الرئيسية » تقارير » بعد اعتقال الطريفي.. آلاف العلماء والدعاة في السجون السعوديّة منذ عقود وهؤلاء أبرزهم

بعد اعتقال الطريفي.. آلاف العلماء والدعاة في السجون السعوديّة منذ عقود وهؤلاء أبرزهم

 وطن- كثيرا ما تُتّهم المملكة العربيّة السعودية بسجن العلماء المعارضين لها والناقدين لسياساتها الداخلية والخارجيّة، حيث تحدّثت تقارير إعلاميّة عن سجن مئات الدعاة والخطباء في السجون السعوديّة من عقود من الزمن.

في هذا التقرير تستعرض “وطن” أبرز أسماء الدعاة والمشايخ الّذين تعتقلهم السلطات السعوديّة مع التهم الموجّهة إليهم والذي كان أخرهم الشيخ عبد العزيز الطريفى..

اعتقال الشيخ عبدالعزيز الطريفي قد يولّد الانفجار “لأنّ طريق الإصلاح لدى الأنظمة مسدود”

الشيخ سعود القحطاني:

يمكث الداعية السعودي سعود العبيد القحطاني (25 عام في السجن) في سجن الطرفية بمحافظة بريدة منذ عام 1991 بعد اعتقاله في المدينة المنورة على خلفية توزيع منشورات ضد الحكومة السعودية.

القحطاني قضى العشر سنوات الأولى من اعتقاله دون توجيه أي تهمة له، ولم يسمح له بتوكيل محامي، قبل أن يحكم عليه بالسجن مدة 18 عاما، أي أن محكوميته انتهت قبل 6 أعوام، لكن وبحسب أشقائه، فإن إدارة السجن أبلغتهم، بتمديد توقيف شقيقهم 7 سنوات إضافية، وبعدها سيحول إلى المحاكمة مالم يغير من آرائه.

ويعتبر سعود القحطاني المهندس السابق في شركة أرامكو، أقدم سجين سياسي سعودي، حيث تنقل بين سجون المدينة، وأبها، والحاير، وذهبان، قبل أن يستقر في الطرفية.

وبحسب ذوي القحطاني، فإن حالة سعود الصحية والنفسية تدهورت بشكل كبير، لا سيما بعد وضعه بالعزل الإنفرادي لمدة عام ونصف.

وعلى عكس الكثير من المعتقلين، فإن قضية سعود القحطاني لم تأخذ حيزا في الإعلام السعودي، ولا في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الذي يعد الحاضن الرئيسي لقضايا المعتقلين.

يشار أن والد سعود القحطاني تقدم بشكوى ضد المباحث السعودية، لارتكابها مخالفات قانونية بحق ابنه المعتقل منذ 25 عاما.

الشيخ وليد السناني:

يعتبر وليد السناني أبرز المعتقلين السياسيين القدامى في السعودية، فبالرغم من كونه ثاني أقدم معتقل سياسي في السعودية، بعد سعود القحطاني المعتقل منذ 25 سنة، إلا أن السناني الذي يمكث في سجن الحاير السياسي بالرياض منذ عام 1994 ذاع صيته على الساحة السعودية، لعدة أسباب.

وبالعودة لاعتقال السناني، فإن تاريخ توقيفه جاء متأخرا بالنسبة لفتاويه التي تعتبر السبب الرئيسي لاعتقاله، فبعد التدخل الأمريكي في حرب الخليج مطلع تسعينات القرن الماضي، اعترض مجموعة من علماء السعودية على مشاركة الجيش السعودي في الحرب، رفقة الأمريكان، وتصدر الشيخ السناني المشهد حينها بثلاث فتاوي مدوية، حيث أفتى السناني بحرمة مشاركة الجنود في حرب العراق، لمساندتها دولة “كافرة” يقصد أمريكا، ضد العراق.

كما أفتى السناني بعد الحرب بحرمة تأدية التحية العسكرية للضباط، وختم فتاويه النارية حينها بأن المملكة العربية السعودية دولة غير شرعية.

