وطن- روى شاب تركي كيف وقف في وجه الدبابات خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان لمنعها من التحرك.
وقال “متين دوغان” وهو طالب طب في السنة الرابعة ويدرّس الرياضيات للطلاب مساء ليكسب قوت يومه لقناة “الجزيرة” القطرية أنه اشتُهر عندما تم تصويره دون علمه ليلة الإنقلاب، وحين وقف أمام دبابات الانقلابيين وتمدد على الأرض ليمنع اقتحامها لمطار أتاتورك في اسطنبول، ولم يكن الرئيس أردوغان قد طلب من الشعب التوجه إلى المطار أو أعلن نيته الهبوط فيه، وتابع الشاب الشجاع:”في المطار رأيت الناس مصدومين وواجمين لم يصدقوا أن جنودنا سيتمردون على حكومة منتخبة”.
واستدرك:”أردت أن أخرج الناس من صدمتهم فوقفت أمام الدبابات والجنود وصرخت فيهم:”جنود من أنتم” وتابع: “لم يكن أمامي سوى خيار واحد أن أرمي بنفسي أمام جنازير الدبابات لإيقافها”.
وأكد دوغان في اللقاء المذكور أنه ليس سياسياً ولم يصوت لأي حزب في أي انتخابات، أما عندما يتعرض الوطن لخطر–كما قال– فلن يتوانَ عن إلقاء نفسه، ولفت الشاب التركي إلى أنه لا يحب الشهرة ولم يعلن عن نفسه أياماً، ليس خوفاً إنما رغبة في الإبتعاد عن الشهرة التي جاءته رغماً عنه، وكشف دوغان وهو يجلس على أريكة في منزله بين أفراد أسرته أن الكثيرين من الناس أبدوا استعدادهم لمساعدته–حتى رئيس الوزراء يلدريم عرض عليه المساعدة فرفض واعتذر لأن ما فعله كان واجباً تجاه شعبه ووطنه، وأضاف إن حدث انقلاب آخر لا قدر الله فأنا متأكد أن الأتراك الثمانين مليوناً سيلقون بأنفسهم أمام الدبابات ولن يأتيني الدور لفعل ذلك .
وكانت وسائل الإعلام العالمية والتركية قد تداولت صورة متين دوغان الذي ألقى بنفسه أمام إحدى الدبابات ليلة محاولة الإنقلاب الفاشلة في مايو الماضي إذ كان متين أحد الاشخاص الذين خرجوا ليتحدوا بصدورهم العارية وأجسادهم دبابات مجموعات من الجيش كانت تنوي الإنقلاب على الحكومة الشرعية في تركيا .
وذكرت وسائل الإعلام التركية فيما بعد أن بلدية “يشيل يورت” في ولاية ملاطيا وضعت صورة متين وهو يلقي بنفسه أمام الدبابة عند نصب تذكاري قيد الإنشاء يمجد ” إرادة الشعب” ليكون أحد إيقونات الثورة التركية على الإنقلاب الفاشل.