الرئيسية » أرشيف - الهدهد » مركز أبحاث الأمن القوميّ بتل أبيب: الترسانة الصاروخيّة السعوديّة يجب أنْ تُثير قلق إسرائيل

مركز أبحاث الأمن القوميّ بتل أبيب: الترسانة الصاروخيّة السعوديّة يجب أنْ تُثير قلق إسرائيل

قالت دراسة جديدة أصدرها مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ أن وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (CIA) ترفض الرقابة على مشتريات السعودية من الصين للتأكد من أنّها غير قادرة على حمل رؤوس نووية. وأضافت الدراسة التي تمحورت حول ظروف تشكل القوة الصاروخية للسعوديّة أنّ المملكة اشترت صواريخ (أرض أرض) من نوع “DF-21) CSS-5)”، من الصين، منوهة إلى أنّ حقيقة أنّ دوائر رسمية أمريكية هي التي كشفت عن صفقة الصواريخ السعودية الصينية، يؤكّد على أنّ الصفقة تمّت بالتنسيق مع الأمريكيين وبرضاهم.
وقال الجنرال في الاحتياط، يفتاح شفير، الذي قام بإعداد الدراسة إنّ الصواريخ الصينية، على الرغم من مداها القصير نسبيًا، إلا أنّها في المقابل تمتاز بدقة إصابة كبيرة، مما يزيد من تأثيرها الردعي.
وعزت الدراسة توجه السعوديين لشراء هذه الصواريخ إلى خوف الرياض الكبير من النجاحات التي حققتها إيران في تصنيع الصورايخ الباليستية. علاوة على ذلك، لفتت الدراسة، التي نُشرت على موقع المركز، إلى أنّ توجه السعودية إلى شراء الصواريخ من الصين جاء في أعقاب رفض الولايات المتحدة منحها صواريخ “أرض أرض”، بسبب اعتراض إسرائيل، مُشدّدّةً على أنّ السعودية شرعت في شراء الصواريخ الصينية أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث اشترت صواريخ من طراز (DF-3A). وبحسب الجنرال شفير فإنّ فنيين صينيين يشرفون على صيانة هذه الصواريخ، مع العلم أنّ هذه الصورايخ مُعدّة في الأساس لحمل رؤوس نووية، لكن تم موائمتها لكي تحمل رؤوسًا تقليدية فقط.
وحسب الدراسة فقد أدت الصفقة في حينه إلى إغضاب الأمريكيين، لأنّ الصورايخ معدة أصلاً لكي تحمل رؤوسًا نووية، مُشيرةً إلى أنّه تمت تسوية الخلاف في أعقاب توقيع السعودية على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإعادة بناء الصورايخ لكي تحمل رؤوسًا تقليدية فقط. واستندت الورقة إلى ما قاله أحد كبار موظفي وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية السابقين، الذي أكّد على أنّ السعودية سبق وأنْ اشترت دفعات أخرى من الصواريخ من الصين، ونصبتها في محيط العاصمة الرياض، وذلك في الفترة الفاصلة بين عامي 2003 و2010. علاوة على ذلك، أكّدت الدراسة الإسرائيليّة على أنّ عناصر من الاستخبارات الأمريكيّة عاينوا الصورايخ التي اشترتها السعودية للتأكّد من أنّها غير قادرة على حمل رؤوس نووية.
وبحسب الدراسة، فإنّ أهم الصواريخ الصينية التي حصل عليها السعوديون هو صاروخ “Dong Feng-21″، الذي يبلغ مداه 1700 كلم، وقادر على حمل رأس بزنة 600 كلغم، ويتسع تأثيره على طول 400 متر، علاوة على دقة إصابة عالية جدًا، لافتةً إلى أنّ هناك نسخًا أكثر تطورًا من هذا الصاروخ، إلا أنّه من غير المتوقع أن يتّم السماح بحصول السعودية على مثل هذا الصاروخ. كما أوضحت الدراسة أنّ المملكة حصلت على صورايخ من طراز (شاهين) الباكستانية، التي تعتمد على تكنولوجيا صينية. وبرأي الدراسة، فإنّ السعودية عملت على تنويع مصادر الصواريخ، فقد اشترت صواريخ من بريطانيا من طراز “Storm Shadow”، التي يبلغ مداها 500 كلم، والتي تنصب على السفن. كما أشارت الدراسة إلى أنّ الولايات المتحدة وافقت عام 2013 على تزويد السعودية بصواريخ بحرية من طراز “SLAM-ER”، مع العلم أنّه سبق للولايات المتحدة أن رفضت منح السعودية مثل هذه الصواريخ.
وساقت الدراسة الإسرائيليّة قائلةً إنّه سبق لمسؤولين سعوديين أنْ أوضحوا أنّ المملكة معنية بتطوير قدرات نووية لأغراض سلمية، سيما على صعيد الحصول على الطاقة لتقليص حاجة المملكة للاعتماد على النفط. وبالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة إنّ السعودية سبق وأنْ اهتمت بالحصول على قدرات نووية عسكرية، من خلال بحث إمكانية التعاون مع عدد من الدول، على رأسها باكستان، التي تربطها بالسعودية علاقات عسكرية متجذرة، مشيرةً إلى أنّ السعودية قامت بتمويل جزء من البرنامج النوويّ الباكستانيّ. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أنّ السعوديين أوضحوا أنهم سيتجهون للحصول على السلاح النووي في حال لم يتمكن العالم من وقف البرنامج النووي الإيرانيّ، على حدّ تعبيرها.
ورجحّ مُعّد الدراسة الجنرال شفير أنْ تتجه السعودية في حال قررت الحصول على سلاح نوويّ إلى شرائه بشكل مباشر وليس تطويره عبر برنامج متكامل. ولم تستبعد الدراسة أنْ تلجأ السعودية إلى الطلب من الباكستانيين الحصول على ضمانات نووية، سيما رؤوس نووية يتم نصبها في السعودية. وشدّدّت الدراسة على أنّ السعوديين في أزمة حقيقية، سيما في ظل تراجع مكانة الولايات المتحدة وتوجهها لتقليص تأثيرها في المنطقة، فإنّ القيادة السعودية معنية بمنحها هامش مرونة أوسع لدى اتخاذ القرارات السياسية عبر تعزيز قوة الردع من خلال معالجة نقاط الضعف لديها، وتحديدًا في ظلّ ميل ميزان القوة العسكرية لصالح إيران بشكل كبير. وأوضح الجنرال شفير أنّه ليس معروفًا له إنْ كانت إسرائيل قد حصلت على ضمانات من الولايات المتحدة أوْ حتى السعودية بشأن الترسانة الصاروخية السعودية، لافتًا إلى أنّ الدولة العبريّة تنظر بقلقٍ كبيرٍ إلى تزود أيّة دولة عربية بوسائل قتالية متقدّمة، بحيث يمكن في سيناريوهات محددة أن تشكل تهديدًا عليها.
كما قالت الدراسة إنّه سبق لإسرائيل أنْ بذلت جهودًا كبيرة وخاضت حربًا دبلوماسيًة في الولايات المتحدة لمنع تزود السعودية بسلاح يُغيّر من ميزان القوى القائم حاليًا.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ حصول السعودية على صواريخ متطورة يجب أنْ يُثير القلق في تل أبيب، على اعتبار أنّه من غير المستبعد أنْ تحدث تحولات على نظام الحكم في الرياض، بشكل يسمح بتسرب هذه الأسلحة الخطيرة لجهات معادية لإسرائيل، على حدّ تعبيرها.

زهير أندراوس

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.