موقع إسباني: المغرب على برميل بارود والملك محمد السادس في أحضان ملاكم!

الموقع قال إن محمد السادس قضى أكثر 200 يوماً خارج المملكة العام الماضي برفقة الإخوة زعيتر في حين أن احتجاجات الجوع تجتاح البلاد

وطن– نشرت صحيفة “فوز بوبيولي” الإسبانية مقالاً حادّاً للكاتب الإسباني المعروف، ألبرتو بيريز جيمينيز، وصف الحالة المتردية التي يعيشها المغرب في ظل غياب ملكه محمد السادس مع أصدقائه الجدد الذين سيطروا على كامل اهتماماته.

وقال الكاتب في مقاله، إنّ “المغرب عبارة عن برميل بارود وسفينة تراجعت” بسبب أزمة التضخم -9.8٪ في الربع الأول مع أغذية أساسية فوق 15٪- مما تسبّب في مظاهرات مشتركة غير مسبوقة في 57 مدينة.

وأضاف الكاتب أنّ ما وصفها “احتجاجات الجوع” التي انتشرت مؤخرًا في المغرب من قبل كثير من الفئات الشعبية المغربية، تمّت في ظلّ اختفاء الملك محمد السادس في أحضان مصارع محترف، في إشارة “أبو بكر زعيتر”.

وقال، إنّ “احتجاجات الجوع التي جرت” يوم السبت 8 أبريل في أكثر من خمسين مدينة تمّ إسكاتها وقمعها، وما على المراقب إلا التوجّه إلى شبكات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام في الجزائر المجاورة -والمنافسة- لقياس مدى انتشارها.

ووفقاً للكاتب، فقد تعرّض المغرب لـ”العقاب” بشكل خاص منذ شهور، أولاً، بسبب موجة كوفيد -التي قضت على السياحة- ثم بسبب الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الضروريات الأساسية، والآن، الجفاف الذي عقّد الوضع أكثر، حيث يحذّر أحدث تقرير صادر عن مركز الأبحاث المشترك للاتحاد الأوروبي من أنّ محصول الحبوب في شمال إفريقيا سينخفض بشكل كبير بسبب قلة الأمطار في الأشهر الأخيرة، وسيحدث نفس الشيء في مختلِف مناطق المغرب، حيث أدى سوء الحصاد وتداعياته في ارتفاع الغذاء إلى اندلاع أعمال العنف في الربيع العربي في عامي 2010 و2012.

إجراءات محمد السادس لتدارك الغضب الشعبي

وبحسب الكاتب، فإنه إدراكًا منه لخطر أعمال الشغب من خلال زيادة سوء المحاصيل ونقص تضخم المياه بسبب الحرب في أوكرانيا، اتخذ النظام العلوي إجراءات تاريخية لمحاولة ضمان الهدوء في شهر رمضان، مثل: استيراده -لأول مرة- 10000 حمل للذبح، مؤكّداً على أنّ النظام نوى مع هذا العرض الزائد -أعلى بكثير من الطلب- خفضَ سعر كلّ حيوان، وهو أمر ضروري في المهرجان المغربي.

وأشار الكاتب إلى اتخاذ المغرب إجراءً آخرَ غير عاديّ، موضحاً أنه في منتصف فبراير/شباط، أوقف تصدير المواد الغذائية الأساسية مثل: الفواكه والخضراوات لمحاربة التضخم واستقرار أسعار هذه المنتجات قبل بداية شهر الصيام، حيث قالت السلطات: “الأولوية الآن للسوق المحلي”.

يعاني المغرب من التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية

المغرب واحتجاجات الجوع

ونوّه الكاتب إلى أنه مع ذلك، لا شيء كان قادرًا على وقف الاستياء و”احتجاجات الجوع” التي بدأت بطريقة منظمة يوم السبت 8 أبريل، والتي جعلت الإيكونوميست تولي اهتمامًا لبرميل البارود المغربي (وملكه الراحل)، حيث نشرت المجلة تقريراً شاملاً جداً في السابع عشر من الشهر، مع صور واضحة تماماً لمحمد وصديقه المقاتل، بعنوان: “لغز ملك المغرب المختفي”، تحذّر فيه من حالة الجار لإسبانيا من الحدود الجنوبية.

ولفت الكاتب إلى أنه قبل خمس سنوات، ظهرت صورة غير عادية على انستغرام، وظهر في الصورة محمد السادس، ملك المغرب البالغ من العمر 54 عاماً، جالساً على أريكة بجانب رجل مفتول العضلات بملابس رياضية، حيث تمّ الضغط على الرجلين بجانب بعضهما بابتسامات متطابقة، مثل طفلين في المخيم الصيفي، في وقتٍ اعتاد فيه المغاربة أكثر على رؤية ملكهم وحده على عرشٍ ذهبي.

وأشار إلى أنه بحسب مسؤول مغربي سابق، فإن الملك “كان خارج البلاد لمدة 200 يوم العام الماضي، موضحاً أنً السبب هو صداقته مع أبو بكر زعيتر، الرجل العضلي على الكرسي، بطل فنون القتال المختلطة البالغ من العمر 32 عامًا، والمعروف من السجون الألمانية والذي انتقل إلى المغرب ومقر إقامة محمد السادس في عام 2018”.

