الرئيسية » غير مصنف » انت لنا و محسوب علينا!

انت لنا و محسوب علينا!

قالوا له انت منا و نحن لك في كل حين، انت محسوب علينا، انت عارف بالنضال، و بفن السياسة أدرى العارفين ، نحن ندعوك بالوصاية ان تكون سائراً للجهاد،اليوم يوم الحصاد،هناك الكل بانتظارك انها ساعة الصفر و قد لاح بالأفق يوم النصر المبين.
قال: أنا ؟ و ما لي من هذه الدنيا بعد ان وهبت كل علمي و اجتهادي باخلاص و ضمير، و نذرت ايام عمري ساكباً من ندى النفس مشاعر حبي و امتناني لكل من سار معي على اشواك الدرب الطويل.
و في زوايا ذاكرة الفكر كنت للحق شادياً بصوت يعلو شاكراً بالامتنان مع الشاكرين.
قالوا: انت واحد منا، كنت لنا خير اخٍ على درب الثائرين و قدوة النضال و استقامة عدل الاحرار الساهرين.
قال : و أنا بباب الحكمة كنت ساهراً أعطى اليسير، و بالحلم أفنى الكثير، و بعنفوان عزم الشباب كنت غيث العطاء للظامئين و سراج نور خيرٍ و رشيد لمن بالهفوات تاهوا بعد ان اضلهم غِمام ضباب السبيل.
قالوا: انت منا في الصلاة و الصيام ، و اليوم محسوب علينا بقداس العودة على طريق الأمال و الآلام و الهداية لصراط مستقيم.
قال: أنا ؟ و الرسالات جامعات الوجود من ارض عاد و ثمود بجنة آدم لنوح و ابراهيم جدُ أجداد الجدود أني على وعد الوعود باقٍ على عهد العهود و للحق بالود ودود.
قالوا: انت لنا و اليوم محسوب علينا انه يومٌ يدوي فيه صوت النفير، انت في سجن الولاة انت عبد و أسير، ها نحن في كل وادي ننادي و نستغيث لكسر غل قيد،و لالتأم جرح قيحٍ في جناحنا الكسير،
قال: هل هذا سر من أسرار الفؤاد ام انه علم دفين بقعر وادي اديم ؟، حسبي الله و نعم الوكيل كنت بالأمس أحيا في صوامع عتمة و زنازين و كأني للجلاد عبد اتلوى في الظلام و قد لوى الجوع اضلعي و خنقت المنايا انفسي بينما أنتم تحت اقدام الطغاة ندبا و نوحا و لهم سجداً مع الساجدين.؟
قالوا: نحن أبناء الولاة نجيد حكم الحفاة و نستخف قيد الغزاة و ان اردنا نعيد الحياة للرفاة الباليات بعد غمرة نوم المماة .
قال: يا لطيف الطف بالعباد و فقراء الرغيف واكفِ بخبز الكفاف كل طاهر شريف و اغث من كرم الغيث من عاف قليل العيش للعفاف بملئ قلب خفاق عفيف.
قالوا: انت معنا و لنا في الأعوام العجاف، اذا أجدبت رياض الدنيا في السهول و الوهاد و أصاب الرزق عقود الركود الممزوجة بالقحط و الجفاف.
قال: مهلاً اي فرقة في المشرق بهكذا عناد تنادي لكي تملئ سويعات العمر فرقة ترمي طوائف الأوطان بسهامٍ تُحرفُ آيات الكتاب و تمحق رسالات الإيمان،و تكحل الأحلام بالجهل و تطلي أحداقٰ المستقبل بالسواد و تعفر الهاماتِ بالرماد،و بثقل جرجرة الأصفاد و سلاسل الأعناق تبيع ناصريها لقسوة الدهر و متبعيها لعبودية الأيام .
قالوا:لا تخف نحن معك أخوة في الطريق، نبني لك في جنان الآخرة قصورٌ من ديباج و حرير، فيها حوريات عاريات و ينابيع رقراقة جاريات، و قوارير خمر طيبات المذاق من عيون ساريات صافيات كالدر سلسبيل.
قال: اه ما أطيب نعمة العيش بكرامة على بساط من صوف او حصير و ايام كد وجد و أمسيات بالكفاف مع صغاري،وليالي جميلات ساهرات دافئات على جنبات غدائر الدنيا يراودني النعاس على عطر ورد نرجس و رياحين، تحت ظلال اغصان شجرة الحياة تداعبني نعومة أصابع الجنس اللطيف.
قالوا: و صدى الصوت يرجع من زوايا الجهل لقد أضل السبيل هذا العبد الذليل ! كافر ملحد خارج عن الملة أفاك عميل،
قال: بالله عليكم هل عندكم من خبايا علم حِكمتكم و كنوز ثرواتكم و فسيح فردوس جنانكم للفقراء و المساكين في هذه الحياة الدنيا و لعبيد الأيام التي جرعت كأس خل البؤس و شبعت مرار خبز الشقاء قليلٌ من نعيم جنات الاخرة التي هي لكم مستقر و انتم تحت ظلالها آمنين مخلدين ؟!
لم يبقى لصدى الصوت الا تمتمة مبهمة دحرتها الغباوة و همهمة تتلاشى في فضاء ظلمة الجهل،الى الجحيم، كافرٌ ملحد خائن بائع الضمير.

علي خليل حايك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.