم الكاتب بالقول، هذا العراقي يصر على “عدم المقارنة” بين الفترتين.

ويؤكد نقلا عن بدر، أن قول الأشياء الجيدة عن العام الماضي لا يعني أنه يتعاطف معها.

وبحسب ما قاله بدر، “في الماضي كانت لدينا حروب ضد إيران وهي الأكبر على الإطلاق، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى وأجبرتنا على التجنيد في الجيش. لكن منذ الغزو الأمريكي أساسا، فقدنا الأمن وعانى الكثير من العراقيين بعد ذلك من السجن، والتهجير، واللجوء. بالإضافة إلى أنهم عُذبوا أو احتجزوا…”.

(المصدر: ال موندو – ترجمة وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.