ذكرت مصادر إخبارية في طهران أن السلطات الإيرانية أقنعت بشار الأسد بإعطاء "حزب الله" الضوء الأخضر، ومنحه صلاحيات واسعة، بالإضافة إلى تسخير إمكاناته للحزب في حالة خوضه حربًا في جبهة الجولان.
وذكر المصدر لصحيفة الحياة أن طهران قد أوعزت إلى الأسد بفتح باب الجهاد للراغبين في مقاتلة الكيان الصهيوني عبر الجولان، وتحويل مسار الأزمة السورية بجعل المنطقة جبهة مواجهة مع "الإسرائيليين".
ولفت المصدر إلى أن "اتفاقًا حصل بين الجانبين الإيراني والأسدي على ضرورة مواجهة أي اعتداء جديد من الكيان الصهيوني وعدم الانتظار لاتخاذ قرار بالرد، مع تأكيد على ضرورة أن يكون الواقع الميداني هو الذي يحدد سقف التسويات أو التوافقات الدولية من خلال إعادة ترتيب أوراق المواجهة مع الكتائب الثورية واتخاذ برامج واضحة، ما انعكس على العديد من المواقع سواء في ريف دمشق أو حمص أو حلب".
ويؤكد المراقبون أن الدعايات التي تبث عن فتح جبهة الجولان لمواجهة العدو الصهيوني إنما هي لتشتيت الأنظار عن الوضع المتأزم في سوريا، والممارسات القمعية التي ينتهجها النظام السوري ضد الشعب، بهدف تأصيل فكرة ممانعة النظام السوري، والتي كان دائمًا يترنم بها في العهود السابقة وبان اليوم زيفها وكذبها.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط قد ذكرت عن مراقبين قولهم: إن إعلان نصر الله أعاد للأذهان تجربة الحزب في الجنوب اللبناني عقب الانسحاب "الإسرائيلي" إلى الشريط الحدودي، ومن جهة أخرى أدخل بيئته في نفق آخر نظرًا لردود الأفعال الساخطة على مشاركة الحزب في القتال بسوريا إلى جانب بشار الأسد.
وبينما يدخل "حزب الله" في معركة جديدة، يتوقع المراقبون فشلها الذريع لعدة عوامل، على رأسه الطبيعة الجغرافية، حيث يخوض حربًا على أرض غريبة، كما يأتي احتلال الجيش "الإسرائيلي" للهضبة عنصر تفوق له، حيث تضمن له سهولة الدفاع والقدرة على تهديد المناطق المحيطة.
ثم يأتي – بحسب المراقبين – سبب آخر يقضي بفشل الحزب في جبهة الجولان، وهو البيئة الحاضنة للحزب، فحيث كان مقاتلو الحزب يحتمون بأماكن مأهولة بالسكان في حربهم الأخيرة مع "إسرائيل"، ويتخذون المنازل مواقع لتخزين السلاح والذخيرة، إلا أن ذلك بات عسيرًا في الجولان؛ نظرًا للخلاف الحاد بين السوريين أنفسهم على دعم النظام الحاكم، والطرف المؤيد له (حزب الله).
وأضاف المراقبون أن الاحتضان الشعبي لمقاتلي الحزب مستحيل؛ نظرًا لتجربة الحزب بالقتال إلى جانب النظام في القصير وريف دمشق.
كما رأى المراقبون أن الحزب إذا دخل الحرب فإنه سيقسم مقاتليه على 4 جبهات، هي جبهة جنوب لبنان (المشتعلة مع وقف التنفيذ) وجبهة القصير، وجبهة ريف دمشق، فيما يطلق عليها «معركة الدفاع عن المقامات الدينية»، ومعركة الجولان.