(رويترز): استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني تعقد خطة الولايات المتحدة

 

 اعرب مسؤولون فلسطينيون عن أملهم يوم الاحد الا تعرقل استقالة رئيس الوزراء سلام فياض المدعوم من الولايات المتحدة مبادرة التنمية الامريكية المزمعة للضفة الغربية.
 
واستقال فياض يوم السبت بعد شهور من التوتر مع الرئيس محمود عباس ليترك السلطة الفلسطينية -التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل- وسط حالة من الارتباك في حين تحاول الولايات المتحدة احياء محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
 
وتأتي استقالته قبل مضي اقل من اسبوع على زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري له واعلانه ان واشنطن ستقدم خطة لازالة الاختناقات والحواجز امام التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية.
 
وكان فياض الذي درس في الولايات المتحدة وهو مسؤول سابق في البنك الدولي عين رئيسا للوزراء في 2007 ولقي اشادة من الغرب لجهوده في تطوير مؤسسات تناسب الدولة الفلسطينية المستقبلية. لكن شعبيته لدى المواطنين العاديين تراجعت باطراد مع وصول معدل البطالة الى 25 في المئة وارتفاع الاسعار.
 
وقال مسؤولون فلسطينيون ان فياض الذي وثق به الغرب طويلا كقناة غير فاسدة للمساعدات الغربية لن يتعامل مع خطة التنمية الامريكية في اطار عمله كرئيس حكومة تسيير اعمال.
 
لكن مسؤولا رفيعا في منظمة التحرير الفلسطينية قال "الرئيس الفلسطيني والفريق الذي يختاره هو من سيتولى متابعة تنفيذ المبادرة الامريكية فيما يتعلق بالموضوع الاقتصادي والكل يعلم ان الشأن السياسي هو من صلاحية منظمة التحرير. لا أعتقد أن موضوع المساعدات مرتبط بشخص سلام فياض سواء كان سلام فياض موجودا او غير موجود ستبقى هذه المساعدات تصل.. وصول هذه المساعدات مرتبط بالشعب الفلسطيني وليس بهذا الرجل او ذاك."
 
وقالت حنان عشراوي المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير ان استقالة فياض مسألة تتعلق بالسياسات الداخلية ويجب الا يكون لها تأثير على الجهود الغربية لدعم الاقتصاد الفلسطيني."
 
واضافت انه سيكون تدخلا فاضحا يأتي بنتائج عكسية اذا انزل عقاب بالفلسطينيين بسبب قرار سياسي داخلي وبسبب امر يجري الاعداد له منذ زمن.
 
ومنذ وقت طويل يتشاحن عباس وحركة فتح التي يتزعمها مع فياض وهو شخصية مستقلة بشأن معالجته للاقتصاد الراكد. وزاد عجز الموازنة والدين العام وسط توقعات من البنك الدولي بأن معدل النمو الذي بلغ 11 في المئة في 2010-2011 سينخفض بمقدار النصف في 2013 .
 
وكشف استطلاع اجري هذا الشهر ان نسبة القبول باداء فياض تبلغ 25 في المئة فقط بالمقارنة مع 49 في المئة لعباس و40 في المئة لاسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في قطاع غزة.
 
ورغم سمعة فياض كشخصية نزيهة في الغرب الا ان 78 في المئة من سكان الضفة الغربية يعتبرون مؤسسات السلطة الفلسطينية فاسدة حسب الاستطلاع الذي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.
 
وقال خالد اشرف وهو صاحب مطعم في رام الله "الحمد لله انه رحل اخيرا." واضاف انه بالتأكيد حدث بعض النمو لكنه تلاشى الان وكما هو معتاد فليس الناس في حال افضل.
 
وارجع بعض المسؤولين الفلسطينيين لفياض الفضل في حدوث تقدم لكن قالوا انه يواجه مهمة صعبة لانعاش الاقتصاد في ظل الاحتلال الاسرائيلي وتراجع تدفق المساعدات.
 
وتكره حكومة حماس في غزة التي سيطرت على القطاع بعد حرب قصيرة مع فتح عام 2007 فياض وتعتبره متواطئا في حصار اسرائيل لغزة ومغتصبا لحق حماس في رئاسة الحكومة بعدما اكتسحت انتخابات برلمانية عام 2006 .
 
وقال محمد دار احمد (23 عاما) وهو واحد من 4800 فلسطيني في سجون اسرائيل "امر جيد انه رحل. يفسح ذلك مجالا للمصالحة (بين فتح وحماس)." وتحدث دار احمد لرويترز اثناء جولة صحفية تحت اشراف اسرائيل لسجن عوفر في الضفة الغربية.
 
وقال "ماذا عن المستوطنات.. ماذا عن الاسرى؟ نريد رئيسا للوزراء يحل قضايا فلسطين." ولم يتضح على الفور السبب في سجنه.
 
ويلزم القانون الفلسطيني الرئيس باختيار خليفة لفياض خلال اسبوعين لكن عباس نفسه بقي بعد انتهاء فترته اربع سنوات وما يزال البرلمان معطلا منذ سنوات.
 
وربما يكون عليه الانتظار لاتفاق بعيد المنال بين حماس وفتح قبل ان يعين حكومة وحدة وهو ما قد يستغرق شهورا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى