الرئيسية » الهدهد » دحلان: الحلقة الامنية بين الإمارات و”إسرائيل”

دحلان: الحلقة الامنية بين الإمارات و”إسرائيل”

“خاص-وطن”- كتب محمد صادة- مركز برق للأبحاث”-  ليس غريباً أن يكشف النقاب عن تحرك عربي تقوده دولة الإمارات العربية ومصر لتهيئة الظروف أمام إحلال القيادي الهارب من العدالة “محمد دحلان” منذ مايو\أيار 2011م، والذي طردته فتح من صفوفها.  بديلا عن رئيس السلطة الفلسطينية الحالي “محمود عباس” وذلك عند مغادرته المشهد السياسي الفلسطيني سواء بانقلاب أو بالقتل أو بالضغوط الإقليمية والدولية والتي قد تؤدي إلى تنازله عن الحكم. في ظل وجود تغطية وقبول “اسرائيلي” تتمثل بجهود وزير الدفاع “الاسرائيلي” أفيغدور ليبرمان. الذي يسعى إلى توفير وتهيئة الظروف المناسبة أمام عودته إلى قيادة السلطة الفلسطينية بوصف “محمد دحلان صديقه. علما أن هناك علاقة متينة تربط” الوزير “الإسرائيلي” ليبرمان بدحلان تعود إلى الدور الذي لعبه صديقهما المشترك رجل الأعمال والملياردير اليهودي السويسري “مارتن شلاف”، وهو الذي أسس “كازينو” أريحا للقمار في العام 1997م بالضفة الغربية.

 

فالإمارات تقدم أموالا طائلة لدحلان، والذي بدوره ينقل هذه الأموال إلى أذرعه في الداخل الفلسطيني عبر (زوجته جليلة) وللخارج الفلسطيني عبر شبكة من الشباب التابعين له.  كل ذلك تحت إشراف ومباركة “إسرائيلية” إماراتية. فإسرائيل والتى تفرض حصاراً خانقا على غزة في السنوات العشر الأخيرة, ولا يسمح للأطفال والنساء والشيوخ والمرضي من العلاج المقيمين داخلها من مغادرة القطاع؛ تسمح بحرية الحركة لزوجة “دحلان” بشكل منقطع النظير.

 

كل ما سبق يثير علامات استفهام هامة. فمن السهل معرفة أن هناك علاقات تربط “دحلان” بقيادات أمنية “إسرائيلية” وفقا لعمله السابق كرئيس لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني. لكن ما هو دور الإمارات في هذه المعادلة؟ وهل هناك علاقات أمنية إماراتية “إسرائيلية” يقودها دحلان أم لا؟

 

في الحرب الأخيرة على غزة والتي شنتها الكيان الصهيوني في صيف عام 2014م، أثار فتح بوابة معبر رفح الرابط بين مصر وفلسطين أمام الوفد الإماراتي الطبي فقط، دون غيره من القوافل المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، جدلاً واسعاً في قطاع غزة، وقد رافق هذا الوفد القيادي في حركة فتح المفصول “سفيان أبو زايدة” الصديق الشخصي لمحمد دحلان والمقيم في الإمارات.

 

إلا أن أجهزة الأمن الفلسطينية توصلت لنتيجة صادمة مفادها أن إحدى أطباء الوفد الإماراتي هو ضابط أمني إماراتي ، وقد حصلت أجهزة الأمن الفلسطينية  العاملة في قطاع غزة على صور للطبيب الإماراتي وهو يرتدي بزته العسكرية . وهذا ما يفسر هروب الوفد الطبي الإماراتي على وجه السرعة من قطاع غزة دون أن يبلغ أحداً، بعد “انكشاف أمره بأنه جاء لتعقّب إطلاق الصواريخ المحلية التى تطلقها المقاومة الفلسطينية تجاه “إسرائيل” ومعرفة وضع المقاومة الحقيقي على الأرض والتفاعل الشعبي معها وأماكن اختفاء قيادات المقاومة البارزة”.

 

وهنا السؤال الذي قد يطرحه البعض عن مدى صحة هذا الخبر؟  خاصة وأن حركة حماس المسيطرة على غزة لم تعلن ذلك بشكل رسمي؛ وللإجابة على هذا السؤال ستكون عبر مجموعة من الأسئلة؟ لعلها تقدم إدانة كافية ووافية تكفي لتورط دولة  الإمارات في “مؤامرة غزة” عبر إرسالها وفداً أمنيا لكي تتجسس على المقاومة وهي :

 

لماذا سمح للوفد الإماراتي دون غيره من الوفود الطبية والإغاثية الأخرى؟ ولو رجعنا بالذاكرة للخلف لمعرفة ما هو موقف مصر ” حليف الإمارات ” من الحرب على غزة؟ ولماذا غادر الوفد الإماراتي الطبي غزة فجاءة ودون أن يقدم خدماته الطبيبة والمفروض هو قادم لأجلها؟ ومن يكون ذلك الضابط الأمني الإماراتي المنتحل لصفة “الطبيب”؟  وما هو دوره؟ وما هو دور سفيان أبو زايدة ” رجل دحلان” في المعادلة؟

 

أسئلة كثيرة يمكن إثارتها، ولكن الشاهد أن حرب غزة الأخيرة عام 2014م، تعد من أنجح الحروب الأمنية التى قامت بها المقاومة الفلسطينية في صراعها مع أجهزة الأمن “الإسرائيلية”. على العكس تماما ما حصل في الحروب السابقة على غزة والتي نجحت فيها أجهزة الأمن “الإسرائيلية” باستهداف عدد من قيادات المقاومة, كان على رأسهم القياديان نزار ريان وسعيد صيام. هذا ربما يفسر دور اللجنة الأمنية الإماراتية التي قدمت لغزة باسم وفداً طبيا.

 

وكذلك عندي إجابة للتساؤل الذي قد يطرحه البعض؛ لماذا لم تعلن حماس عن هوية الوفد الإماراتي إعلاميا وفضحة؟ بكل بساطة اللعبة السياسية أعمق وأعقد من هكذا تبسيط، فحماس المحاصرة و المأزومة المكلومة غير معنية في ظل ظروفها الحساسة واحتياجاتها الماسة أن تقطع علاقاتها مع أي طرف مهما كان ذلك الطرف، حتى ولو كان خصما. خصوصا وأن قضية الوفد الأمني الإماراتي وفر لحركة حماس فرصة للمناورة في الغرف المغلقة, ومن تحت الطاولات و إتباع سياسة الابتزاز بحق الإمارات . والدليل على ذلك يكفي احتساب عدد اللقاءات التي عقدها القيادي في حماس “موسى أبو مرزوق” مع القيادي “محمد دحلان” في مصر ودبي.

 

ما تقدم هو الشاهد الأول للعلاقات الأمنية الإماراتية “الإسرائيلية” ضد الشعب الفلسطينيي ومقاومته عبر “محمد دحلان”. إلا أن الشاهد الثاني يتمثل بدور “محمد دحلان” و رجال أعمال “إسرائيليين” في منطقة ” جبل على ” بالإمارات . فقد نجح دحلان في دخول استثمار “إسرائيلي” لرجل ملياردير “إسرائيلي” عبر بعض أتباعه. فقد حدد دحلان 6 أشخاص من رجاله وهم (غسان جاد الله وسمير المشهراوي ومحمد الفرا ومراد السلق وحماد النبراني وجبريل توفيق). للقيام بدور الوسيط بين المؤسسات الإماراتية والملياردير “الإسرائيلي” لتنفيذ مشاريع اقتصادية استثمارية في الإمارات تحديداً في “جبل على”. علما أن المبالغ التي استثمرها الملياردير “الاسرائيلي” تقدر بنحو ـ 3 مليار دولار. وقد يسأل البعض ما الغريب في الأمر فهناك العديد من الدول العربية التي توجد بها استثمارات “اسرائيلية”؟

 

نعم هذا صحيح ولكن هل كان المستثمر رجلا سابقا في جهاز الموساد “الإسرائيلي”؟ وهل كان مجال استثماره في مجالات أمنية بحتة. فالاستثمارات التى يقوم بها دحلان والملياردير “الإسرائيلي” في معظمها تتعلق بعلوم التجسس و الاتصالات و أمن المعلومات عبر مراكز مختصة في هذا المجال.

 

ختاماً: بعد تقديم دليلين دامغين في هذا المقال على وجود علاقات أمنية بين “إسرائيل” ودولة الإمارات عبر حلقة أمنية تتمثل بشخص “محمد دحلان”. أصبح نكران هذا الدور هي محاولة لتهرب من الواقع.  وقد يكون ما أعلنته وسائل الإعلام مؤخراً بعد اختراق إيميل سفير دولة الإمارات في واشنطن؛ والتي أثبت بوجود مراسلات واضحة بين السفير الإماراتي ” العتيبي” ومؤسسات تابعة للوبيات “إسرائيلية”.  وتتضمن إحدى هذه المراسلات قيام إحدى المؤسسات “الإسرائيلية” بالطلب من السفير الإماراتي برغبتهم في عقد لقاء مع “محمد دحلان”. ليكون الدليل الثالث عن وجود علاقات أمنية مشبوهة بين الإمارات و”إسرائيل” ودحلان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.