الرئيسية » الهدهد » بعد 6 سنوات.. هكذا يبدو الربيع العربي اليوم بعد أن أطاح بـ”ابن علي” و”مبارك” و”القذافي” و”صالح”

بعد 6 سنوات.. هكذا يبدو الربيع العربي اليوم بعد أن أطاح بـ”ابن علي” و”مبارك” و”القذافي” و”صالح”

بدأ العالم العربي بثورة الكرامة في تونس خلال ديسمبر 2010، وأدت هذه الثورة إلى سقوط الرئيس زين العابدين بن علي، الحاكم منذ الانقلاب غير الدموي في عام 1987، وفي وقت لاحق تم إسقاط الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير 2011 بعد حكم استمرار لمدة 30 عاما، وأعقبه العقيد معمر القذافي في ليبيا في أغسطس 2011، وأخيرا استقال الرئيس علي عبد الله صالح من اليمن على مضض في فبراير 2012.

 

وأضاف موقع آوراسيا ريفيو في تقرير ترجمته وطن أنه باختصار بين يناير 2011 وفبراير 2012، سقط أربعة من الديكتاتوريين الذين حكموا عدد من الدول العربية، وكان الرئيس بشار الأسد سينضم للقائمة لكن إيران وروسيا وحزب الله دعموا نظامه.

 

واستطرد الموقع الأذربيجاني أن تونس تمثل قصة النجاح الوحيدة، فالديمقراطية هناك متجذرة بشكل معقول مع دستور ممتاز، وتعتبر الأكثر تقدما في العالم العربي، ولم يكن هناك أي تهديد خطير بحدوث انقلاب عسكري، على الرغم من أن بعض العناصر الرجعية دعت الجيش للتدخل بعد أن رأت مصر تسقط مرسي المنتخب ديمقراطيا في يوليو 2013.

 

ومع ذلك، هناك بعض الغيوم الداكنة في السياسة التونسية، حيث قد تأخر التقدم الاقتصادي، ولا تزال البطالة مرتفعة، إذ بلغت 15 في المائة، وهي أعلى من ذلك بين المتعلمين بحوالي 30 في المائة على الصعيد الوطني، بل وتتراوح بين 35 و 40 في المائة في المناطق المتخلفة. ومن الأمور الأخرى التي تثير قلقا بالغا أن 3000 شاب من التونسيين قد انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا كمقاتلين.

 

وفي مصر، سيطر الجيش على السلطة وجرت الإطاحة بالرئيس المنتخب في يوليو 2013، وقد أصبح عقدها أكثر تشددا منذ ذلك الحين، على الرغم من محاولة الحصول على واجهة ديمقراطية عن طريق انتخابات مزدهرة جعلت من السيسي رئيسا للبلاد في يونيو 2014، وتم وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها إرهابية دون أي مبرر على الإطلاق، ووقعت مجزرة في ساحة رابعة العدوية أغسطس 2013، وكان عدد الضحايا أكثر من 800 شخص وقد اختفت حرية التعبير تقريبا، وتحولت مصر بعيدا عن الديمقراطية بمعدل سريع، كما مصر الآن تعاني من مشاكل اقتصادية خطيرة، وفي الفترة ما بين عامي 2011 و 2015، بلغ متوسط ​​نمو الناتج المحلي الإجمالي متوسطا قدره 2.5 في المائة سنويا.

 

أما ليبيا، فعقب سقوط القذافي الذي استولى على السلطة في انقلاب غير دموي في عام 1969، فالرجل استخدم عائدات النفط لتحسين مستوى معيشة الشعب والبنية التحتية، لكنه دمر المؤسسات وتركزت السلطة في يده، وعندما سقط كان هناك فوضى مطلقة وعادت البلاد إلى حالة القتال مع الجميع، حيث يوجد في ليبيا حاليا أكثر من حكومة واحدة، ولا يوجد جيش وطني. والسؤال الرئيسي الآن: لماذا تدخل الغرب عسكريا في ليبيا؟، خاصة وأنه اعترف الرئيس الفرنسي ساركوزي بأن المجلس الوطني الانتقالي للمتمردين بأنه الممثل الوحيد للشعب الليبي في 10 مارس 2011، بعد خمسة أيام من تشكيله.

 

واعتبر آوراسيا ريفيو أن الحالة الأكثر حزما تعتبر سوريا، حيث لو أنه منذ البداية استجاب بشار الأسد لدعوة استقالته من خلال التواصل مع الشعب والإعلان عن الإصلاحات وتنفيذها، لكانت سوريا نجت من الأهوال التي شهدناها جميعا بلا حول ولا قوة. وعلى هذا النحو، فإن تدخل القوى الخارجية، لصالح الأسد والمتمردين، أضاف المزيد من الوقود إلى النيران المشتعلة. كما دعت الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس أوباما الأسد للتنحي في أغسطس 2011 ولكن لم يكن لديها سياسة بشأن سوريا. وأعطت الأسلحة للمتمردين، ولكن لم يكن هذا كافيا لهزيمة الأسد الذي حصل على دعم سخي من روسيا وإيران وحزب الله.

 

وحول اليمن، قال الموقع إنه بعد أن استقال الرئيس عبد الله صالح على مضض في فبراير 2012، انتقل اليمن نحو وجهة ديمقراطية مع الدستور المعتمد، ولكن هناك عقبتان في الطريق أولا أراد صالح أن يتمتع ابنه بمركز رفيع، وعندما لم ينجح في ذلك اتجه لزعزعة النظام، كما لم يكن الحوثيون الأغلبية في أجزاء من اليمن لا يحبون الدستور لأنه خفض نفوذهم السياسي. لذا صالح والحوثيين معا دخلا في صراع مع الحكومة برئاسة عبدربه منصور هادي، ولم يكن هادي على مستوى المهمة واستولى المتمردون على العاصمة والسعوديين خوفا من أن تكسب إيران إذا نجح الحوثيون تدخلت عسكريا في مارس 2015، وأرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا أسلحة إلى السعودية ورفضت مصر وباكستان غرسال قوات على الرغم من طلب الرياض.

 

وعن البحرين، ذكر الموقع أنها شهدت مظاهرات واسعة، لكن الرياض أرسلت قواتها وتم السيطرة على الوضع، وقد أنفقت المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بكثافة على قمع التظاهرات واتخذت إجراءات صارمة لإبطال احتجاجات المعارضة.

 

وأكد الموقع أنه على الرغم من أنه بدأ الربيع العربي بحثا عن الديمقراطية السياسية، فإنه قد استخدم أو أساء استخدامه من قبل قوى خارجية مختلفة وبعض المصالح الراسخة في العالم العربي، لمنع المسيرة نحو الديمقراطية، فالمجتمع الدولي يفتقر إلى القادة القادرين الذين يستطيعون إحلال النظام من الفوضى الرهيبة.

 

واختتم آوراسيا ريفيو أن الربيع العربي مسرحية تتكشف اليوم ولا تبدو نهاية واضحة له، ولكن من الصعب أن نكون متفائلين بشأن سوريا في المستقبل القريب، كما أن الحرب في اليمن لن تنتهِ قريبا حيث تدرك الرياض استحالة النصر العسكري، وهناك تقارير تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة قد أشارت بالفعل إلى رفضها لموقف هادي.

 

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “بعد 6 سنوات.. هكذا يبدو الربيع العربي اليوم بعد أن أطاح بـ”ابن علي” و”مبارك” و”القذافي” و”صالح””

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.