أغنية لفيروز تطيح بـ4 إعلاميين جزائريين من مناصبهم في الإذاعة وإحالتهم لمجلس تأديبي

تسببت أغنية للفناة فيروز في الإطاحة بـ4 إعلاميين جزائريين من مناصبهم في الإذاعة، حيث وصفت الأغنية بأنها تمجد الديانة المسيحية على منبر الإذاعة.

وفي التفاصيل ووفق موقع “الشروق” الجزائري، فإن المدير العام للإذاعة الوطنية الجزائرية محمد بغالي، أنهى مهام مدير إذاعة قسنطينة “سيرتا” مراد بوكرزازة، ومقدّمة برامج “أغاني الزمن الجميل”، عن العمل، فيما تمت إحالة مخرج الحلقة والتقني المختص على المجلس التأديبي.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن الحلقة التي جرى بثها يوم السبت الماضي، كانت محل تحقيق إداري صدرت بنهايته تلك القرارات. بما في ذلك المدير وهو صحفي يعمل في الإذاعة منذ 30 عاما، وترأس المحطة منذ عام 2020.

ولفتت المصادر إلى أن “التحقيق الذي لا يزال ساريا لتحديد ملابسات الحادث وأسبابه وأهدافه.

وما إن كان يتعلق بخطأ مهني أم يتجاوز ذلك، أفضى أوليا إلى أن الكلمات التي جاءت في الأغنية (يا يسوع) التي تحمل معاني الألوهية. وطلب الرحمة من المسيح عيسى عليه السلام، تعدّ إشادة بتعاليم الديانة المسيحية على منبر الإذاعة.

مما تمخضت عنه القرارات سالفة الذكر، في حين، تم تعيين مسؤولة بقسم الأخبار على رأس الإدارة بالنيابة إلى حين تعيين مدير جديد لاحقا.

الاسم الحقيقي لفيروز

ونُهاد رزق وديع حداد المولودة في 21 نوفمبر 1935، والمعروفة بالاسم الفني فَيروز هي مطربة ومغنية وممثلة لبنانية وُلدت في بيروت. لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي، وتعد من أقدم فنّاني العالم المستمرين إلى اليوم ومن أشهر الأصوات العربية.

ولدت عام 1935 في قضاء الشوف بجبل لبنان وكانت الطفلة الأولى للعائلة، نشأت في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت.

اقرأ أيضاً: سياسي فرنسي يتطاول على الجزائريات: “كنّ مثيرات للغريزة واليوم أصبحن محجّبات”

وعمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون لوجور أما والدتها فتوفيت عام 1961 في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية (يا جارة الوادي) وكان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.

انطلاقة في عمر مبكر

أحبت الغناء منذ صغرها وأظهرت ميولًا فنية في عمر مبكر، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى محمد فليفل بالطفلة «نهاد حداد». وكان عمرها آنذاك أربع عشر عامًا وأعجب جدا بصوتها، وكان له الفضل لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة.

انضمت نهاد إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وبعد أربع سنوات من الدراسة في المعهد. نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المني وخالد أبو النصر.

وكانت النقلة الكبيرة لها عندما قدم لها حليم الرومي (الذي أطلق عليها اسم (فَيروز)) ألحانًا لأول أغانيها لقت صدىً واسعاً. في الإذاعات العربية تلك الفترة، مثل أغنية «يا حمام يا مروح» وأغنية «بحبك مهما أشوف منك» عام 1952.

تعرفت فيروز في بداية الخمسينيات على الأخوين رحباني اللذان بدأت معهما مشوار طويل ومثمر من التعاون الفني تمثل في مئات. الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية وسطع نجم فيروز ومعها الأخوان رحباني بعد مشاركتهم في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957.

وتوالت المهرجانات بعد ذلك، من بعلبك إلى دمشق، إلى مسرح البيكاديلي، كما نتج عن التعاون بينهم عدة مسرحيات.

فيروز أحدثت ثورة في الموسيقى العربية

وقدمت فيروز مئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية، لتميزها بقصر المدة الزمنية والتصاقها بقوة المضمون. على. عكس الأغاني العربية التي كانت سائدة في ذاك الزمان، وتوجه هذا الغناء للحب، وللأطفال، وللوطنية وللحزن، والفرح، والأم، والوطن. وعدد كبير من هذا التوجه الغنائي قدم ضمن الكثير من المسرحيات التي ألفها ولحنها الأخوان رحباني. ووصل عددها إلى أكثر من 15 عملا مسرحيا تنوعت مواضيعها بين النقد السياسي والاجتماعي، وتمجيد الشعب والبطولة والتاريخ العريق، والحب على تنوعه.

تميزت أعمالها بالإبداع على مستوى الكلمة واللحن، بالإضافة إلى الغنى والتنوع في نمط الأعمال، فغنت فيروز للحب والحياة البسيطة ولوطنها. لبنان والقضية الفلسطينية، كما قدمت القصائد والأناشيد القديمة لعدد من كبار الشعراء بأسلوب بسيط جعلها قريبة من العامة.

اقرأ أيضاً: الجزائر يحبط مؤامرة لجماعة مدعومة “إسرائيليا” ودولة من شمال إفريقيا

وأبدعت في الموشحات الأندلسية والمواويل والعتابات. تأثيرها الكبير على الشعوب وعلى الموسيقا العربية المعاصرة أكسبها لقب (السفيرة إلى النجوم) و(جارة القمر)، في عام 2015 قررت الحكومة اللبنانية تحويل منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف، وتأتي تلك الخطوة بعد 6 سنوات من إدراج المبنى إلى لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.

بعد مرض زوجها قرر التوقف عن التلحين واعتزل العمل الفني، وبعد حدوث الانفصال بين الأخوان الرحباني وفيروز. أطلقت فيروز أول البوم. غنائي لها دون الأخوين رحباني عام 1980 وكان بعنوان (دهب أيلول)، تعاونت فيروز بشكل مكثف مع إبنها زياد الرحباني وأصدرا معاً 6 ألبومات كان أخرها (إيه في أمل) في عام 2010.

فيروز تخطت سمعتها العالم العربي

تخطت سمعتها العالم العربي الأمر الذي جعل العديد من الملحنين والشعراء يتسابقون لتقديم الأعمال لها فتعاونت مع فيلمون وهبي. ومحمد عبد الوهاب والياس الرحباني، ومحمد محسن وزكي ناصيف.

وقدمت العديد من الأوبيرات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم خلال فترة زمنية امتدت لثلاثة عقود. كما دُعيت لتؤدي في مختلف العواصم العربية وقدَّمت حفلاتٍ موسيقية في نيويورك، وسان فرانسيسكو، ومونتريال، ولندن وباريس.

حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963 والميدالية الذهبية عام 1975 من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال. كرمها أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأرفع وسام فرنسي وهو وسام (جوقة الشرف الفرنسي) عندما زار منزلها عام 2020.

نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988. ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998.

 

«تابع آخر الأخبار عبر: Google news»

«وشاهد كل جديد عبر قناتنا في YOUTUBE»

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث