قال السفير البريطاني لدى الكويت فرانك بيكر إن حكومة بلاده «تدعم خطة الكويت للتنمية، وتدعم القوات المسلحة الكويتية وتشارك في الدفاع عن البلاد، إضافة إلى دعم مؤسسات الكويت السياسية والمجتمع المدني وتساعد الدولة في معالجة قضايا حقوق الإنسان».
وأضاف بيكر، في تقرير نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية -قبل نشره- إن «إنعاش الحكومة البريطانية لعلاقاتها مع الحلفاء التاريخيين في الخليج هو أحد أهدافها الرئيسية والكويت لعبت دورا محوريا في ذلك».
وأشار إلى «توقيع اتفاقية تعاون أمنية مع الكويت لحمايتها من الإرهاب كإحدى نتائج زيارة أمير الكويت إلى لندن العام الماضي». وتابع في التقرير الذي تنشره مواقع وزارة الخارجية البريطانية الأسبوع المقبل «رغم من كل ما نسمعه من أنباء متشائمة عن مستقبل الكويت سواء اقتصاديا أو سياسيا فأنا مازلت متفائلا بشدة». وأردف «تواجه الكويت تحديات مثل أي بلد، ولكن لديها الكثير في صالحها من تاريخ طويل للمشاركة السياسية ومثال قوي لديمقراطية عميقة وجيل جديد من الكويتيين المتعلمين تعليما عاليا وقادرين على تشكيل مستقبل بلدهم».
واعتبر بيكر أن زيارة أمير الكويت إلى المملكة المتحدة في شهر نوفمبر الماضي تعكس عمق وقرب العلاقات بين الأسرتين الحاكمتين في البلدين و»أدت إلى إطلاق مجموعة توجيه مشتركة تجتمع كل ستة أشهر وتوقيع اتفاقية أمنية بشأن التعاون الأمني تهدف إلى مساعدة الكويت في حماية نفسها من الإرهاب وأي تهديدات تجاه البنية التحتية الوطنية الهامة والحساسة في البلاد».
وأضاف «على المستوى التجاري تم توقيع صفقة رئيسية مع شركة أميك البريطانية، لتولي العقد الاستشاري لإدارة مشروع المصفاة الجديدة».
وعن الإصلاح في الكويت، قال بيكر إنه «يرفض أن يملي على الكويتيين ما تحتاجه بلادهم» مشددا على قناعته بأن «الكويت مثل بريطانيا بلد بطبيعتها تتمتع بغرائز التفكير الإصلاحي».
وأضاف «في بعض الأحيان قد يكون هذا الإصلاح أبطأ مما يرغب البعض، وفي كثير من الأحيان قد يكون نقطة نزاع ولكن على مدار التاريخ، تأتي عملية الإصلاح في اتجاه واحد فقط». وتابع «مثل أي بلد، رحلة الإصلاح في الكويت كانت نقطة تحول، وفي الوقت الحاضر، أرى ايجابية حقيقية على الصعيد الاقتصادي، خاصة في بعض التشريعات التي تدعم نمو القطاع الخاص، وهو أمر حاسم لتنمية أي بلد».
ورأى بيكر أن مرور الكويت بمجادلات سياسية «جزء لا يتجزأ من أي ديمقراطية وأن الخلاف المفتوح وتبادل الأفكار هما أحد النقاط الأساسية والجوهرية لبناء أي مجتمع ديمقراطي». واعتبر أن الكويت هي التي «تحدد الأسلوب المناسب لها، من خلال الحوار و السياسة والاحتجاج ومواجهة الاحتجاج والوسائل السلمية التي يمكن من خلالها إيصال صوت الشعب».
وأضاف «الديمقراطية لا تدور فقط حول الانتخابات ولكن حول الثقافة والفكر والتعليم والمجتمع المدني. عبر هذه المجالات لقد رأيت في الكويت بعض السياسات الأكثر حيوية بالمقارنة مع أي مكان آخر رأيته في العالم». ونفى السفير بيكر بعض التقارير التي تقول إن المملكة المتحدة تهتم بالعلاقات التجارية أكثر من حقوق الإنسان والإصلاح السياسي، وقال إنه» لم يسمع توجيه هذه التهمة لبريطانيا من الكويتيين». وشدد على أن حكومة بلاده «تدعم خطة الكويت للتنمية من خلال الخبرات التي يمكن أن تقدمها الشركات البريطانية وكذلك ندعم القوات المسلحة الكويتية وتشارك في الدفاع عن البلاد، إضافة إلى دعم مؤسسات الكويت السياسية والمجتمع المدني ونساعد البلاد في معالجة قضايا حقوق الإنسان». وكانت السفارة البريطانية بالكويت استضافت مؤخرا مؤتمرا لمناقشة الموازنة بين حرية التعبير عن الرأي والأمن.
ويشير بيكر الى أن «المؤتمر أكد ضرورة وجود موازنة بين حرية التعبير عن الرأي وقضايا الأمن والتحريض والتشهير».