عثر السبت على 62 جثة على الاقل في حي سني في جنوب مدينة بانياس الساحلية في شمال غرب سوريا اقتحمته القوات النظامية ومسلحون موالون لها من الطائفة العلوية الجمعة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني "عثر على جثامين عشرات المواطنين الذين استشهدوا خلال اقتحام القوات النظامية يرافقها عناصر من جيش الدفاع الوطني من الطائفة العلوية لحي رأس النبع في مدينة بانياس الذين يقطنه مسلمون سنة"، وان "عدد المواطنين الذين توثق استشهادهم بالاسماء او الصور او الاشرطة المصورة بلغ 62 شخصا".
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم السبت ان مئات العائلات تفر من الاحياء السنية لمدينة بانياس، وذلك خوفا من "مجزرة جديدة" بعد ايام من مقتل اكثر من 50 شخصا في قرية سنية مجاورة.
في غضون ذلك، تتواصل اعمال العنف في مناطق سورية عدة، وتحقق القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني حليف دمشق، تقدما في اتجاه مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص وسط البلاد، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "مئات العائلات تهرب من الاحياء السنية في بانياس خوفا من مجزرة جديدة"، وان هؤلاء بدأوا بالفرار منذ فجر اليوم في اتجاه طرطوس وجبلة جنوب بانياس وشمالها.
وتأتي عمليات الفرار هذه غداة قصف القوات النظامية الاحياء السنية في جنوب بانياس
وبدأت حركة الفرار هذه بعد عمليات قصف لاحياء سنية في جنوب المدينة الواقعة في محافظة طرطوس، وبعد يوم من مقتل 51 شخصا في قرية البيضا السنية المجاورة اثر اشتباكات دارت فيها للمرة الاولى بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.
وقال المرصد ان 10 اشخاص على الاقل قتلوا الجمعة في منطقة بانياس، بينهم تسعة على الاقل في حي رأس النبع في جنوب بانياس. وعرض ناشطون شريطا مصورا يظهر جثثا لاشخاص اعدموا ميدانيا تعود احداها على الاقل لطفل وسط ظلام دامس، قائلين انها لضحايا في رأس النبع.
وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة الجمعة الى مقتل 122 شخصا، بحسب المرصد.
واليوم، قال عبد الرحمن في اتصال هاتفي "يبدو ان ثمة تقدما للقوات النظامية المدعومة بعناصر النخبة من حزب الله في اتجاه مدينة القصير" الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، موضحا ان هذه القوات "باتت على بعد كيلومترات قليلة" من المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وتحدث المرصد اليوم عن اشتباكات عنيفة تدور في البساتين المحيطة بمدينة القصير التي تتعرض لغارات جوية متواصلة، مشيرا الى مقتل 16 شخصا بينهم 12 مقاتلا اليوم السبت.
وقال عبد الرحمن ان "ثمة تصميما لدى القوات النظامية على دخول مدينة القصير"، وذلك بعد ايام من سيطرتها على قرى عدة محيطة بها ابرزها جوسيه الحدودية مع لبنان، بحسب المرصد.
واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب متلفز الثلاثاء ان عناصر من حزبه يقاتلون الى جانب القوات النظامية في ريف القصير، ومشددا على انهم "يدافعون" عن لبنانيين شيعة يقيمون في قرى حدودية داخل الاراضي السورية.
في دمشق، افاد المرصد عن تفجير عبوة ناسفة في سيارة عميد في القوات النظامية السورية في حي مشروع دمر في شمال غرب دمشق، ما اسفر عن اصابة الضابط ومقتل سائقه.
وفي مدينة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، افاد المرصد عن مقتل ستة اشخاص واصابة 25 آخرين بجروح جراء قصف بالطيران الحربي.
وقادت اعمال العنف امس الى مقتل 36 شخصا في حصيلة اولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف انحاء سوريا.تل خمسون شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين أمس الخميس على يد القوات النظامية السورية ومسلحين موالين لها في قرية سنية قريبة من مدينة بانياس الساحلية ذات الغالبية العلوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب "ابادة جماعية".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "بحسب مصادر متطابقة، قتل 50 شخصا على الاقل في اعدامات ميدانية وقصف على قرية البيضا" قرب بانياس في محافظة طرطوس بشمال غرب سوريا.
واوضح ان "بعض الشهداء اعدموا ميدانيا باطلاق الرصاص او باستخدام السلاح الابيض، أو حتى حرقا". ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان "وقوع احداث ترقى الى جريمة ابادة جماعية" في القرية، مشيرا الى ان "قوات الاسد مسؤولة بشكل مباشر" عما جرى.
واعتبر ان "هذه الجريمة" تستدعي "تدخلا عاجلا من مجلس الامن"، مطالبا "الجامعة العربية والامم المتحدة بالتحرك السريع لانقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سورية". وأشار عبد الرحمن الى فقدان الاتصال "بالعشرات من سكان البيضا، ولا يعرف ما اذا كانوا اعتقلوا او قتلوا او فروا"، موضحا ان العديد منهم "لجأوا الى الاحباء السنية في جنوب بانياس لانه لا يمكنهم اللجوء الى المناطق العلوية".
وصباح الجمعة، افاد المرصد ان القوات النظامية "تنفذ حملة مداهمات واعتقالات" في هذه الاحياء، مبديا خشيته من "ان تنفذ القوات النظامية مجزرة طائفية" في هذه الاحياء السنية. واندلعت الخميس معارك عنيفة للمرة الاولى بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة قرب مدينة بانياس ذات الغالبية العلوية، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
وقال عبد الرحمن اليوم ان "النظام لن يسمح بوجود مقاتلين معارضين في هذه المنطقة"، التي تشكل جزءا من المناطق العلوية على الساحل السوري. وادت المعارك الى مقتل سبعة جنود نظاميين على الاقل واصابة نحو عشرين آخرين بجروح، بحسب المرصد.
من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) امس ان القوات النظامية "نفذت عملية ضد اوكار للارهابيين في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس"، وانها قضت على عدد من "الارهابيين" في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس.
ويعتبر النظام السوري مقاتلي المعارضة "ارهابيين". وغادر غالبية الشبان السنة منطقة بانياس بعد الحملة العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في ايار/مايو 2011، بعد شهرين على اندلاع الاحتجاجات المعارضة لنظام الرئيس الاسد منتصف آذار (مارس).
واعتبر المجلس الوطني السوري في بيان مسائي تعليقًا على هذه المعلومات أن "نظام القتل والحقد" ينتقم من اهالي منطقة بانياس لدعمهم "الثورة السورية في بداياتها الاولى". واندلعت الاشتباكات، وهي الاولى من نوعها منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من عامين، في قرية البيضا وهي واحدة من قرى ذات غالبية سنية جنوب بانياس.
وغادرت غالبية الشبان السنة منطقة بانياس بعد الحملة العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في آيار (مايو) 2011، بعد شهرين على اندلاع الاحتجاجات المعارضة لنظام الرئيس الاسد منتصف آذار(مارس). واوضح رامي عبد الرحمن أن هؤلاء "تركوا خوفاً من الاعتقال او الانضمام مجبرين الى القوات النظامية".
وشهدت الاحياء الجنوبية من بانياس اولى التظاهرات المعارضة للنظام في آذار(مارس) 2011، تزامنًا مع اندلاع الحركات الاحتجاجية في درعا (جنوب) التي يعدها المعارضون "مهد الثورة" ضد الاسد.
إلى ذلك، قال المرصد إن القوات النظامية سيطرت على أجزاء كبيرة من حي وادي السايح في حمص، مدعومة بعناصر قوات الدفاع الوطني وعناصر إيرانية ومن حزب الله، موضحاً أن النظام يحاول عزل أحياء حمص القديمة المحاصرة عن حي الخالدية المحاصر. وحذر المرصد من "الانتقام على أساس طائفي من الأسر المحاصرة ومن المقاتلين الذين قاوموا بشراسة، بعشرات محاولات الاقتحام والغارات الجوية".
