ما عدت بحاجة إلى هذا الرداء ، هو ملك خيال ميّت، لا أرتدي عباءات الموتى يا أصدقائي ، فأنا بحاجة إلى من ينفخ الحياة في أوصال هذا الجسد الميت.
لست بحاجة إلى عروبة تقتل النخوة فينا ، ولا بحاجة إلى كلمات البؤس التي تغطينا.. عروبتكم ما حمت قدسا ولا مسجدا ، عروبتكم ما دافعت عن الشرف في كل مذابحنا من غولدا مائيير إلى داعش ، من الحجاج بن يوسف إلى بشار بن حافظ…
سيقتلنا اليأس في دياركم ، سنموت كلنا غرقى مثل ذلك الطفل الكردي على شواطئ أبناء الخليفة العثماني …
ألم يك جده صلاح الدين الكردي محرر القدس من الدنس؟
فلما تقتلوا فينا النخوة والمرؤة والعروبة وتحولونها إلى جرم وخيانة وغدر وجبن ما كان فينا …
غاضب أنا اليوم بعدما تلاشت الكلمات التي ماعادت كلمات ، هاهنا الموت يجول بيننا في صحارى العراق والشام و صنعاء والعدن، هاهو الموت بيننا في سيناء و ليبيا .. وبحار اليونان …هاهو القمع شقيق الموت في كل عاصمة “عربية” يدك حصون الأحرار ، باسم الله تارة والوطن والحاكم الواحد المبجل.. في كل عاصمة فرعون ، وفي كل قرية شام وبغداد .. ألم يحن وقت الشروق يا أصحابي ، فهذا الليل أطول من كل مسالك الهروب من الوطن إلى وطن .. من قبر إلى قبر..