قبول العرب بتبادل الأرض مع إسرائيل: عمل مدان وفعل مشين

 

 كتبتا قبل أسبوع أن سفر اللجنة الوزارية العربية لشؤون مبادرة السلام للقاء كيري، لا يمكن إلا أن ينجم عنها تطور سيء، لأن أميركا تريد أن "تحرك" أو "تنشط" عملية السلام، ومبادرة السلام العربية رفضتها إسرائيل.
 
وإسرائيل لن تتراجع، والأسهل هو الضغط على العرب. والحل إذا هو تعديل مبادرة السلام لتعطي كيري ما يذهب به إلى إسرائيل.
 
والأصل أن تُلغى المبادرة بعد أن رفضتها إسرائيل، وأن تحل هذه اللجنة الوزارية التي ليس لها هدف سوى استغلالها للعلاقات الثنائية لبعض الدول العربية مع أميركا.
 
هكذا، وفي غفلة من الزمان ومن الشعوب المنشغلة بدماء أبنائها، قبل الوزراء العرب بمبدأ تبادل الأرض. وهو مبدأ قبلت به السلطة الفلسطينية في التفاوض مع إسرائيل على أي حال. ولكن الخارجية الأميركية فسرته بأن العرب فهموا أخيرا أن حدود عام 1967 يجب أن تتغير، وبأنهم يعترفون بحقائق جديدة على الأرض.
 
أما ننتياهو فلم يشعر حتى بالحرج من وقاحته. وصرح أن الموضوع ليس موضوع نزاع أراضي بل مسألة وجود (كلام كان يوما كلام العرب)، وعلى العرب أن يعترفوا بيهودية الدولة اليهودية. أي أنه صب ماء باردا على الفكرة العبقرية، قبل أن ينتهي كيري والوزراء العرب من تبادل الابتسامات.
 
لا أعتقد أن الوزراء العرب مهتمين بتصريحات نتنياهو، أو حتى بنتيجة ما فعلوه. فليست فلسطين الموضوع بالنسبة لهم. المهم بالنسبة لهم هو رضا البيت الأبيض.
 
أحيانا يحتاج المرء إلى قوة خارقة لتخرجه عن صمته. فماذا يمكن أن يقال في هذا الاهتراء؟ عمل مدان، فعل مشين فعلا.
 
د. عزمي بشارة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى