الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » الانتقام من اسرائيل…بنا!

الانتقام من اسرائيل…بنا!

 

بعد حرب العام ١٩٧٣ وما تلاها من اتفاقيات فك اشتباك، قرر الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد خلق "جبهة بديلة"، يواصل من خلالها الصراع المفتوح مع اسرائيل، من دون تعريض نظامه للخطر.
وبعدما فشل في ارساء هذه الجبهة في الاردن، وجد ارضا خصبة له في لبنان.
ومنذ تلك اللحظة، ومهما فعلت اسرائيل، فان الرد عليها يكون من لبنان.
ولذلك، توقع كثيرون ان يأتي رد النظام السوري على الغارات السورية الاخيرة، عبر لبنان أيضا، خصوصا وان عنوان هذه الضربات، هو عنوان ايراني-لبناني!
لكن هذه التوقعات لن تصح، هذه المرة، ايضا، لأن حزب الله، ومنذ نتائج حرب تموز ٢٠٠٦ اعتمد، بدوره، نظرية الجبهات البديلة، اذ انه، وهو في اكثر من محطة مهمة، التزم الهدوء على الجبهة الجنوبية!
لا بل اكثر من ذلك، فان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وفي اطلالته الاخيرة على قناة "المنار"- وهي اطلالة مفاجئة-أوصل لاسرائيل رسالة "تهدئة"عندما طلب وضع "زيحين"تحت  احتمال ان تكون جهة معادية غير اسرائيل هي التي ارسلت الطائرة من دون طيار فوق فلسطين المحتلة لتوريط المنطقة بحرب مدمرة.
وفهم الاسرائيليون الرسالة.
على وقع هذه الرسالة حصلت الغارة على دمشق، وهذه المرة، من دون اي غموض.
ما هي الجبهة البديلة التي أرساها "حزب الله"واعتمدها معه النظام السوري!
قبل الثورة السورية، أعاد "حزب الله"رسم حدود العداء،فجعلها داخل الحدود اللبنانية. أدرج فئات لبنانية في خانة عملاء اسرائيل، وصنف الصراع على السلطة داخل لبنان، في اطار مقاومة مشروع الهيمنة الاميركية.
وعلى هذا الاساس، فان "حزب الله"فتح، منذ حرب تموز ٢٠٠٦، جبهته داخل لبنان!
وبعد أشهر على اندلاع الثورة السورية، وفي اطار قرار ايراني بحماية نظام بشار الاسد، أوجد "حزب الله" جبهة سورية بديلة له، بالتوافق التام مع بشار الاسد.جرى ادراج الثوار السوريين، في خانة عملاء اسرائيل، واعتبر ان محاربتهم وتصفيتهم، هي من الاعمال الجهادية، لا بل ان الحزب، وبعد الغارة الاسرائيلية الاخيرة على دمشق، رفع من وتيرة الهجوم على الثوار السوريين، كما على داعميهم اللبنانيين، واعتبر ان محاربة هؤلاء هي محاربة مباشرة لاسرائيل، واسقاط مدو للمشروع الامريكي الامبريالي!
بعد غارة دمشق، تشعر اسرائيل بالراحة، ويتجرأ مسؤولوها العسكريون على دعوة مواطنيهم في شمالها الى النوم هانئين، فثمة ثقة متزايدة في الكيان العبري، ان هدف حزب الله ومعه بشار الاسد، سيكون سورياً، وربما لبنانياً.
وعليه، ماذا يمكن توقعه؟
مزيد من المجازر في سوريا.مزيد من تورط "حزب الله"في الداخل السوري.مزيد من التشدد في لبنان، على مستويي قانون الانتخابات والحكومة.مزيد من الحذر من وقوع اغتيالات واضطرابات.
وهكذا، انتقل ما يسمى صراعا مع اسرائيل الى حرب مفتوحة على اللبنانيين والسوريين، فالجبهات الداخلية أضحت أفضل جبهات…بديلة!
فارس خشان

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.