نفى الجيش السوري الحر أمس أي تنسيق له مع جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، مؤكدا أن لا أحد يمكنه أن يفرض على الشعب السوري شكل دولته.
ويأتي موقف الجيش الحر بعد ساعات من اعلان تنظيم القاعدة بالعراق في رسالة على الانترنت أن جبهة النصرة التي تقاتل ضد قوات الأسد “امتداد له وجزء منه”، وأن هدفها إقامة دولة اسلامية في سوريا.
وسبق للجيش الحر أن عارض القرار الأميركي بوضع جبهة النصرة على قائمة المجموعات المتهمة بالإرهاب، واعتبر أن ذلك لا يخدم جهود الإطاحة ببشار الأسد.
وقال مراقبون إن مبادرة الجيش الحر إلى التبرؤ من جبهة النصرة، ونفي أي علاقة له بها، تعكس مخاوف كبيرة لدى المعارضة السورية من أن يرتبط اسمها بالمجموعات الجهادية ما يؤثّر سلبًا على صورتها في الغرب وعلى مشروعية نضالها ضد الأسد.
ولم يستغرب المراقبون موقف “القاعدة”، التنظيم الذي عرف بمعاداة كل صيغ التنسيق مع الفصائل الوطنية، كما لم يستغربوا سرعة رد الجيش الحر الذي هاجم منذ أيام الإخوان المسلمين ودورهم التخريبي داخل المعركة، ما يؤكد استحالة التنسيق بين القوى الوطنية والمجموعات الإسلامية المرتبطة بأطراف خارجية مختلفة.
كما لم يستبعد هؤلاء أن يضطر الجيش الحر إلى الدخول في مواجهة مع فرع “القاعدة” بسوريا ومع الإخوان.
ولفت المراقبون إلى أن إعلان تبني “قاعدة العراق” لجبهة النصرة السورية يصب في صالح نظام الأسد الذي دأب على وصف أتباع المعارضة المسلحة بـ”الإرهابيين”.
وأكد هؤلاء المراقبون أن توقيت الإعلان بالغ السوء بالنسبة إلى الجيش الحر لأنه يأتي في وقت تريد فيه المعارضة الوطنية استصدار قرار أوروبي يسمح بتزويدها بالسلاح لخوض معركة متوازنة مع النظام.
وتوقع هؤلاء أن يزيد إعلان الارتباط بين النصرة و”قاعدة العراق” في إضعاف موقف باريس ولندن اللتين تدفعان باتجاه الحصول على قرار أوروبي يسمح لمختلف الدول بإيصال الأسلحة إلى المعارضة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة أكدت أكثر من مرة عدم تحمسها لحصول المعارضة على الأسلحة، لكنها بالمقابل ضغطت على دول مثل قطر لوقف إمداد المجموعات المتشددة بالأسلحة والأموال.
ويستغرب محللون أن تظل الولايات المتحدة على هامش ما يحدث في سوريا منتظرة تسوية تبدو مستحيلة دون مشاركةتها، لكنهم يقولون إنها لا تريد أن تعيد التجربة الليبية في سوريا من خلال إغداق السلاح على الجميع لتكتشف في الأخير أن السلاح كان بيد أبرز أعدائها.
وأعلن زعيم تنظيم “القاعدة في العراق” أبو بكر البغدادي أمس “آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الاسلامية”.
كما أعلن البغدادي عن جمع “دولة العراق الاسلامية” وجبهة النصرة تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ويقول المحللون إن إعلان “القاعدة” عن تبني جبهة النصرة سيدفع إلى صراعات دامية بين المقاتلين المعارضين للأسد، ليس فقط بين “القاعدة” والجيش الحر، ولكن أيضا بين “القاعدة” ومجموعات إسلامية أخرى مثل مجموعة أحرار الشام التي قوي حضورها في الأشهر الأخيرة، وتتشكل أساسا من مقاتلين سوريين أغلبهم كان معتقلا في سجون الأسد.