واشنطن "روعت للمجزرة" التي ارتكبت في البيضا في سوريا
اعلنت الولايات المتحدة السبت انها "روعت" ازاء الانباء التي تحدثت عن قيام القوات التابعة للرئيس السوري بشار الاسد بارتكاب "مجزرة" في بلدة البيضا السورية، وحذرت من ان "المسؤولين عن الخروقات لحقوق الانسان يجب ان يحاسبوا".
وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية في بيان ان "الولايات المتحدة روعت من الانباء التي اشارت الى وقوع اكثر من مئة قتيل في الثاني من ايار/مايو في هجمات وحشية على بلدة البيضا" السنية الواقعة في شمال غرب سوريا.
واضاف البيان "بناء على هذه المعلومات فان قوات النظام وميليشيات الشبيحة دمرت المنطقة عبر قصفها بالهاون ثم انقضت على البلدة حيث اعدمت عائلات بكاملها بنسائها واطفالها".
وخلصت المتحدثة الى القول "لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان"..
مساعدات أميركية إلى الجيش الحر
هذا ووصلت أول شحنة أميركية من المساعدات "غير المسلحة" إلى الجيش السوري الحر، حيث ظهر قائد أركانه اللواء سليم إدريس، بجانب إحدى الشحنات، قائلاً: "آمل أن تكون هذه المساعدات خطوة أولى تتلوها خطوات أخرى، تتوج بأن نحصل من الأصدقاء الأوروبيين على ما نحتاجه في ميدان المعركة".
ونقلت الولايات المتحدة على طائرة "سي – 17" العسكرية الشحنة الاولى من المساعدات التي تم تسليمها في منطقة في تركيا لم يتم الكشف عنها قرب الحدود الشمالية لسوريا.
وعلى الرغم من أن الدفعة الأولى للمساعدات الأميركية إلى المعارضة السورية اقتصرت على مساعدات غذائية وطبية ومناظير الرؤية الليلية ودروع واقية وغذاء، فإن الخطوة نفسها تمثل أول توجه أميركي للتواصل على الأرض وبهذا الحجم مع القيادة العسكرية للمعارضة السورية.
وتأتي هذه الخطوة بعد لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع ادريس في اسطنبول الشهر الماضي واتصالات مكثفة بينه وبين روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا الذي يدير الملف السوري.
فرنسا تندد ب"المجازر" وتدعو لاحالتها الى القضاء الدولي
نددت فرنسا الجمعة ب"المجازر" التي ارتكبت في بانياس في غرب سوريا والتي وصفتها بانها "جريمة حرب" ارتكبتها "الميليشيات والجيش" وطالبت باحالة المسؤولين عنها الى "القضاء الجنائي الدولي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "ان فرنسا تعبر عن استهجانها للمجازر التي ارتكبت ضد السكان السنة في مدينة بانياس الساحلية" والتي تسببت ب"قتل ما لا يقل عن 50 مدنيا بينهم نساء واطفال".
واضاف البيان ان فرنسا "تدين باشد العبارات هذا العمل البشع الذي يعتبر جريمة حرب ويدل على تكثيف لاعمال العنف في سوريا".
وتابع بيان الخارجية الفرنسية "ان هذه المجازر التي ارتكبت من قبل الميليشيات والجيش تكشف كل الوحشية التي يمكن ان يقوم بها النظام الذي يواصل سياسة الارض المحروقة عبر الدفع بشكل واضح الى المواجهة بين الطوائف".
وختم البيان "يجب الا تبقى هذه الجرائم من دون عقاب، وان يحاسب المسؤولون عنها امام القضاء الجنائي الدولي".
وقتل 51 شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين الخميس بايدي الجيش السوري والشبيحة في البيضا في ضواحي بانياس حسب ما قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اوضح ان الوفيات نتجت عن عمليات اعدام وقصف.