شعت شمس الشرق في الشام شهوب,فوق رياض الغوطة قاسيون برمش الزمان خاشع الاحزان رهوب, و للحياة بعبق ورد بردى للحياة الطير غنى طروب.و النسماء سكينة صبح انفاسها تناثرت أصداء نغائم شمالها و الجنوب,نفح شذى الاثير لأغصان الجنان راقصة,لخضرة هضاب روابيها الرضوب.
و الغدائر في روباها تعانقت كجدائل تدلت ضفائر الايام فوق صدر الدهر الرحوب,و عيون بلون السندس دمعها سال غزير ماء صاف زمزم عزوب,
تناسقت أشرعة الأقدار تكاملا و سرت للخصيب مسالكا و دروب,و الدياجي في اصباحها ذابت نعماء نور في دجاليها شهد لعطشى العيش يحلو و يذوب,
يا شام ما كنت للمحبة شر ولا لباسم وجه كرباء شحوب,و ما انت لغير الحق دارة و لا للباطل أرض للحرب كهذه الغوغاء فيها نشوب
أي سهم سم من اعماق الردى أصاب الفؤاد و نحو الروح يمضي مصوب؟
أليست لنا الشمس انوارها تجلي الدجى عنا للشام شمس المعارف ساطع نورها شهوب,و للشرق و ألغرب قلب حنان و ضرع در مدرار دون فطام حلوب.
يا غيوم الشهباء اسر و كون للبلبل الرنام نسيم غيث للخلاص من زومة حر صيف هبوب,و الطف بأهل الشام من غدر العدى ومن كل صاحب أمر مراغ كذوب
ما انت يا شام أخت حوبة و لا دم الإخاء منك بصفرة او نضوب
نحن قوم للحق ضراغم,و اسد البغي قليم المخالب مكسور النيوب.
ليس بسبع غاب مهلك الاطفال و بالبحور مغرقها,يفني الارواح كتلاشي سراب او سحوب,فما ذنب البراءة أن نحن غرقى كل خطاياكم و الذنوب,و رمال البحر كانت اشفق و ارحم على خده الرطوب.
كيف حاكت روح الطفل أجنحة لها؟ من اعماق البحر,وهي فوق ضمير البشر تعلو و تجوب,
فيا عدل الأنام كن لنا مسعفا غير غارب و اجمعنا اوابا بعد نزح و هروب,و ابرأ الجرح التي في القلب قرحت و بلسما لأنفس للاوطان تحنو و تزوب .
عين الدهور الساهرة لا افول لأجفان لها عنا بل إيلاح سرمد الوجود دون غروب.