الرئيسية » الهدهد » اعتقال الشيخ عبدالعزيز الطريفي قد يولّد الانفجار “لأنّ طريق الإصلاح لدى الأنظمة مسدود”

اعتقال الشيخ عبدالعزيز الطريفي قد يولّد الانفجار “لأنّ طريق الإصلاح لدى الأنظمة مسدود”

“خاص- وطن”- أكد الحساب الرسمي للداعية السعودي عبد العزيز الطريفى صباح الأحد ما تردد من أنباء اعتقاله من قبل السلطات دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.

 

وأعاد الحساب الموثق الذي يتابعه أكثر من 890 ألف مستخدم على موقع تويتر نشر تغريدة لحساب آخر “قناة زدني علما” (قناة غير رسمية تُعنى بنشر فوائد ودروس وفتاوى الشيخ عبدالعزيز الطريفي .. يديرها مجموعة من طلاب العلم) جاء فيها “#اعتقال_الشيخ_عبدالعزيز_الطريفي مايزال الشيخ معتقل حتى الآن ولا صحة لأنباء خروجه ولا حول ولا قوة الا بالله وحساب الشيخ حفظه الله يديره طلابه.”

 

وراجت أنباء اعتقال الطريفى مساء السبت، بين الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي في السعودية.

 

وبحسب مراقبين، جاء توقيف الطريفي بعد سلسلة آراء هاجم فيها قرار الحكومة السعوديّة تنظيم عمل الهيئة، التي تزايد انتقاد ممارساتها بعد سلسة حوادث أثارت الغضب في المملكة.

 

قال الداعية السعودي سلمان العودة، إنه وصلته رسالة من الشيخ عبد العزيز الطريفي الذي اعتقلته السلطات الأمنية عصر السبت.

ونقل في تغريدات له على حسابه بتويتر، على لسان الطريفي قوله: “جعلكم الله في خير د.سلمان، وشكر الله حسن عهدك”، مضيفا: “هو بخير والحمد لله”.

 

وأوضح “العودة” أن الشيخ “الطريفي” قال “نحن بخير والأمر إلى خير بكل حال والله لطيف بعباده نسأل الله التيسير وليس إيقافا أو اعتقالا بل بمكان لائق لنقاش بعض الأمور”.

 

وأشار بعض الناشطون ومواقع إسلامية إلى أن سبب احتجاز الطريفي يرجع إلى تغريدة كتبها الخميس الماضي على صفحته في “تويتر” قال فيها “يظن بعض الحكام أن تنازله عن بعض دينه إرضاء للكفار سيوقف ضغوطهم، وكلما نزل درجة دفعوه أُخرى، الثبات واحد والضغط واحد فغايتهم (حتى تتبع ملتهم)”.

 

وتزامنت التغريدة مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية وعقده قمة مع زعماء ست دول خليجية لبحث قضايا الأمن الإقليمي في الخليج، وقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وتواجه المملكة العربية السعودية ضغوطا غربية متزايدة تطالبها بفعل المزيد لمواجهة التيارات الدينية المتمثلة أساسا في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنك فيها.

 

وقد أصدر مجلس الوزراء السعودي، منتصف الشهر الجاري، قانونا جديدا قلص صلاحيات أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذين يمثلون نوعا من الشرطة الدينية في البلاد.

 

وحسب القانون الجديد ليس من حق أعضاء الهيئة إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هويّاتهم أو متابعتهم.

 

ويقتصر دور أعضاء الهيئة على إخبار أفراد الشرطة او إدارة مكافحة المخدرات عن الإشتباه في شخص معين.

 

وتفاعل روّاد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مع اعتقال السلطات السعودية للمحدث الشيخ عبد العزيز الطريفي، عصر السبت، حيث شهد هاشتاغ “اعتقال الشيخ عبد العزيز الطريفي”، قرابة الـ200 ألف تغريدة في غضون ساعات.

 

وأعرب آلاف النشطاء عن تعاطفهم مع الطريفي، داعين السلطات السعودية إلى ضرورة الإفراج عنه، “كون اعتقاله لا يصب في مصلحة الجبهة الداخلية في السعودية”، وفق قولهم.

 

وشهد الهاشتاغ مشاركة من نخب عربية وإسلامية عدة، برز منها دعاة سعوديون، وآخرون من الكويت، ومصر، وفلسطين وغيرها.

وغرد الداعية عبد الله المحيسني المقيم في سوريا “لا أعلم طالب علم ولا عالم إلا ويعتبر الطريفي شيخا قل نظيره، ولكن غابت منابر كثير منهم في الدفاع عنه، فما السبب؟”.

 

وتابع: “نعم، الكثير من المشايخ يمنعه من استنكار سجن الشيخ خشية أن يلقى المصير ذاته، ولكن تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا”.

واعتبر الأمين العام لتيار الأمة حاكم المطيري، أن “موجة الإعتقالات في دول الخليج للمعارضين السياسيين والمصلحين، وآخرها #اعتقال_الشيخ_عبدالعزيز_الطريفي، يؤكد اتساع الفجوة بين الأنظمة وشعوبها”.

 

وأضاف “إذا كان النصح بالحكمة والموعظة الحسنة لم يمنع من #اعتقال_الشيخ_عبدالعزيز_الطريفي، ولم تحترم مكانته كعالم فقيه، فطريق الإصلاح لدى الأنظمة مسدود”.

