الرئيسية » أرشيف - المجلة » سن الثامنة عشرة… بين الممنوع والمسموح خطوة

سن الثامنة عشرة… بين الممنوع والمسموح خطوة

وعد الأحمد- وطن- خاص

كثيراً ما تواجهنا عبارات من مثل هذا الفيلم مخصص لمن هم فوق الثامنة عشر – أو ممنوع دخول من هم دون الـ 18 .. الخ  من هذه العبارات التي تمثل ما يشبه الجسر المعنوي الذي يربط مابين مرحلة وأخرى من عمر الإنسان، فهل ما هو ممنوع قبل الثامنة عشرة مسموح بعدها وما الذي يحدث في سنة انتقالية واحدة يتغير فيها كل شيء ويتحول الإنسان إلى كائن عاقل راشد يُسمح له بالدخول إلى أي مكان  ومشاهدة ما يحلو له .. ناهيك عن قيادة السيارة والسفر بمفرده والكثير من الامتيازات الأخرى من جانب آخر يعتقد الكثير من الناس أن عمر الـ 18 يعد حداً فاصلاً بالنسبة للكثير من الأمور ومنها زيادة درجة الوعي والقدرة على تحمل المسؤولية ومواجهة تحديات الحياة

يؤكد علم النفس أن النمو النفسي للإنسان يسير وفق مراحل عمرية وليس وفق سنوات فهناك مرحلة الطفولة والطفولة المبكرة والمراهقة والشباب وربما تمتد المراهقة لتصبح مراهقة متأخرة وتبعاً لذلك فالنضج النفسي والانفعالي لا يرتبط بعمر معين ولا بسنوات معينة بل هو موضوع تربوي بحت ويتبع تأثر الإنسان بمحيطه الاجتماعي وأسرته والحالات  هنا خاصة وفردية لا ترتبط بحدود زمنية معينة بل هي مراحل تدريجية ينتقل الإنسان عبرها ولكن هل صحيح أن النمو يكتمل في سن الثامنة عشرة وهل يصبح الإنسان ناضجاً وكاملاً بمجرد أن يطأ عتبة الثامنة عشرة أسئلة توجهت”وطن” بها إلى عدد من الأطباء والأخصائيين في الأردن الذين أكدوا أن لا شيء فيزيولوجياً يميز عمر الـ 18 فـ “التبدلات الفيزيولوجية الأساسية تعتمد على البلوغ الذي يحدث عند معظم البشر قبل هذا السن بكثير وهو إن تأخر لن يتأخر أكثر من الـ 16 لدى الذكور وقبل هذه السن طبعاً لدى الإناث ، وهذا الأمر معروف بيولوجياً”-كما يقول دكتور علم النفس ” باسل الحمد” مضيفاً إن “عمر الـ 18 لا يعني من الناحية الجسدية إلا بدء تصلب العظام وتوقفها عن النمو فنقاط التعظم في جسم الإنسان تكتمل في هذه السن أغلب الحالات وبالتالي يمكن القول أن لا تغييرات جسدية قد تحدث بعد سن الـ 18 مثلاً” أما النمو العقلي –كما يقول- فهو “لا يتعلق بزمان أو سن محددة ولا قاعدة علمية تعتمد على السن أما النمو الإدراكي مثلاً فهو يختلف من شخص لآخر اختلافاً كبيراً لا يصح معه أيضاً وضع حدود عمرية موحدة للجميع”

ويظن الكثير ممن التقيناهم أن عمر الـ 18 يعد حداً فاصلاً بالنسبة للكثير من الأمور من أهمها درجة الوعي والقدرة على تحمل المسؤولية وتؤكد عطاف ( 23 عاماً ) الفكرة مضيفة إن المرحلة التي تسبق سن الثامنة عشرة تهيئ الإنسان لاستقبال ما بعدها بشكل أكثر جدية وفاعلية وبعيداً عن معيار السنوات ترى ( هبة 20 عاماً ) أن المجتمع يسهم في فرض سن الرشد المقترن غالباً بالثامنة عشرة فكل شيء كما تقول مرتبط بالعمر بدءأ من قيادة السيارة مروراً بالمسؤولية القانونية وخدمة العلم وكل ما من شأنه تكوين صورة عن سن النضوج

صرت أكثر جرأة !

وثمة من يؤكد أن تغييرات كثيرة تطرأ على الإنسان في فترة المراهقة مرتبطة بسن الثامنة عشرة إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يتحول الإنسان إلى آخر بين ليلة وضحاها تقول ( سارة ) التي بلغت الثامنة عشر لتوها ) بات بإمكاني أن أتأخر في العودة إلى المنزل وشعرت أنني أصبحت كبيرة وناضجة مع أن شكلي الخارجي لم يتغير وكذلك ملابسي وأصدقائي وأفكاري بينما يقول (فادي 19 ) : صرت أكثر جرأة في طرح آرائي وأفكاري أمام أهلي ولأنني كنت أدرس لإنهاء شهادة التوجيهي شعرت بأنني أمام مفترق طرق وقريباً سألتحق بالجامعة وأصبح شخصاً  مستقلاً له أحلامه وطموحاته

في حين يعترف ( فراس ) بأنه انتظر بفارغ الصبر بلوغ الثامنة عشرة ويضيف:” لطالما عاملني والداي على أنني طفل صغير يحتاج إلى الرعاية والاهتمام لكن حين بلغت الثامنة عشرة واستُدعيت لأداء خدمة العلم تغيرت معاملتهما تجاهي حتى أنهما بدأا الحديث عن مشاريع تتعلق بالسفر والعمل والزواج بعد أداء الخدمة الإلزامية وقد أسعدني هذا الاهتمام وأشعرني بالاستقلالية نوعاً ما.

التماس الأعذار

ولكن هل يختلف رأي الأهل  مع آراء أبنائهم حول هذه الفكرة المبهمة المرتبطة بسن الثامنة عشرة

السيد صابر موظف أب لشابين وفتاة يبلغ كلاهما العشرين يرى أنهما نضجا قبل الثامنة عشرة بسنوات إذ كانا دائماً أهلاً للثقة والمسؤولية التي رُبوا عليها ويؤكد السيد صابر أن للأهل غالباً دور أساسي في درجة وعي أبنائهم من خلال معاملتهم وتعويدهم على تحمل المسؤلية وحسن التصرف والسلوك والاعتماد على النفس والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل نتائجه مهما كان .

فيما ترى السيدة آمنة أن أغلب الشبان اليوم بحاجة للتوجيه والمتابعة حتى ولو بلغوا الثلاثين من عمرهم لأن تجاربهم البسيطة في الحياة لا تؤهلهم لمواجهة تحديات الحياة في حين ترفض إيمان وهي أم لأربعة أبناء تساهل الأهل مع أبنائهم والذي باتت تلمحه اليوم كثيراً لأن ذلك من شأنه أن يفسدهم– كما تقول– وتضيف إن “التماس الأعذار للأبناء  من قبل الأهل يسهم في جعلهم شباباً مهملين غير قادرين على تحمل المسؤولية  لذلك يُفترض بالأهل أن يهيئوا أبنائهم ليكون لهم دور في الحياة ولا مبرر لانتظار الثامنة عشرة” .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.