الأمم المتحدة تشارك في الحرب على السوريين

ليس بشار الأسد الوحيد الذي يعتدي على السوريين، بل كثير من “الأقرباء والأصدقاء” يفعل ذلك مع فرق في طريقة الاعتداء ومحاولة الإذلال. الدول “الشقيقة وكذلك الصديقة” تهين السوريين أيضاً، وتعاملهم بطريقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني، وكل ذلك تحت سمع المنظمات الإنسانية وبصرها، ابتداء بمنظمات حقوق الإنسان، إلى جماعة حقوق المرأة، مروراً بمدعي الدفاع عن حقوق الأطفال. وما ذلك أيضاً إلا برغبة الولايات المتحدة والغرب الذي أراد “تأديب العرب والمسلمين” من خلال إيذاء السوريين، بحيث لا يجرؤ أحد على مجرد الحديث عن ثورة على الدكتاتورية في بلادنا.

الأسباب التي تساهم في محاولة إذلال السوريين في دول العالم هي أسباب سياسية بالدرجة الأولى، غير متجاهلين السبب العقائدي الذي يلعب دوراً ما في الاعتداء على اللاجئين في بعض دول أوروبا والتي تنظر إلى المسلم السني على أنه عدو بالضرورة.

يؤسفني أن أقول إن الأخبار عن إعادة المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين في دول الجوار عارية عن الصحة، وإن معظم اللاجئين لم يستفد من تلك المساعدات طيلة الشهر الماضي، والسبب المعلن، أن الدول المانحة لم تفِ بما تعهدت به سابقاً. الدول المانحة بالطبع أعضاء في الأمم المتحدة، لكن الأخيرة لم تطلب إلى تلك الدول الالتزام بتعهداتها، ولربما أن الأمر لا يعنيها، فالمنظمات الدولية لا تتمتع بالحرية الكاملة في اتخاذ قراراتها، ولا بد من موافقة واشنطن أولاً على أي عمل تقوم به تلك المؤسسات.

لم تقم الأمم المتحدة ومنظماتها ذات الاختصاص بأي تحقيق حول قيام الشرطة المقدونية بسلب أموال اللاجئين السوريين هناك. ولم تعبأ منظمات حقوق المرأة بالأخبار التي تحدثت عن حالات اغتصاب قامت بها الشرطة الألبانية بحق بعض اللاجئات السوريات.

في اليونان تعرض اللاجئون السوريون إلى أقسى أنواع المعاملة وقد صمتت الشرطة اليونانية عن جريمة تخدير مجموعة من المهاجرين وسلب أموالهم وممتلكاتهم وإخفاء سبعة عشر منهم لا يعرف مصيرهم إلى اليوم.

شهادات عيان تتهم شرطة الحدود الأوروبية “فرونتيكس” بمحاولة إغراق بعض الزوارق المطاطية التي تقل سوريين، ومع أن كثيراً من وسائل الإعلام تناقل الخبر إلا أن الأمم المتحدة لم تعلق على الحادث من أصله، إذ على ما يبدو أن القارب لا يُقل الشواذ، ولا مطالباتٍ بحرية الجسد على الطريقة الأوروبية.

في باريس تتعقب الشرطة اللاجئين السوريين بالذات، لدرجة أنها تطردهم من الحدائق التي ينامون فيها بحجة أعمال الصيانة كما حدث قبل عدة أشهر، ولم تحرك الأمم المتحدة ساكنا ولعلها لا تجرؤ أصلاً. كما أنها لم تلتفت إلى أخبار تدمير مخيم كاليه وطرد قاطنيه منه بعد انتشار مرض غريب فيه!!.

في مالطا لا يزال أحد عشر سورياً يقبع في السجن بعد أن اقتادتهم البحرية المالطية عنوة، فلم يتم إطلاق سراحهم ولا ترحيلهم، كما تعرضوا للضرب عدة مرات، ولم نسمع أي صدى لذلك من المنظمات الدولية ذات الشأن.

الحديث عن “الدول الشقيقة” ذو شجون وآلام، إذ يشتري السوريون بالمال ما خُصص لهم بالمجان، حتى أصبحت المساعدات التي هي من حق السوريين مصدر دخل لحكومات الدول المضيفة. هذا في الوقت الذي قامت فيه بعض “الحكومات الشقيقة” بحرمان السوريين من امتيازات اللاجئ كافة. ناهيك عن الاعتداءات اللفظية والجسدية التي تعرض لها كثير من السوريين في دول الجوار.

مصر السيسي منعت السوريين من التعلم في المدارس وضيقت عليهم من خلال أجهزة المخابرات ومنعت أقاربهم من زيارتهم كما اعتقلت بعضهم وهددت بعضهم الآخر بالترحيل إلى حضن الأسد.

لا يزال الكثير لنقوله، ولكن المختصر في هذه المادة أن اللاجئ السوري ضحية التعاون الوثيق بين بشار الأسد والدول الإرهابية في العالم التي تريد استمرار حليفها الدكتاتور في الحكم ، فسعت إلى إذلال السوريين في الخارج بينما يتكفل الأسد بقصفهم بالبراميل في الداخل.

 

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث