الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » ظهور آثار الكيماوي في عينات من التربة السورية

ظهور آثار الكيماوي في عينات من التربة السورية

 

عثر على آثار استخدام السلاح الكيماوي في عينات من تربة منطقة خان العسل بريف حلب، والتي سبق أن هربتها الاستخبارات العسكرية السرية البريطانية المعروفة باسم MI6 الشهر الماضي لفحصها في "مجمّع بورتون داون" للبحث العلمي العسكري التابع لوزارة الدفاع.
 
وبناء على هذا التحليل فقد تأكد يقينا ولأول مرة استخدام السلاح الكيماوي في سوريا من قبل قوات الأسد.
 
وكانت نتائج الفحص قد تسربت أمس الى صحيفة "التايمز" البريطانية، فنقلت اليوم عن مصادر عسكرية طلبت عدم الكشف عنها، أن خبراء المجمّع المختصين بالسلاح الكيماوي والبيولوجي اكتشفوا "ما لم يفصحوا عنه علنيا"، مما سيدفع الولايات المتحدة لاتخاذ اجراءات عقابية ضد بشار الأسد؛ انطلاقا مما حذر منه البيت الأبيض في ديسمبر الماضي بأن استخدام الكيماوي في سوريا "خط أحمر" لن تسمح به واشنطن.
 
وكان جهاز MI6 قد هرب العينات، الشهر الماضي، بعد انفجار صاروخ في منطقة خان العسل "أدى إلى استشهاد 21 مدنيا و10 جنود سوريين، حيث أن المواطنين الذين استنشقوا الغازات أصيبوا باغماء فوري ونقلوا الى مستشفيات حلب"، حسبما صرح فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.
 
وقد اتهم المقداد يومها "المعارضة المسلحة" بإطلاق الصاروخ دون دليل، وحتى قادة المعارضة الذين اتهموا النظام السوري لم يقدموا دليلا أيضا على اتهامهم ساعتها، وطالب الاثنان بتحقيق دولي، أيدت تكليفه بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وطلبوا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التوجه الى سوريا للتحقيق في اتهامات الطرفين.
 
وبعد يومين انتشرت أنباء بامكانية أن لا يكون "الكيماوي" ضمن "حشوة" الصاروخ الذي تم اطلاقه من منطقة كفر داعل باتجاه خان العسل، ولا غاز السارين القاتل أيضا، انما كان غازا آخر يسمونه "العنصر 15" واستخدمه النظام بحمص في ديسمبر الماضي؛ كما أنه ليس مميتا ولا مدرجا كسلاح محظور، وأهم أعراضه الشعور بدوار وشلل مؤقت للقوى وارتباك وفقدان للتوازن وضيق بالتنفس.
 
لكن ما تم العثور عليه في "مجمّع بورتون داون" الواقع في مقاطعة "ويلتشر" بالجنوب الغربي لانجلترا، يؤكد بأنه ليس سلاحا تم استخدامه "للسيطرة على التظاهرات والاحتجاجات" في اشارة ممن نقلوا نتائج الفحص الى "التايمز" بأنه ليس آثار غاز مسيل للدموع مثلا أو مسموح استعماله، بل "شيء آخر" لم يتمكن خبراء المجمّع من معرفة الجهة التي استخدمته، ولا اذا تم على نطاق واسع، علما بأنه ليس غاز السارين القاتل بالضرورة، انما كيماوي من الترسانة السورية الضخمة والمتنوعة.
 
وتطابق ما عثر عليه الخبراء البريطانيون مع ما أعلن عنه دبلوماسيون في الأمم المتحدة الخميس الماضي بأن الدول الغربية لديها "أدلة صلبة" على أن أسلحة كيماوية "استعملت مرة على الأقل في النزاع السوري" بحسب ما قال أحدهم طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم ذكر اسمه حين ذكر أنه وسواه "متأكدون تماماً من أن قنابل كيماوية استعملت بشكل متقطع" ؛ بينما أكد آخر وجود أدلة "مقنعة تماماً" أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تدعم الاتهامات ضد نظام بشار الأسد.
 
و عبر بان كي مون خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن هذا الأسبوع عن أسفه لرفض الحكومة السورية عرضه اجراء تحقيق ميداني، في معرض اعلانه عن وصول فريق أول من خبراء التحقيق إلى قبرص التي من المقرر أن يغادرها إلى سوريا لبدء المهمة؛ لكن الحكومة السورية رفضت استقبال الفريق بحجة أن الأمين العام "طلب مهام اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل الأراضي السورية، وهو ما يخالف طلب دمشق من المنظمة الدولية" واعتبرت أن ذلك يعتبر انتهاكاً للسيادة السورية.
 
وذكرت صحيفة "اللوموند" الفرنسية أمس أيضا أن بان كي مون تسلم "ملفا يزخر بالأدلة المقنعة على تورط دمشق في استخدام سلاح كيماوي" الشهر الماضي في خان العسل، بحسب صحيفة "السفير" اللبنانية اليوم في خبر تحليلي. بينما أذاعت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم أنها أجرت اتصالا بوزارة الدفاع البريطانية حول ما أوردته "التايمز" ولم تتلق منها أي تعليق، كما أعربت وزارة الخارجية عن "قلقها العميق" من احتمال استخدام الكيماوي، وقال متحدث باسمها : "لقد أعربنا عن قلقنا للأمين العام للأمم المتحدة ونحن ندعم قراره في اجراء تحقيق".
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.