أوضح فهمي هويدي الكاتب الصحفي، أن الإطاحة بالرئيس السابق وإسقاط نظامه، كان حكم الشعب وعقابه الفورى في الثورة التي كانت إعلانا مدويا عن إدانته وطرد أعوانه من مناصبهم.
وأبدى هويدي تعجبه في مقاله اليومي بجريدة الشروق، من تقديم المخلوع وأعوانه إلى القضاء العادى ومحاكمتهم فى وقت لاحق أمام رجال نظامه وبقوانينه، موضحا أن مبارك مجرم سياسى وليس مجرما جنائيا فكان لابد أن يحاكم أمام محكمة خاصة تحاكم ممارسات نظامه كلها التى خربت البلد وانحطت به.
واعتبر هويدي محاكمة المخلوع أمام القضاء العادى من أخطاء سوء التدبير، قائلا "إذا لم تكن هذه الحواكمات حيلة ماكرة تم اللجوء إليها لكى يفلت من العقوبة التى يستحقها، مشيرا إلى أن الطبقة السياسية فى الحكومة والمعارضة جَبُنت عن اتخاذ قرار سياسى وثورى تحاكم به الرئيس السابق على جرائمه الكبرى بحق الوطن فسلمت الأمر إلى القضاء العادى.
وأوضح أن إسقاط مبارك هو حكم الشعب وقضاؤه النهائى الذي أخذت جماهيره تردد بقوة فى فضاء مصر طوال 18 يوما أن الشعب يريد إسقاط النظام، مبينا الفرق بين الثورة والانقلاب، فالثورة لها شكل يتمثل فى الإجماع الشعبى، أما الانقلاب فتقوم به فئة من الناس مستندين إلى قوتهم العسكرية أو استشعارا منهم لضرورة التغيير، مشيرا إلى أن "كل ثورة تتضمن انقلابا، ولكن ليس كل انقلاب يؤدى إلى ثورة.
ووصف هويدي محاكمة مبارك وأعوانه بالمهزلة التي كان ينبغى تجنب وقوعها من البداية بتقديم الجميع إلى محكمة خاصة لكى تفصل فى براءتهم من عدمها، مشيرا إلى أن تقديم مبارك وأعوانه إلى القضاء العادى كان خطأ ندفع الآن ثمنه، حين صدمتنا أحكام البراءة.