الرئيسية » غير مصنف » هكذا هم المنتصرون، يفرحون أخيراً

هكذا هم المنتصرون، يفرحون أخيراً

غزة انتصرت، ليست لأنها الأذكى وليست لأنها الأكثر قدرة وليس لأن الأعداء أغبياء ! بل لأنها صبرت رغم أنهم أوصدوا جميع الأبواب والنوافذ عليها. غزة تعلمت درسها جيداً، فعولت على نفسها، ونفسها فقط، اَسات على جرحها ولمت شملها. انتصرت لأنها الأثبت اعصاباً، والأقل انفعالاً والأكثر إيماناً، إنها من تراب هذا الوطن وإلى التراب تعود.

غزة انتصرت ليس بحسابات العسكر و الجنرالات بل بحساب أحرار العالم. ذاكرة غزة حادة، كان درساً واضحاً و هذه المرة لن تنساه أبداً.. ألا وهو أن تعول على نفسك ونفسك فقط، حيث لم تكن المعادلة العربية بل والإقليمية ناجعتان فى حسم أى معركة مع الأعداء، لذا مرة أخرى وإلى الأبد لابد أن تعول على نفسك ونفسك فقط. رغم إنه إنتصار بلون الدم شديد الوضوح. لسان فلسطين يقول: هكذا هم المنتصرون … يفرحون أخيراً.

سنفرح أخيراً وكثيراً إذا ما حققنا وحدة وطنية فاعلة وناجزة بما يضمن الوحدة السياسية والجغرافية الفلسطينية، سنفرح إذا ما كان قرارنا السياسي والوطني مستقلاً، سنفرح إذا ما شرعنا ببناء دولة حرة تقوم على العدل والمساواة وبالتأكيد ديمقراطية تضمن التعددية الفكرية والتداول السلمي والإنتقال السلس للسلطة، سنفرح إذا ما أنجزن دولة ديمقراطية عادلة، إذا ما إستطعنا أن نقيم حياة سياسية ومدنية راسخة، سنفرح إذا ما خاض شعبنا المناضل الإنتخابات الرئاسية والتشريعية بطريقة شفافة، فشعبنا يستحق نظام سياسي يعمل على خدمته وحراسة أهدافه القومية والوطنية، وأوقفنا وإلى الأبد حرباً مرة ساخنة، ومرة باردة بين فتح وحماس. سنفرح إذا ما تم بناء مؤسسات ذات شفافية, سنفرح إذا ما أعدنا بناء المنازل للمهجرين، وفتحت المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز البحث العلمي والحدائق، وتمتعنا بإعلام حر وقوى سنفرح إذا ما كان للفلسطيني حق التنقل والسفر حيث شاء في أى وقت أراد وأنشأنا مطارنا وميناءنا الدوليين، سنفرح إذا ما شيدنا طريقاً اَمناً بين غزة والضفة يعمل على مدار الساعة، نفخر بهما ونحافظ عليهما، سنفرح بتحرير أسرى الحرية وبالتعبير الفلسطيني بتبيض السجون، سنفرح إذا تمكنا من توفير العدالة الناجزة للناس, سنفرح إذا ما وجد الشباب والشابات فرص للعمل والإبداع، سنفرح إذا ما أقمنا نظاماً للضمان الإجتماعي لتأمين حياة كريمة لكبار السن والعجزة والنساء والمعوزين والعاطلين عن العمل من الحاجة وذل السؤال. سنفرح إذا ما أنشأنا المستشفيات ووفرنا العلاج، سنفرح إذا ما أمنا وصول الكهرباء بصفة دائمة والمياه النظيفة للبيوت، إذا أقمنا شبكة صرف صحي, سنفرح إذا ما اختلفنا بشرف لم نتقاتل بل حرمنا التلويح به أو اللجوء إليه وتم حل وحسم الخلاف بطريقة حضارية توفر علينا الكثير، سيتم ذلك كله بالنضال والمقاومة لدحر الإحتلال وإلى الأبد سنفرح أخيراً بكلمة لطالما انتظرها الشعب ألا وهى التحرير والإستقلال.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.