الرئيسية » الهدهد » جبل الجليد سيسحقه.. “واشنطن بوست”: مركب ترامب يوشك أن ينقلب

جبل الجليد سيسحقه.. “واشنطن بوست”: مركب ترامب يوشك أن ينقلب

وصفت كاتبة في صفحات الرأي بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية يوم الجمعة الماضي بأنه أسوأ يوم يمر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ انتخابه، كما توقعت أن يكون هذا الأسبوع هو الأسوأ له حتى الآن، بعد أن تلقى صفعة بإخفاق الجمهوريين  في مجلس الشيوخ من حشد الأغلبية اللازمة لتمرير مشروع قانون لإلغاء أجزاء من نظام الرعاية الصحية المعروف باسم “أوباما كير”، الذي يحمل اسم باراك أوباما، سلف ترامب.

 

وتوقعت الكاتبة كاثلين باركر في مقال لها أمس السبت أن جبل الجليد الذي سيحطم سفينة ترامب يلوح في الأفق، حيث أن الأمور لا يمكن أن تسير إلا نحو الأسوأ بالنسبة للرئيس،  ليس فقط بسبب مسألة برنامج الرعاية الصحية، بل أيضًا بسبب التغييرات التي أجراها مؤخرًا بتعيين وزير الأمن الداخلي جون كيلي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وأنطوني سكاراموتشي  مديرًا جديدًا لاتصالات البيت الأبيض.

 

وتشير الكاتبة إلى أن السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، جون ماكين، صدم الكونغرس بتصويته ضد مشروع القانون، وأنه أجّل علاجه من مرض سرطان الدماغ لكي يسافر إلى واشنطن ويدلي بصوته ضد مشروع ترامب، وينضم بذلك إلى زملائه في الكونغرس، الجمهورية ليزا موركوفسكي، من ولاية ألاسكا، وسوزان كوللينز، من ولاية مين، وكذلك إلى كل أعضاء الكونغرس الديمقراطيين ، لكي يضمن سحق أي أمل حقيقي بإلغاء برنامج أوباما كير هذه السنة، ناهيك عن استبداله.

 

وتقول الكاتبة إنه لا ينبغي أن تكون مناورة اللحظات الأخيرة التي قام بها ماكين مفاجأة لأحد، ذلك لأنه طالما كان متفردًّا مستقلًا ومنشقًا  لا ينضوي تحت جناح أحد، وممن تحدى الموت من قبل.

 

وأضافت أن ماكين لو ظن أن هذا الموقف سيكون الأخير له في هذه الحلبة، فإنه كان سيجعله حدثًا يستحق العناء ولا يُنسى.

 

وتؤكد الكاتبة أن ترامب وجد في صديقه أنطوني سكاراموتشي في نهاية المطاف شخصًا يمكنه أن يثق به، ويأتمنه على أسراره، لأن مدير الاتصالات الجديد في البيت الأبيض، بحسب قولها، شخصية تجمع بين صفات الشرطي الجيد والشرطي السيئ جدًا.

 

وتصف الكاتبة سكاراموتشي بأنه يمثل تجسيدًا لأعماق طريقة تفكير ترامب ويعبر عن كل أفكار الرئيس، كما إنه المسؤول عن حساب الرئيس على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ولذلك يجوز، في رأيها، افتراض أن ما يقوله سكاراموتشي هو بالضبط ما يفكر به ترامب.

 

وتذكر الكاتبة أمورًا أخرى تضاف إلى جملة المشكلات التي تواجه ترامب، ومنها غضب سكاراموتشي الشديد من الصحفية في مجلة نيويوركر، ريان ليزا، التي نشرت تقريرًا كشفت فيه عن سجلاته المالية “المسربة”، ورفضت، بكل أدب، أن تكشف له عن مصادرها وكتابتها عن غداء حميم جمع ترامب بالصحفيين في قناة فوكس نيوز، شون هانيتي وكيمبرلي غيلفويل، واللذين أبلغا ترامب بأن كبير موظفي البيت الأبيض رين بريبوس المعزول هو من سرّب تلك المعلومات.

 

وتتوقع الكاتبة أن يستمر الجدل حول هذه المسألة لفترة طويلة، لتضاف إلى مشكلات ترامب، حيث قالت إنه بفضل صحفية ذا نيويوركر “حصلنا على مجموعة لذيذة من الأقوال تكفينا لعدة أشهر.”

 

وسجلت ريان المحادثة الهاتفية التي دارت بينها وبين سكاراموتشي، ففعلت بذلك ما يفعل بعض الصحفيين، وكشف التسجيل بالفعل عاصفة من الإهانات الموجهة إلى المسربين، ومنهم بريبوس، على وجه الخصوص، والذي تم وصفه بأنه “مختل يعاني من انفصام الشخصية وجنون الارتياب”. وبحلول ظهر يوم الجمعة، تم فصل بريبوس من منصبه، وأعلن ترامب عبر حسابه على موقع تويتر أنه استبدله بوزير الأمن الداخلي جون كيلي.

 

وتذكر الكاتبة أن من المعروف أن ترامب أراد التخلص من المدعي العام جيف سيشنز، ولكن إرساله إلى قلب عصابة  “إم إس 13” المتوحشة، التي يشكل ذوو الأصول السلفادورية معظم أعضائها، كان إجراءً عدوانيًا مبالغًا فيه إلى أقصى درجة، حتى بالنسبة لهذا الرئيس. ففي حين كان سيشنز، على حد قولها، يمارس التحدث باللغة الإسبانية لكي يقول “ليس لدي شيء ضد الوشوم، لكن هل هذا الاجراء جاد؟” كان ترامب يحاول تعديل قوانين الهجرة في ولاية أوهايو بالتركيز على سجلات جرائم القتل التي ترتكبها هذه العصابة.

 

ودعت الكاتبة إلى عدم نسيان القرار التعسفي الذي اتخذه ترامب بمنع المتحولين جنسيًا من الانضمام إلى الجيش، والذي يرى الخبراء أنه مجرد دراما جانبية مصممة لتحويل الانتباه عن سعيه إلى إلغاء برنامج أوباما كير، وذريعة للتخلص من غير الموالين له والمسربين وأي شخص يذكر كلمة “روسيا” في حضوره، وكل ذلك تحت عنوان طرد “البلطجية” والمتحولين جنسيًا.

 

وتتوقع الكاتبة أن تسهم كل هذه الأمور بشكل تراكمي في سقوط الرئيس المحتوم. ولكن قد يبقى معه بعض الموالين، المنتظرين لقارب النجاة الأخير، وتضيف أنها مسألة وقت فقط قبل أن ينقلب مركب إدارة ترامب،  بسبب ما تصفه بالأثر التراكمي لكل تلك اللطمات التي تلقتها إدارته.

 

وتصف الكاتبة كل هذه التحركات بجملة الأشياء الكثيرة البراقة، “لكن بقي قليل جدًا ممن يمكن أن يتم خداعهم.”

 

وتذكر الكاتبة أن الإخفاق الذريع لجدول أعمال ترامب للسنة الأولى، بما في ذلك محاولة إصلاح برنامج الرعاية الصحية. وأضافت أن هجوم ترامب على سيشنز  تسبب في إضعاف مكانة الرئيس بين المحافظين، كما أن إدارته الفوضوية للبيت الأبيض تذكّر الشعب الأمريكي على الدوام بأنه ليس هناك من يتولى الأمور هنا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.