فتاوي السناني في ذلك الوقت وبالرغم من كونها لم تتشر إعلاميا، أو توزع عن طريق منشورات، واقتصرت آراؤه على المجالس المغلقة فقط، إلى أنها مقارنة بسياسة تكميم الأفواه التي كانت في أعتى مراحلها في السعودية، اعتبرت خروجا صريحا على الدولة.

وبحسب مقربين من السناني، فإن الشيخ محمد بن عثيمين أرسل طلبا لمقابلة السناني عن طريق شقيقه، واستجاب السناني الداعية الشاب حينها لطلب العلامة محمد بن عثيمين، وسافر من الرياض إلى القصيم مسافة 350 كم، إلا أن ابن عثيمين لم يفلح في تحييد السناني عن آرائه، فاعتقلته السلطات السعودية، وحكمت عليه بالسجن إلى حين التراجع عن آرائه، الأمر الذي رفض رفضه السناني جملة وتفصيلا.

ووفقا لأبناء السناني، فإن والدهم يعانى من العزل الانفرادي منذ دخوله السجن إلى الآن، كما منع ذويه من زيارته مدة 7 سنوات، مع تعرضه لضغوطات عديدة، ويعتبر اعتقال أبنائه، وأبناء أشقائه وسيلة ضغط كبيرة عليه، للتراجع عن آرائه.

المباحث السعودية: عبد العزيز الطريفي من أتباع الظواهري ومبايع للبغدادي ! “فيديو”

فلا يزال نجله إبراهيم في سجن الحاير منذ 11 عاما، بعد اعتقاله وهو يبلغ من العمر 15 عاما فقط، بالإضافة إلى توقيف 4 من أبناء شقيقه أحمد.

حيث يقضى أسامة أحمد السناني عامه العاشر في التوقيف، رفقة 3 من أشقائه مضى على توقيفهم قرابة العامين.

وفي الآونة الأخير تداول الناشطون على “تويتر” معلومات مسربة عن مقابلة أجراها الإعلامي في قناة MBC داوود الشريان مع وليد السناني، اتهم الناشطون بعدها الشريان بقيامه بفبركة المقابلة، مما دعى أبناء السناني لرفع قضية على الشريان بحجة خرقه القوانين، التي تنص على وجوب موافقة المحامي قبل أي عمل صحفي سيجرى مع موكله.

وتحدى عدد من المعتقلين المفرج عنهم داوود الشريان في إجراء لقاء مباشر معهم، بحيث لا يستطيع إجراء تعديل عليه، إلا أن الأخير لم يستجب لدعوتهم.

واعتبر أبناء السناني بأن الخطوة التي أقدم عليها الشريان، كانت بالتنسيق الكامل مع جهاز المباحث، حيث أن والدهم مغيب عن العالم الخارجي 19 عاما، فهو يجهل حيل الإعلام، على حد قولهم.

وبرز اسم السناني مجددا في الحملة التي أطلقها متضامنون مع المعتقلين، تمثلت في إلصاق طوابع على جوانب الطرقات، وفي بعض الأماكن الأخرى، حيث تمكن بعض المتضامنين مع قضية المعتقلين في تغيير اسم طريق القناة ببريدة، إلى طريق المعتقل وليد السناني.

الشيخ علي الخضير:

اعتقل الشيخ علي الخضير، في 28 مايو 2003 رفقة ناصر الفهد وأحمد الخالدي.

وقال مقرّبون من الشيخ الخضير، إنّه تعرّض إلى تعذيب جسدي ونفسي شنيع خلال فترة إيقافه المتواصلة إلى حدّ الساعة.

وبحسب المقرّبين من الشيخ السعودي، فقد كانت الأساليب المستخدمة في التعذيب ضدّه كان أبرزها، الضرب بالعصا، الصدمات الكهربائية، التعذيب بالحرارة والنار، التعذيب بالماء، نتف شعر الوجه واللحية وتقليع أظافر الأصابع وغيرها من الأساليب.

