الرئيسية » أرشيف - الهدهد » الأسد ينتظر من كيري افعالا!

الأسد ينتظر من كيري افعالا!

وطن- دمشق- (أ ف ب): اعلن الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين، ردا على ابداء وزير الخارجية الامريكي جون كيري استعداد بلاده للتحاور معه، انه ينتظر اقتران التصريحات بالافعال، في وقت أبدى ناشطون ومعارضون خيبة املهم من الموقف الامريكي الاخير.

وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة (سي بي اس) الأمريكية السبت ردا على سؤال حول احتمال التفاوض مع الاسد، “حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1″. وتابع “الاسد لم يكن يريد التفاوض. (…) اذا كان مستعدا للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من اجل حثه على ان يفعل ذلك”.

في المقابل، جددت فرنسا، حليفة واشنطن، التاكيد بان الرئيس السوري “لا يمكن ان يكون” جزءا من اي تسوية سياسية حول سوريا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ان بلاده لا تزال ترغب بتاليف حكومة سورية جديدة في اطار تسوية، على ان تضم الحكومة “بعض هيئات النظام القائم والائتلاف الوطني ومكونات اخرى لها رؤية معتدلة وشاملة وتحترم مختلف مجموعات البلاد”.

باحث سوري: بشار الأسد يستعد للرحيل.. والنمر الرئيس القادم لسوريا

وقال الاسد ردا على سؤال للتلفزيون الايراني عما اذا كان تصريح كيري يعكس تغييرا في الموقف الأمريكي والدولي، “ما زلنا نستمع لتصريحات، وعلينا ان ننتظر الافعال وعندها نقرر”.

واضاف في التصريح الذي نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) “لا يوجد لدينا خيار سوى ان ندافع عن وطننا. لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الاول بالنسبة الى هذه النقطة”، مضيفا “اي تغيرات دولية تأتي في هذا الاطار هي شيء ايجابي ان كانت صادقة وان كانت لها مفاعيل على الارض”.

وعدد بين هذه المفاعيل “وقف دعم الارهابيين” بالسلاح والمال.

وطالبت واشنطن ومجمل الدول الغربية منذ بدء النزاع السوري في منتصف آذار/ مارس 2011، برحيل الرئيس بشار الاسد. واعلن كيري قبل اسابيع ان “الاولوية” المطلقة لبلاده في سوريا اصبحت القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.

وصدر بيان جنيف 1 في حزيران/ يونيو 2012 بعد اجتماع ضم ممثلين عن الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن والمانيا وجامعة الدول العربية. ونص على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين بصلاحيات كاملة تتولى الاشراف على مرحلة انتقالية. وتباينت وجهات نظر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعوم من الغرب والنظام السوري ازاء تفسير هذا البيان.

واجرى وفدان من المعارضة والحكومة السوريتين في مطلع 2015 جولتي مفاوضات برعاية الامم المتحدة في اطار جنيف 2، من دون ان يتوصلوا إلى نتيجة.

وتعتبر المعارضة ان “الصلاحيات الكاملة” المعطاة للحكومة تعني تجريد الاسد من صلاحياته، وبالتالي ابعاده عن اي حل لمستقبل سوريا، بينما يشدد النظام على ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري دون سواه، عبر صناديق الانتخابات.

وعلى الرغم من توضيح متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية على اثر تصريح كيري، بان لا تغيير في الموقف الاميركي وان “لا مستقبل لدكتاتور عنيف مثل الاسد في سوريا”، فقد رأت صحف سورية ان اعلان وزير الخارجية الاميركي اقرار “بشرعية الرئيس″.

وكتبت صحيفة (الوطن) القريبة من السلطات الاثنين ان “الإدارة الأميركية اقتنعت أخيراً بعدم تمكنها من إزاحة الرئيس الأسد من منصبه بالقوة العسكرية”، مضيفة “ان موقف كيري في الأمس هو اعتراف (…) بشرعية الرئيس الأسد ودوره المحوري وجمهوره وصموده وشعبيته”.

بينما رات صحيفة (البعث) الناطقة باسم حزب البعث السوري ان “اقرار” وزير الخارجية الأمريكي “يؤكد من جديد فشل المشروع الصهيوأمريكي بحلته الإرهابية التكفيرية الجديدة، ضد سورية”.

وقتل اكثر من 215 الف شخص في اربع سنوات من النزاع السوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولا تعترف دمشق بوجود معارضة ضد النظام، بل تؤكد منذ بداية النزاع ان ما يجري في سوريا مؤامرة ينفذها ارهابيون بدعم من الخارج، خصوصا من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية.

على خط المعارضة، لم يرد الائتلاف السوري مباشرة على تصريحات كيري، الا ان المتحدث الرسمي باسمه اعلن في بيان صدر اليوم ان “بعض المستجدات تستدعي التأكيد مجدداً بأن إسقاط رأس النظام وجميع المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري هدف رئيسي للائتلاف الوطني”، مشيرا الى ان ذلك “يضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي يضمن حريات جميع المواطنين وحقوقهم”.

اما عضو الائتلاف سمير نشار فاكد ردا على سؤال لفرانس برس ان “هذه التصريحات مرفوضة من اكثرية السوريين. وحسب جنيف 1 و 2، لا دور للاسد في مستقبل سوريا”.

الا انه تخوف من ان يكون “كيري يتعمد الالتباس لتعويم بشار الاسد في اي حل سياسي”.

وخلال السنوات الماضية، اخذت المعارضة السورية على الغرب عموما والولايات المتحدة تحديدا، عدم تقديم دعم كاف للمعارضة المسلحة للتمكن من اقامة توازن عسكري مع قوات النظام، ما اعطى زخما للتنظيمات الجهادية.

بين الناشطين على الارض، حلت خيبة الامل منذ وقت طويل محل التفاؤل المعلق على الغرب في بداية “الثورة”.

وقال مأمون ابو عمر من مدينة حلب (شمال) “لم يكن لدى اميركا ولا حتى المجتمع الدولي اي نية بمساعدة الشعب الثوري بإزالة الدكتاتور بشار الاسد. لذلك نحنا لم نفاجأ”.

وقال ابو عادل من حي جوبر الدمشقي من جهته “منذ البداية، الاميركيون تخلوا عن الثورة. ويوما بعد يوم، يثبت هذا الامر اكثر فاكثر”. واضاف “لا يمكن ان نقبل ببقاء الاسد بعد ان سقط عشرات الاف الشهداء. هذا طبعا مستحيل”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.