الرئيسية » غير مصنف » تساؤلات مشروعة ‎

تساؤلات مشروعة ‎

مر العمانييون بأوقات عصيبة منذو ان أعلنت قناة الجديد اللبانينة في اغسطس الماضي انها حصلت على معلومات موثوقة تؤكد إصابة السلطان قابوس بمرض عضال لا شفاء منه وانه على وشك الاحتضار، وكعادة الاعلام المثير للانتباه قدمت القناة موجزاً عن حياة السلطان قابوس في بعض مراحلها المفعمة بالعطاء ودورة الكبير في إخماد الكثير من بؤر التوتر في المنطقة.

وبقدر ماكان الخبر مثيرا ومزعجا بقدر ما طرح الكثير من التساؤلات التى ظلت تدور في عقول الكثيرين دون ان تجد إيجابات شافية ، حول حقيقة الخبر ؟ وكيف وصل الى القناة ؟ ومن الجهات التى سربت الخبر ؟ وطريقة نشر الخبر التى تنم عن أعداد محكم ومدروس وبطريقة احترافية تثير الكثير من الشكوك تتجاوز في العرف الإعلامي السبق المجرد للخبر ، ولعل من منظور المتابع والمراقب ان يمتد الشك الى احتمال ومهما كان الاحتمال بعيدا الا ان جهات من داخل البيت العماني قد تكون هى من تقف خلف تسريب الخبر لحاجة في نفسي يعقوب ،وان اختيار القناة لم يكن استعباطيا ، ومما زاد الطين بله كما يقول المثل العماني تأخر الرد الرسمي العماني على خبر قناة الجديد الامر الذي عكس صورة من الارتباك والتخبط انتابت المؤسسة الرسمية ولم يجليها للاسف ذلك البيان الخجول الصادر من الديوان السلطاني والذي أتى متأخراً وعلى استحياء مؤكدا ان السلطان في اجازة وانه يخضع لفحوصات وفق برنامج محدد. ودون ان ينفي بشكل قاطع وواضح ما تطرقت اليه القناة من تفاصيل

ليقوم البعض بعد ذلك وعلى أمل احتواء الخبر وتداعياته النفسية والعاطفية على المواطنين بشحذ الأقلام المرتزقة والمتزلفة والمعروفة بنفاقها وافلاسها لتكيل التهم والآستهزاء بالقناة في محاولة بائسة للتشويش على الخبر وإذابته في معمعة تلك البلبلة المصطنعة ، ومحاولة تشوية سمعة قناة الجديد ومالكها والى غير ذلك من السخافات التى عجت بها الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي لأيام متتالية ، الامر الذي يبدوا انه أستفز القناة لتؤكد مجددا خبر حالة السلطان الصحية وثقة مصادرها التى استقت منها خبر مرض السلطان. وكم كنا في غنى عن مثل تلك الأقلام المفلسة لو اننا أحرجنا بيانا اكثر وضوحا يجلي الحقيقة ويقطع دابر الشك

العمانييون بحق يحبون السلطان قابوس الى حد يفوق الخيال ويكاد ان يرتقي الى مستوى التقديس ف اليه يعزون فضل النهضة وما وصلت اليه عمان من أمن واستقرار وازدهار. وبقيادتة الحكيمة عبر بشعبة وبكل اقتدار مجاهل الجهل والمرض والخوف والفاقة ، ناهيك عما يتمتع به السلطان من مكارم الأخلاق، عفوا، وتسامحا ، وكرما ، ورحابة صدر ، وكأن شمس العمانيين لم تشرق على مثلة.

تلك هى سمة العمانيين مع السلطان قابوس الا ان المثقفين وأرباب الفكر والسياسة ورجال الحسابات والحقل والبيدر تدور في اذهانهم تساؤلات اخرى ربما لا يلتفت اليه العامة كثيرا ، الا انها تظل تساؤلات مشروعة وفي غاية الأهمية والخطورة ، فعمان تبقى في البداية والنهاية ارضا وشعبا وتاريخا ووطنا تحيط بها الخطوب من كل حدب وصوب وأقدار الله ومشيئته نافذة لا راد لها وسنن الله الكونية لا تتوقف عند احد ولا تقبل الاستثناء ولا التجزئة ولا تعرف المحسوبية ولا جبر الخواطر.

ولعل ابرز التساؤلات التى تعصف بأذهان النخب العمانية في ظل غياب اى اطلاله للسطان قابوس بالصوت او الصورة او كليهما معا تطمن العمانيين عى حقيقة وضع السلطان الصحي وقدرته الفعلية على الإمساك بزمام الأمور هى تلك التساؤلات التى تمس إدارة مؤسسات الدولة خاصة اذا ما علمنا ان الوزارات السيادية ابتداءا برئاسة الوزراء ومروراً بوزارة الدفاع والخارجية والمالية وقيادة الجيش والأجهزة الأمنية كلها من اختصاصات السلطان فضلا عن صلاحيات اعلان الحرب والأحكام العرفية والطوارئ وإصدار القوانين والتشريعات.

تساؤلات يجدها كثيرون حقيقية ومنطقية خاصة في هذا الظرف الحرج الذي تمر به المنطقة وهي تتقاذها مؤتمرات و مؤمرات تسعى الى اعادة انتاج سايكس بيكوا من جديد وفق خارطة جديدة تعيد تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتفتح باب التناحر المذهبي والطائفي على مصراعيه. وعمان قطعا ليست مستثناة من تلك المخططات الشيطانية.

وهكذا سوف نجد أنفسنا نطرح التساؤلات تلو التساؤلات وكأننا ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها حتى تنجلي الحقيقة الغاًئبة و تتضح لنا الصورة الكاملة التى لا يعتريها الشك ولا تخترقها الظنون كالشمس في رائعة النهار ، تساؤلات هى حقنا المشروع في الاطمئنان على حالة سلطاننا الذي عايشناه وأحببناه وواليناه في السراء والضراء وفي المنشط والمكره ،انه حقنا وحق عمان علينا ، عمان الوطن ، وعمان الارض، وعمان الدولة.
سعيد جداد – ابو عماد

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.