الشيخ سليمان العلوان:

هو سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان محدث و فَقِية وداعية مسلم ولديه العديد من المؤلفات والكتب وهو سعودي من مدينة بريدة، اعتقل في شهر أبريل 2004 بتهمة دعم الجماعات الإرهابية وأطلق سراحه في 2012، ولكن سرعان ما أعيد اعتقاله في أكتوبر 2013 بتهم كثيرة أبرزها غسيل الأموال وغيرها من التهم.

أعتقل العلوان لأوّل مرّة عصر يوم الأربعاء 28 أبريل 2004 ونقل بين عدة سجون وظل في الإنفرادي تسع سنوات وحرم من رؤية زوجته ست سنوات وأشهر.

وقد أجرى قبيل خروجه عملية جراحية نقل على إثرها من سجن الطرفية ببريدة إلى الرياض لإجراء العملية ثم العودة مرة أخرى إلى سجن الطرفية، صدر أمر إفراج له بتاريخ 13/ 1/ 1434هـ الموافق لـ 27 نوفمبر 2012.

وبعد الإفراج بدأت جلسات محاكمته، وفي جلسة النطق بالحكم يوم الخميس 3 أكتوبر 2013 حكم عليه بالسجن خمسة عشرة عاماً اعتباراً من تاريخ إيقافه منها ثمان سنوات بتهمة غسل الأموال وبقية المدة لباقي التهم، ومنع من السفر خارج البلاد مدة عشر سنوات. كما أعيد اعتقال العلوان مرة أخرى صباح الإثنين 16 ديسمبر 2013 وهو إلى الآن معتقل.

وفي أواخر شهر مارس الماضي، كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن ما قال إنّها وسائل إيذاء “خبيثة” تتبعها الداخلية السعودية الشيخ سيلمان العلوان بهدف كسر إرادته وإلزامه بالإعتذار والتعهد بعد الخروج عن ولي الأمر بعد أن تحداهم طوال تلك السنين، حسب مجتهد.

وقال مجتهد على صفحته الرسمية بموقع التغريدات المصغّر “تويتر”.. بأمر من ولي العهد محمد بن نايف صودر الفراش واللحاف والوسادة والغطاء من العلوان وزيد تبريد مكيف السجن حيث ينام الشيخ حاليا على الأرض مباشرة وهو صابر محتسب.

وأضاف ”ومما دفع محمد بن نايف لذلك علمه أن الشيخ يعاني من آلام في ظهره فأراد أن يزيدها عليه حتى يكسر إرادته دون أن يقال أنه عرضه لتعذيب مباشر بالضرب”.

وتابع ”وحين لم يظهر على الشيخ شكوى رغم معاناته أمر محمد بن نايف باستفزازه بتكرار بتفتيش الزنزانة من قبل قوات الطوارئ بطريقة مهينة وسيئة الأدب.“

وبحسب مجتهد فإنّ ”الهدف من هذا الإستفزاز، كان إجباره على رد غاضب فيكون ذلك مبررا لضربه بطريقة فيها إهانة مضاعفة لكن الشيخ لا يزال كاظما غيظه حتى الآن.”

الشيخ خالد الراشد:

خالد الراشد من مواليد العام 1970، هو داعية إسلامي سعودي، طالب بإلغاء سفارة الدانمارك احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ممّا تسبّب في اعتقاله واتهامه بجمع الأموال والصدقات و تمويل الإرهاب ومن ثمّة تمّت محاكمته سنة 2005 والحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة.

وقال مقرّبون من الشيخ، إنّه تعرّض لتعذيب جسدي ونفسي شديد خلال فترة اعتقاله وإلى حدّ الآن.

الشيخ أحمد بن عمر الحازمي:

في شهر مايو الماضي، اعتقلت السلطات السعودية، الشيخ أحمد بن عمر الحازمي، ومن ذلك الوقت لا معلومات عن الشيخ مثله مثل كل الدعاة الذين يتمّ اعتقالهم من قبل قوات الأمن السعوديّة.

