حوَّلت الأحداث الدامية التي تشهدها الثورة السورية من مجازر دموية وأعمال عنف مسار حياة مطرب أميركي؛ لتدفعه إلى حب سوريا وتدشين الأغاني الوطنية التي تطالب العالم بالنفير إلى سوريا ومحاربة الأسد.
ويقول ديلان كونور المطرب الأمريكي المتزوج من فتاة حورانية: "سقطت مباشرة في حب سوريا وروحها الأخاذة، من الجلال العميق لمدينة دمشق القديمة إلى شجيرات الليمون في درعا، وهو ما دفعني إلى إطلاق أغنية توثق بدايات الحراك الشعبي ضد النظام السوري، وتسرد معاناة المتظاهرين السلميين بوجه آلة القمع المتوحشة".
وأكد كونور أن سبب تدشينه لأغنية ""فزعة لحوران" جاء من مشاهدة "لوالد زوجتي الذي كان يتابع أخبار قمع التظاهرات، وهو يصرخ طوال الوقت: فزعة.. فزعة لحوران، ووجدت نفسي أردد لاشعوريًّا تلك الكلمات بدون أن أفهم معناها، هناك ولدت الشرارة الأولى للأغنية لتكون من أوائل الأغنيات التي انتصرت لحرية السوريين عبر سرد وتوثيق يكاد يكون حرفيًّا لقصة الثورة السورية".
ونقل موقع أورينت. نت عن المطرب الأمريكي قوله: "عندما بدأت الثورة في درعا، كنت قلقًا على أقارب زوجتي المقيمين في درعا وشعرت بحاجة ملحة لكتابة أغنية تروي ما يتعرض له الأهالي من بطش وقمع رهيب بصدق، في حياتي كلها لم أرَ صورًا عن الظلم والألم كالتي رأيتها في درعا، في تلك الأيام ولم أكن لأصدق أن العالم بأسره يشاهد ما يحدث بدون أن يحرك ساكنًا".
وأشار "كونور" إلى أنه يهب أرباح العديد من حفلاته الفنية لمساعدة المنكوبين في سوريا، وكانت أولى تلك الحفلات في مدينة نيويورك الأميركية في شهر يناير العام الماضي بالتعاون مع موسيقيين أميركيين "نجحنا بجمع 12 ألف دولار تم إرسالها إلى أصحاب الحاجة في الداخل السوري".
وقرر المطرب الأمريكي تكريمًا لثورة سوريا تدشين ألبومه غدًا بعنوان "أغانٍ من أجل سوريا" راصدًا عائدات المبيعات لإرسال مساعدات إنسانية للشعب السوري.
ويضم الألبوم عددًا من الأغنيات، منها: وشم على عظامك، ودم كالنار، وأزمان بدائية، وفزعة لحوران، وعالم مرهق، والحياة لا تنتهي أبدًا، وسوريا.. الشافية. إضافة إلى أغنية من أداء المغنية السوداء ترايسي شامبمان بعنوان "حديث عن الثورة".
ويوجه كونور من خلال ألبومه رسالة إلى العالم قائلًا: "نحن، مواطني العالم، علينا أن نقف إلى جانب آلاف السوريين الذين يعانون جراء ممارسات النظام السوري الوحشية، وعلينا أن نسلط الضوء على الحقيقة، بحيث إن حكومات العالم لم يعد بمقدورها أن تغض الطرف عما يحدث في سوريا من الذبح اليومي للنساء والرجال والأطفال الأبرياء".
وناشد كونور العالم بضرورة العمل في جميع الاتجاهات من أجل مناصرة الشعب السوري، سياسيًّا وإعلاميًّا وثقافيًّا وفنيًّا؛ إذ إن التزام الصمت أمام هذه المأساة المستمرة سيكون وصمة عار في ضمير العالم والتاريخ.