الرئيسية » غير مصنف » حول المؤتمر الصحفي للائتلاف

حول المؤتمر الصحفي للائتلاف

وطن – نؤيد بعض الأفكار التي طرحها خالد خوجة في المؤتمر الصحفي مع لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة، الذي خرج من سورية قبل أسبوعين تقريباً. ولا شك أن لدينا ملاحظات عديدة حول نشاط المعارضة في الأيام القليلة الماضية.

يسعدنا أن يطالب السيد خوجة بمناطق آمنة تحمي الشعب السوري من براميل النظام، ويؤسفنا أنه لم يفعل ذلك قبل الآن، وإنما يشير طلبه هذا، إلى أن هناك إيعازات دولية وإقليمية للرجل لإثارة المسألة.

نعلم أن وجود مثل هذه المناطق يكلف مئات المليارات من الدولارات، ويحتاج إلى ترتيبات إقليمية وتفاهمات دولية عميقة، تصب كلها في مصلحة إسقاط الأسد، وبالتالي يصبح واضحاً أن طلب الائتلاف هذا لم يكن ليحدث لولا رغبة المجتمع الدولي بالنظر في هذه القضية من جديد.

بطبيعة الحال، لا يمكن للثوار أو المعارضة تشكيل مناطق آمنة، دون تدخل دولي واسع، ولهذا فإننا نظن أن التقارب التركي السعودي من جهة، والظروف الدولية أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى للتخلص من الأسد، الذي لم يستطع أن يصمد أمام ضربات الثوار، ولم يعد أصدقائه قادرين على حمايته، في ظل الخسائر التي يتعرض لها كل يوم.

لماذا تتجه كل الأعين إلى مدينة الباب السورية؟

تقول الصحف التركية، إن أردوغان اتفق مع الملك سلمان على تحرير سورية من الأسد، وذكر السيد جمال خاشقجي أن السعودية مستعدة للذهاب إلى عاصفة حزم جديدة إذا تطلب الأمر.  وأن الطرفين اتفقا على دعوة المعارضة السورية بكل أقطابها للاجتماع في الرياض لتقريب وجهات النظر ومناقشة المرحلة الانتقالية التي ستبدأ بسقوط الأسد.

وصول لؤي حسين إلى استنبول وعقده مؤتمراً صحفياً مع الخوجة يشير إلى هذا أيضاً، فقد أدركت معارضة الداخل “المقربة من الأسد” أن الثورة في طريقها للانتصار، ولهذا فقد خرج أحد أعضائها ليقول من استنبول أنه لا مكان لبشار في سورية المستقبل.

لفت نظرنا رفضُ الائتلاف الذهاب إلى مشاورات جنيف، وكنا قد دعونا إلى ذلك مراراً، فالسيد دي مستورا أقرب للأسد منه إلى الحياد، ناهيك عن دعوته لإيران للمشاركة في الحل مع أنها رأس المشكلة،  وإن ثبت الائتلاف على موقفه فقد عكس رأي الغالبية من الشعب السوري.

دعوة السيد خوجة لإنشاء جيش وطني لكل سورية، فكرة حسنة وضرورة ملحة، إلا إنها تحتاج إلى جهد وعمل كبيرين، بسبب التناقضات المعروفة في المشهد السوري، وكنا قد اقترحنا تشكيل لجنة أو مجلس يضع آليات دقيقة لتشكيل نواة هذا الجيش كمرحلة أولى.

بقي أن نقول أننا نقف بكل حزم ضد تقليل دور جبهة النصرة في المعارك التي خاضتها في طول البلاد وعرضها، ومحاولته النيل من دورها في الانتصارات التي حققها الثوار.

أفهم أن رئيس الائتلاف يمثل الجهات التي نصبته ولا يمثل الشعب السوري، وأنه يجامل القوى الدولية بتصريحاته تلك، إلا أن على السيد خوجة أن يكون صادقاً مع نفسه وأن يسعى لتمثيل الشعب السوري الذي تعتبر جبهة النصرة في معظمها جزءا منه، ولا يحق لأحد أن ينكر قتالها المستميت للأسد على أرض سورية كلها.

من الصادم حقاً أن يتحدث الخوجة وحسين عن حق كل السوريين بالمشاركة في بناء بلدهم قاصدين بذلك العلويين وبعض  الأقليات التي وقفت في صف الأسد، بينما يريدان التخلص من جبهة النصرة التي تمثل ركنا ركيناً من الثورة السورية.

صديقة السوريين “فرنسا” تبدأ ببناء قاعدة عسكرية في عين العرب لصالح “بي كي كي”!

هذه التصريحات والأفكار المستهجنة التي أطلقها السيد خوجة دفعت عشرات مواقع التواصل الاجتماعي لاتهامه واتهام لؤي حسين بأنهما اجتمعا فقط للقفز على الثورة إرضاء لأطراف دولية محددة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.