مئات آخرون من المشايخ والدعاة المعتقلين

يذكر أنّ مئات العلماء والدعاة الآخرين تعتقلهم السلطات السعوديّة منذ سنوات بتهم شتّى أبرزها الخروج عن ولي الأمر والإفتئات عليه، والتكفير وغيرها من التهم، دون محاكمتهم والفصل في قضاياهم.

كما يتعرّض أقارب هؤلاء الدعاة والمشايخ بالإضافة إلى عائلاتهم إلى تتبعات أمنيّة ومضايقات خلال زياراتهم لهم في السجون، وذلك وفق ما كشفه ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الأمريكية، كانت قد كشفت في أكثر من تقرير عن ظروف “لا إنسانية” في سجون المملكة العربية السعوديّة.

ولفتت المنظمة إلى أنها وثقت اﻧﺘﮭﺎﻛﺎت وقتل ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن، إضافة إلى انتهاكات ﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن وحبسه من دون ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ، قائلة إن اﻟﻔﺮد “يمكث باﻟﺴﺠﻦ ﺳﻨﻮات من دون أن توجه إليه ﺗﮭﻤﺔ رﺋﯿﺴﯿﺔ، وﯾﻌﺘﻘﻞ اﻟـﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ الأشخاص ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺸﺒﮭﺔ”.

ولا يعرف على وجه الدقة عدد المعتقلين في السعودية، لكن السلطات اعترفت رسميا بوجود خمسة آلاف، بينهم سجناء رأي وآخرون متهمون “بالإرهاب”.

وتشير تقارير منظمة العفو الدولية (أمنستي) إلى أن آلافا فعلا يقبعون في سجون المملكة دون تحديد العدد، مؤكدة أنهم معتقلون في ظروف تكتنفها السرية شبه التامة، وأنهم عادة ما يحتجزون بدون تهمة أو محاكمة لعدة شهور أو سنوات ويبقون رهن التحقيق والإستجواب، دون أن يكون أمامهم أي سبيل للطعن في قانونية احتجازهم.

وتقول تقارير أمنستي إن معظم المعتقلين يحتجزون دون السماح لهم بالإتصال بالمحامين، ولا يُسمح لبعضهم بمقابلة أهلهم أو الإتصال بهم طيلة شهور أو سنوات.

ويُحتجز هؤلاء المعتقلون في سجون يتفشّى فيها التعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة، التي تُستخدم لانتزاع اعترافات تجرِّم صاحبها.

وفي حالة توجيه تهم لهؤلاء المعتقلين، فإنهم يواجهون محاكمات فادحة الجور، تُعقد في سرية وتكتم بدون حضور محامين للدفاع.

أما السلطات السعودية من جهتها فكانت قد تعهدت خلال المراجعة العالمية الدورية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء إصلاحات عديدة بشأن المحاكمات وشروط الإعتقال، مع تأكيد أن البلاد تستند إلى المفاهيم الدينية.

يذكر أن وزارة الداخلية السعودية كانت قد أعلنت في الثاني من شهر يناير 2016 عن تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصا أدينوا بتهم إرهابية بينهم فارس آل الشويل ورجل الدين الشيعي نمر النمر.

وقالت الداخلية السعودية وقتها، إن المحكومين بالإعدام تبنوا أفكارا متشددة ونفذوا عمليات تفجير وقتل.

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “بعد اعتقال الطريفي.. آلاف العلماء والدعاة في السجون السعوديّة منذ عقود وهؤلاء أبرزهم”

  1. نصيحة اوباما : أن لا مصلحة للسعودية في معاداة ايران ، وعليها اصلاح الداخل ، انها اختصار لاطروحة الوضع السعودي الذي اصبح اجماع دولي يزيح الستار عنه ، لان سياسة الشيك كحل وعقد لم تعد مجدية

    رد
  2. هل هذه دولة تطبق الشرع أين العلماء عن السكوت عن هاذا المنكر لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم فرج عن كل مسجون ظلما

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.