وأكد كاتب المقال، أنّ الملك محمد السادس يفضّل أن يكون خارج البلاد -في العام الماضي كان غائبًا لأكثر من 200 يوم- مع إخوانه في الملاكمة بدلاً من الالتفات إلى صخب الاحتجاجات التي بدأت في الظهور في أفقر مدن المغرب.

ونقل الكاتب عن أحد أعضاء “المخزن”، أن مستشاري محمد السادس “حاولوا تقليص نفوذ الأخوين زعيتر، لكن دون جدوى، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين قد تواطأوا لنشر مقالات تكشف ماضي زعيتر الإجرامي والإسراف المزعوم، إلا أن الملك لم يُلقِ لهذا بالاً.

محمد السادس غائب تماماً

وقال الكاتب، إنّ محمد السادس ليس فقط مشتتًا، فهو غالبًا ما يكون غائبًا تمامًا، موضحاً أنه كان يحب السفر وقضاء الإجازات قبل أن يلتقيَ بالإخوة زعيتر، ولكن يبدو أنّ الاتجاه أصبح أكثر وضوحًا، حيث إنه في بعض الأحيان يجلس مع إخوته في مزرعة خاصة في الريف المغربي، وفي بعض الأحيان تهرب المجموعة إلى مخبأ في غرب إفريقيا، وعندما يشعرون بالملل من الغابون، يذهبون إلى باريس، مشيراً إلى أن محمد السادس بقي في الغابون عندما قرر الوقوف في وجه بيدرو سانشيز في الاجتماع الثنائي المؤجل دائمًا.

ظهور الإخوة زعيتر في حياة محمد السادس

ونوّه الكاتب إلى أنّ محمد السادس ظهر لأول مرة على الملأ مع الإخوة زعيتر في 20 أبريل 2018، حيث أقام المصارعون صالة ألعاب رياضية في القصر الرئيسي وساعدوا الملك على إنقاص وزنه وتقليل التورم، وفي المقابل، أمطر الملك الإخوة زعيتر بكرمه، وعندما توفيت والدتهم سمح لهم بدفنها على أرض قصرها بطنجة.

وقال إنّ الإخوة زعيتر استحوذوا على ممتلكات قيمة على شاطئ البحر وتفاخروا بأسلوب حياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ناقلاً عن مصدر ملكي قوله: “إنهم يستخدمون الطائرات العسكرية، ولديهم تفويض مطلق للعمل في القصر كيفما يريدون، ويمكنهم الذهاب إلى المرآب واستلام السيارات التي يريدونها”. “هذا شيء غريب جداً”.

ونبّه الكاتب إلى ما قاله أحد رجال البلاط الملكي، بأنّ الملك غير مهتم بالسلطة وكل ما يريده هو أن يعيش حياته، مشيراً في الوقت نفسه إلى الدور الأساسي الذي لعبه محمد السادس في منع الثورات التي دمرت العالم العربي قبل عقد من الزمان، وأنه على عكس رؤساء الجمهوريات المجاورة، كان الملك قادرًا على إدخال إصلاحات بسرعة بينما لا يزال يمثّل الاستقرار والاستمرارية.

محمد السادس في مواجهة مع التضخم

وعلى الرغم من ذلك -بحسب الكاتب- فإنّ محمد السادس اليوم في مواجهة تضخم في خانة العشرات، وجفاف، وتناقص الحصاد، واحتجاجات على الفقر، حيث يعترف نصف السكان بأنهم اضطروا إلى الاقتراض ليتمكنوا من تغطية النفقات اليومية في الربع الأول من العام في حين أنّ الملك “مفقود”.

وبحسب الكاتب، فإنه مع هذه الصورة البانورامية، بدأت الأزمات تهزّ واحة المغرب بينما كان الملك يزداد ثراءً (خامس أغنى ملك في العالم في عام 2019)، حيث تسبّب كوفيد في توقف صناعة السياحة ودمّر العديد من الشركات الصغيرة، وفي عام 2021، وصلت الحرب في أوكرانيا، وبدأت صحافة النظام في الكشف عن فضائح تورط فيها الإخوة الثلاثة في الملاكمة، لكنها جاءت بنتائج عكسية، حيث بدا أنّ الفضيحة تنفره أكثر، لينتقل في الصيف الماضي إلى باريس لمدة خمسة أشهر، حيث عاش بين قصر بالقرب من برج إيفل وقلعة عالية الجدران في بيتز هيلز في شمال شرق البلاد.

المغرب سفينة تطفو على غير هدى

واعتبر الكاتب أنّ هذه البانوراما، مع وجود المغرب كسفينة تطفو على غير هدًى، بملك غائب وفي أحضان مقاتل، مع تضخم شديد الارتفاع، وفقدان الحصاد والاحتجاجات في 57 مدينة، لا يوجد عدد قليل من المحللين الذين يخمّنون بالفعل الحركة التالية: ابحث عن عدوّ خارجيّ لإلهاء وتحرير الضغط. ويخشى كثيرون بالطبع عودة الهجرة “الإسبانية” والتوتر على الأسوار.

واستعان الكاتب في ختام مقالته بما نشرته الإيكونوميست بالقول: “تشعر وكأنك تعيش على برميل بارود”، مؤكّداً على أن أوقاتاً كهذه تتطلب قيادة، لكن محمد السادس والإخوة زعيتر ذهبوا إلى الشاطئ، متسائلاً إن كانت السياسة الخارجية الإسبانية في المغرب الكبير قد استسلمت لهذه الشخصية؟

المصدر
فوز بوبيولي - ترجمة وتحرير وطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى