الرئيسية » أرشيف - المجلة » لباس الجدّات يعود إلى واجهة الأزياء .. الجلابية النسائية “معزوفة الحشمة والأناقة” !

لباس الجدّات يعود إلى واجهة الأزياء .. الجلابية النسائية “معزوفة الحشمة والأناقة” !

وطنلم تعد خطوط الموضة والأناقة والابتكار حكراً على مصممي الأزياء الغربيين ولكنها أصبحت تحمل الهوية العربية من خلال خطوط ولمسات مستمدة من تراثنا الغني بتفاصيله الجمالية، وأهم ما يميز الخطوط العربية أنها تعرف عيوب القوام العربي وتعمل على إخفائها وفي نفس الوقت تضفي على هذا القوام مزيداً من الرقة والانسيابية.

 

ولعل الجلابية النسائية العربية خير تجسيد لهذه الفكرة، فهي ليست مجرد لباس تقليدي، بل يمكن اعتبارها معزوفة للأناقة والحشمة في آن معا ًوجزءاً محبباً من الزي التقليدي المميز يعكس روح الماضي بدفئه وجماله وأصالته، وفي الوقت نفسه يعبر عن تطورالمجتمع العربي الذي تتنوع الأزياء فيه بتنوع البلدان والمجتمعات وغنى موروثاتها وتفاصيلها الفسيفسائية المميزة.

 

ورغم التطور الكبير الذي طال  وخطوطه وخاماته وأفكاره وابتكاراته في المجتمع العربي إلا أن ذلك لم يزحْ الجلابية عن مكانتها وأهميتها بالنسبة للمرأة، وإن طالها بعض الإضافات العصرية واللمسات الجمالية التي تواكب العصر، سواءً من حيث القماش المستخدم أو الخطوط أوالتطريزات.

 

ويلاحظ أن هناك العديد من محلات الأقمشة والأزياء تخصصت في تصميم وتسويق هذا النوع من الزي الذي أصبح يشهد انتعاشاً منقطع النظير الآن وإقبالاً من سيدات المجتمع العربي وشاباته على مختلف مستوياتهن الاجتماعية، وبدأ هذا الزي النسوي المميز يستعيد مكانته من خلال التصاميم المميزة والإبتكارات التي تواكب أحدث خطوط الموضة العالمية على مستوى الأقمشة والقصات والألوان، والغاية من ذلك كما قال لنا بعض المصممين إحياء الجلابية وإعادة اعتبارها بعد أن كادت أن تصبح من معروضات المتاحف الشعبية .

 

ولتكوين صورة عن واقع هذا الزي وخطوطه ومدى الإقبال عليه التقت “وطن” عدداً من مصممي الجلابية في سورية ممن يعملون خارجها بسبب ظروف الحرب .

 

السيد سيف الدين وزوازي أحد مصممي الجلابية في سورية يعيش في لبنان يقول لـ” وطن“: الجلابية زي شعبي مميز للمرأة يعطيها إحساساً بالشرقية والأصالة والحشمة في آن واحد، وقد شهدت المجتمع السوري قبل الحرب إقبالاً واسعاً على هذا الزي الشعبي بعد نسيان طويل ، والسبب أن هذا اللباس يعطي لابسته شعوراً بالراحة وحرية الحركة ويمنحها مظهراً جمالياً أخاذاً خاصة إذا كانت الجلابية مطرزة بالحرير أو قماش الداماسكو أو الصاي الدمشقي مثلاً ، وعند إضافة شال الحرير بألوانه الزاهية وبعض الإكسسوارات المناسبة يصبح مظهرها في غاية الأناقة والجمال .

 

وحول عمله في تصميم الجلابيات يقول وزوازي: “أقوم في عملي بمزج أكثر من زي في جلابية واحدة فهناك الشامية والأردنية والفلسطينية والمصرية ، أما بخصوص الأقمشة المستخدمة في خياطة الجلابية فهي من القماش العادي أو الحرائر أو الفرو أو الصوف، هذا إلي جانب القماش الهندي أوالكشميري بألوانه المتدرجة بين الأزرق والأرجواني والأخضر الزيتي والماروني والبرتقالي فضلاً عن تصاميمه الأخاذة ونقوشه الصغيرة. ولكل فصل قماش محدد للجلابية ففي الصيف الحرير والقطن الممزوج والصاي الحريرية والشيفونات ، وفي الشتاء الأجواخ النسائية والقطن وقماش الليكرا الخفيف”.

 

تنويع الخامات

“بسمة أتاسي” مصممة أزياء سورية تعيش في تركيا اقتحمت الخطوط التقليدية للجلابية السورية وأعادت تشكيلها وتقديمها بأسلوب فريد ومبهر لا تستطيع أية امرأة تبحث عن الأناقة الفريدة أن تقاوم إغراء ارتدائه مهما شاهدت من ابتكارات أخرى.

 

وحول رحلتها مع الجلابية تقول: “بدأت في مجال تصميم الجلابيات منذ حوالي العشر سنوات وكان دافعي الأول هو تقديم شيء مميز ومختلف عما موجود في الأسواق ، فالملابس العادية من فساتين وقمصان أو بنطلونات موجودة بكثرة، أما الجلابية فكلنا نعاني من وجود نقص في هذا الزي الذي يعبر عن هويتنا، لذلك فكرت في ضرورة تقديم زي أصيل بفكر تصميمي جديد”.

 

وتضيف أتاسي:” لقد ركزّت جهودي على تصميم الجلابية من أجل إعادة هذا الزي الذي كانت تتباهى به جداتنا وأمهاتنا إلى واجهة الأزياء المعاصرة، فاخترت التلاعب بالأقمشة مع الألوان وإدخال القصات الحديثة واللافتة في كل واحدة من هذه الجلابيات، ودمجها بالخيوط الذهبية أو المعدنية وتطريز الخرزات في أعناق الثياب وأطرافها، وتنويع الخامات بتداخل تام، كل ذلك بهدف جذب الشابات التركيات والسوريات على حد سواء وجعلهن يقبلن على هذا الزي، وأغلب خامات تصاميمي من الأقمشة الناعمة الخفيفة الملائمة لصفاء الصيف كالتول والدانتيل، وقد أمزج عدداً من الأقمشة مع بعضها كالأورغنزا مع الشيفون والدانتيل مثلاً ، وذلك لإضفاء بعض التغييرات التي تكسب الملابس صفة استثنائية تستهوي الفتيات والسيدات معاً ، وأفعل ذلك وفقاً لعدة معايير أهمها السن والمناسبة التي أصمم لها هذه الجلابية فجلابية المرأة كبيرة السن غير الفتاة الشابة وكذلك جلابيات السهرة تختلف عنها في المنزل أو في المشاوير المسائية”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.