الرئيسية » تقارير » طريق السوريين إلى كندا مفروش بالوعود والأولوية لهؤلاء..

طريق السوريين إلى كندا مفروش بالوعود والأولوية لهؤلاء..

“خاص- وطن”- كتب حمزة هنداوي-  لا يفكر “حمزة” وصديقة “مجد” بانتظار “حصتيهما” من 3 مليار يورو أقر الاتحاد الأوروبي منحها لتركيا كي ترفع مستوى العناية باللاجئين السوريين البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين في البلد التي اتبعت سياسة الأبواب المفتوحة أمام جيرانهم الذين يعيشون أسوأ كارثة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية.

 

ولعل في هذا المبلغ ما يساهم بإحكام إغلاق باب أوروبا أمام تدفق مهاجرين سوريين فاقت أعدادهم التوقعات، أضافوا البحر إلى قائمة قاتليهم بعد جحافل جيش النظام وحلفائه الطائفيين براً، وأصدقائه الروس جواً، بعد أن عبروا الأراضي التركية وصولا إلى المياه الإقليمية اليونانية أو الحدود البرية البلغارية.

 

“حمزة” و”مجد” كما معظم السوريين سمعا برغبة الحكومة الكندية استقبال 25 ألف لاجئ، فبادلاها الرغبة وقررا البحث عن نافذة يسجلان من خلالها طلبيهما، مدفوعين بصور رئيس الوزراء الكندي وهو يستقبل بـ”فخامته” وكامل وسامته أول دفعة من اللاجئين السوريين، متوسمين خيرا بمبادرة “طلع البدر علينا” التي استُقبل بها أيضا اللاجئون من قبل أطفال كنديين.

 

لكن كيف وصل هؤلاء إلى المطار؟ سؤال حاول اللاجئان اللذان ضاقا ذرعا بغلاء اسطنبول وبلاء مدارس السوريين فيها ما يهدد مستقبل أطفالهما، كما يقولان لـ”وطن” ليقصدا مكتب منظمة الهجرة الدولية (imo) في المدينة، بعد استشارة صديق، بيد أنهما لم يجدا هناك إلا موظفين استقبلوهما بلباقة وودعوهما بمثلها بعد التزود بعنوان منظمة أخرى تعنى بشؤون السوريين، فتابعا المسير نحو عنوان المنظمة البديلة، وبعد طول مسافة وأكثر من سؤال وصلا أمام باب مكتب فُتح مواربة وأطل من ورائه شاب أنيق أخذ زمام المبادرة بالسؤال: سوري…نعم …انتظر لحظة، وإذ به يزود بالعنوان الثالث حيث انتقل مكتب خدمات السوريين إلى هناك.

 

الرغبة بكندا كانت أقوى من اليأس لدى الرجلين اللذين تقطعت بهما السبل من سوريا إلى تركيا مرورا بلبنان ومصر، فيمما وجهيهما شطر مكتب الخدمات للتسجيل، وجاء الجواب من على الباب المغلق منذ الساعة الواحدة والنصف ظهرا، حيث لا دوام يوم الجمعة بعد هذه الساعة.

 

* الغبن يلاحق المتضررين الحقيقيين

يشكو معظم السوريين الراغبين باللجوء آلية انتقاء اللاجئين لإعادة التوطين في بلاد الغرب، خاصة في كندا، وإذا كان الأمر أقل غموضا نسبيا في لبنان والأردن، حيث الانتقاء يكون ضمن المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلا أن الوضع في تركيا مختلف، حيث الأغلبية الساحقة من السوريين غير مسجلين بالمفوضية، ربما لغياب مكتسبات التسجيل كما في مصر ولبنان والأردن.

 

يأتي ذلك عقب إعلان الحكومة الكندية الجديدة برئاسة “جاستن ترودو” مؤخراً، نيتها إعادة توطين 25 ألفاً من اللاجئين السوريين سيجري استقدامهم من الأردن ولبنان وتركيا حتى فبراير /2016، بينهم 10 آلاف سيصلون كندا قبل نهاية العام الجاري، وذلك ضمن برنامج إعادة توطين يستمر لمدة ست سنوات بتكلفة (478) مليون يورو، لنقل وتأهيل هؤلاء اللاجئين، حسب تقديرات الحكومة الكندية.

 

ولتنفيذ الخطة نشرت الحكومة الكندية 500 موظف قنصلي في هذه الدول، حيث من المتوقع أن تعمل الإدارة الكندية بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لشؤون للاجئين، لاختيار الأشخاص الذين سيتم استقبالهم.

 

ورغم ذلك بقيت آلية التقدم بطلبات اللجوء وإعادة التوطين مثار تساؤلات السوريين في ظل تعدد الجهات التي تُقدم إليها تلك الطلبات، خاصة وأن السوريين في تركيا تحت الحماية المؤقتة للحكومة، بخلاف وضعهم في لبنان والأردن ومصر، إذ تقع مسؤوليتهم على المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

 

وشهدت الفترة القريبة الماضية مقابلات وفحوصا في مدينتي “غازي عينتاب” و”أضنة” التركيتين، بخصوص اللجوء إلى كندا ودول أوروبية.

 

ويتحدث بعض اللاجئين بهذا الخصوص عن شروط صعبة تضعها الحكومة الكندية لاستقبال اللاجئين، حيث يتصدر أولوياتهم أبناء الأقليات من مسيحيين وايزيديين وغيرهم، إضافة إلى المثليين، وهذا ما يجعل مشاعر الغبن تتفاقم لدى المتضررين الحقيقيين من الحرب في سوريا ممكن هجروا بعد تدمير ممنهج لبيوتهم، حسب رأي الكثير من السوريين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.