تحت شعار “طلع المنشار علينا”.. تونسيون يرفضون “تدنيس” ابن سلمان لبلادهم

شمس الدين النقاز”- أعرب صحفيون تونسيون وناشطون صلب المجتمع المدني، على رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس بطلب منه، معتبرين زيارته “تدنيسا” للتراب التونسي، وتبييضا لجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في الثاني من أكتوبر الماضي.

 

وفور نشر خبر الزيارة المرتقبة لبن سلمان، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات وتدوينات رافضة ومستهجنة لهذه الزيارة، في وقت أعرب فيه سياسيون وصحفيون من تخوّفهم من هذه الزيارة التي تعيش فيه البلاد تجاذبات سياسية بلغت أشدّها منذ سنوات.

 

وفي أول ردّ فعل منها، وجّهت نقابة الصحفيين التونسيين رسالة إلى الرئيس الباجي قائد السبسي بشأن زيارة بن سلمان، مبدية استهجانها ورفضها لهذا الأمر “كونه خطراً على الأمن والسلم في المنطقة والعالم”، حسب تعبيرها.

 

وفي رسالتها إلى السبسي، قالت النقابة مساء الجمعة، إنها فوجئت “كأغلبية الشعب التونسي، بتأكيد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلادنا، الأسبوع المقبل، فيما بدأ جولةً الهدف منها تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية  إلى تورط بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء”.

 

وختمت النقابة بيانها بالقول: “..حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها، وفي مقدمتها سيادة القانون حرية الصحافة والتعبير. وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضًا قاطعًا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا”، حسب قولها.

 

الإعلامي التونسي عبد الحليم لطفي الجريري، عبّر في حديثه لـ”وطن”  عن “رفض تعامل دولتنا مع وليّ عهد برتبة رئيس عصابة يقتل الفلسطينيين ويشارك في ذلك ويدافع عن سيادة التنظيم الإرهابي الذي اصطلح على تسميته “إسرائيل” ويطلق كلابه المتهارشة للدفاع عن ذلك…”

 

وأضاف: “ثانيا أنا كصحفي أرفض زيارة هذا الرّجل المخبول إلى بلادنا على خلفية مصادرته لحقوقنا كصحافيين ثمّ مصادرته لإنسان بحاله لأنه قال لا في وجهه، رغم أنه -خاشقجي- لم يكن من الشراسة بمكان حتى يقتل بتلك الطريقة المرعبة وفي قنصلية تمثل ديبلوماسية دولة بحالها..”

 

الجريري عاد ليعرب عن تأسفه على هذه الدعوة التي يوجهها الرئيس التونسي إلى من وصفه بـ”المجرم المخبول”، موجّها له رسالة يقول فيها “إذا كنت قد استدعيت رئيس العصابة السعودية محمد بن سلمان إلى تونس فأنت بالتالي راضٍ عمّا كسبت يداه كما أنّك تتبناه موضوعيا ولا غرابة في أن تأتيه حتى”.

 

بدوره أكد الصحفي التونسي، عائد عميرة، أن “تونس الثورة لا يشرفها أن يدنس أرضها الطاهرة ولي العهد السعودي المورط في عديد القضايا المتعلقة بانتهاكات ضد حقوق الإنسان داخل المملكة العربية السعودية وخارجها”.

 

وأضاف في تصريح خاص لـ”وطن”: أن “هذا الشخص مورط في الانتهاكات الحاصلة في شرق المملكة ضد مواطني بلادهم ومورط أيضا في الانتهاكات الحاصلة في اليمن وإرتريا ويعتبر من ممولي الثورات المضادة في المنطقة العربية”.

 

“عميرة”، قال إنه “من منطلق مبادئنا وانتصارنا للحريات في بلادنا وخارجها، فإننا نرفض هذه الزيارة لتورط هذا الرجل في قتل زميلنا الصحفي السعودي جمال خاشقجي بتلك الطريقة التي لم يستسغها العقل بعد”، مشيرا إلى أن هذه الزيارة بمثابة المحاولة التي يسعى من خلالها بن سلمان بعد غلق كبرى العواصم الدولية أبوابها أمامه، لتبيض صورته بعد موجة الاتهامات التي وجهت له، و تونس لا يشرفها أن تكون مبيضا له.

 

وفي وقت سابق، أعلنت مجموعة متكوّنة من 50 محاميا تقديم دعوى قضائية لمنع ابن سلمان من زيارة تونس لفك عزلته على خلفية مقتل خاشقجي.

 

وستكون هذه الزيارة الأولى لولي العهد السعودي إلى تونس منذ تولّي والده الملك سلمان بن عبد العزيز السلطة في البلاد، وتعيينه وليّا لولي العهد ومن ثمّ وليّا للعهد.

 

نقيب الصحفيين التونسيين، ناجي البغوري هو الآخر كتب: “دم الخاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا اهلًا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي، تونس.”

 

أما الناشط الحقوقي والصحفي فاهم بوكدوس، فقد قال: “في الوقت الذي يجتمع فيه كل العالم على إعلان محمد بن سلمان كأبشع قاتل في العشرينيات الأخيرة، تستعد تونس، إحدى أبرز أيقونات الثورات العربية، لاستقبال الوحش الملكي. فيا ذباح الخاشقجي ويا جلاد الشعب اليمني، ويا صانع الدواعش، وسجان الشعب السعودي، ألف لا مرحبا بك، وألف لا سهلا بك في تونس. #بن منشار يرجع من المطار.”

 

وكتبت أستاذة الاتصال السياسي بجامعة الإعلام في تونس، سلوى الشرفي: “السعودي محمد بن سلمان المدعو أبو منشار في زيارة إلى تونس يوم 27 نوفمبر بدعوى من الرئيس الباجي قايد السبسي. كل من يحتاج خدماته لخشقجة (تقطيع) خصمه عليه باستقباله في المطار ورفع شعار طلع المنشار علينا!!!!”

 

بدوره أكد رئيس حزب البناء الوطني في تونس، رياض الشعيبي، أن “تونس الحرية والكرامة لن ترحّب بهذه الزيارة ولن يفيد الإغراء بالحديث عن سلة الاستثمارات الخيالية التي يبشروننا بها، ولا مبادرة إحياء العمل العربي المشترك وتفعيل مؤسسات جامعة الدول العرببة، ولا حتى التعبئة لإحياء الامتداد الإقليمي في تونس لقوى الغطرسة والإجرام.”

 

وأضاف: “لقد بقيت تونس رمزا لكل القوى المناضلة من أجل العدالة والحرية وستبقى كذلك ولن تتحول إلى أداة لكسر العزلة الدبلوماسية على من يوغل في دماء شعبه ويخون القضايا العادلة في المنطقة العربية.”

 

السياسي التونسي واصل حديثه قائلا: “وإنني أحذر رئيس الجمهورية من أن البلاد غير قادرة على تحمل نتائج مثل هذه الخطوة البائسة وأن مزيد توريط البلاد في محاور الصراع الإقليمي لن يحقق لشعبنا غير الخسارة والندامة. وأنبه كل التونسيين الى ما يحاك في الغرف المغلقة من مؤامرات تستهدف حريته وخياره الديمقراطي، وأن مثل هذه الخطوة ستزيد من تأجيج حالة الانقسام الوطني وتعريض تمشيات الانتقال الديمقراطي إلى مخاطر الانتكاس.”

قد يعجبك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعنا

الأحدث