 

من جهته كتب الإعلامي السوري أحمد موفق زيدان، قائلا إن “اعتقال الحضيف والطريفي خطأ كبير، الغارة الصفوية الغربية على الأمة تجابه بتوحيد الجبهة الداخلية، وليس باعتقال ملح الأمة ورموزها”.

 

وقالت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه، “اللهم أنت الذي تعلم من الخطِر على السعودية، الحضيف وعبدالعزيز الطريفي، أم التيار الليبرالي ومن يملأ كأسه برحيق النذالة؟، حسبنا الله ونعم الوكيل”.

 

وتابعت “يعلم الله مكانة الشيخ عبد العزيز الطريفي وأخي د.محمد الحضيف عندي، ولكن الحل لن يكون بشتم السعودية، بل بالحكمة وحُسن الخطاب والمزيد من الإخلاص”.

 

وبرز من بين المشاركين في الهاشتاغ، قادة من الصف الأول بحركة أحرار الشام الإسلامية، حيث قال الشيخ “أبو محمد الصادق”، أبرز شرعيي الحركة “السجن خلوة للعالم، يزداد به رفعة بين العباد، تسجن أبدانهم، فتطوف أرواحهم، وتشع أنوارهم كقمر الليل وشمس النهار”.

 

وقال خالد أبو أنس، أحد مؤسسي الحركة “كلما اعتقل سيد منا شعرنا أننا الأسرى، يا رب نستودعك شيخنا الطريفي وكل المصلحين الأباة، يا رب فرج عن كل مظلوم”.

 

وتابع “سلام على الطريفي والراشد والعلوان وكل الأحرار، أغلقوا عليكم زنازينهم بعد أن فتحتم قلوبنا وعقولنا، عتمة السجن وظلم السجان لن يحجبا نور الحق”.

 

وتابع “أبو عيسى الشيخ”، أحد أبرز قادة الحركة “أمة لا يكون علماؤها الربانيون محور بنائها أو عمود نهضتها أمة لا تستحق الاحترام والتقدير لدى أمم الأرض، فكيف بسجن هؤلاء الأفذاذ لإرضاء الإعداء”.

 

وغرد الشيخ عبد الرزاق المهدي، أحد أبرز القضاة الشرعيين في الشمال السوري: “الشيخ المحدث عبد العزيز الطريفي غزير العلم، صاحب حكمة وجهاد مع فهم ثاقب وبعد نظر. كتب له القبول عند الخاصة والعامة. كم نحن بحاجة إلى أمثاله”.

 

وتفاعل الإعلامي تركي الشلهوب مع الخبر، وكتب قائلا “طفل أمريكي ينتقد حكومته بصوتٍ عالٍ، لم نسمع أنه اعتُقل، أو حتى أحد أنكر عليه انتقاده!”

 

وأضاف الشلهوب “القرارات الأخيرة؛ بما فيها #اعتقال_الشيخ_عبدالعزيز_الطريفي والحضيف+الهيئة، خلقت حالة من التشنج والغليان والنفور، في وقت أحوج مانكون فيه للتماسك.”

 

كما تساءل السياسي التونسي محمد الهاشمي الحامدي ” هل ستناقش قنوات ام بي سي العربية قضية #اعتقال_الشيخ_عبدالعزيز_الطريفي اليوم، وعلاقتها باعلان رؤية ‫#‏السعودية 2030 المنتظر غدا ان شاء الله؟”

 

وقال الدكتور حسان الغامدي “عذرا ولاة أمرنا و لكنها الحقيقة: لو كان الشيخ العلامة عبدالعزيز الطريفي ليبراليا ما جلس فى السجن دقيقة.”

 

ودوّن الدكتور صالح النعامي الباحث في الشأن الإسرائيلي “حاخامات التخلف والبدائية وزراء ونواب في إسرائيل والمفكرون والمصلحون لدى العرب في السجون.”

 

يذكر أن الشيخ الطريفي، لا يغرد عن حدث سياسي بمسماه إلا في حالات نادرة، وكانت أبرز تغريداته تلك التي هاجم فيها قناة العربية، قائلا: “لو كانت (قناة العربية) في زمن النبوة ما اجتمع المنافقون إلا فيها، ولا أُنفقت أموال بني قريظة إلا عليها”، وقد حازت على أكثر من 100 ألف ريتويت.

 

وفي مقابلة الأسبوع الماضي على قناة الرسالة الفضائية انتقد الطريفي بشدة تنظيم عمل الهيئة الجديد، ووصفه بأنه تعطيل ولا يجوز على حد قوله.

 

وهذه ليست المرة الأولى الّتي تعتقل فيها السلطات السعوديّة الشيخ المحدّث عبد العزيز الطريفي المعروف بمواقفه المعارضة للحكومة السعوديّة، حيث سبق وأن اعتقلته الأجهزة الأمنية عام 2006.

 

وتعتقل السلطات السعوديّة مئات الدعاة والمشايخ المعارضين لسياساتها، من أبرزهم الشيخ خالد الراشد والشيخ سليمان العلوان، الّذي كشف حساب مجتهد أنّه يتعرّض لتعذيب شديد داخل سجنه الإنفرادي.

اقرأ أيضاً

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “اعتقال الشيخ عبدالعزيز الطريفي قد يولّد الانفجار “لأنّ طريق الإصلاح لدى الأنظمة مسدود””

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.