“البطش”.. عائلة غزاوية أبادتها قاذفات الطائرات الإسرائيلية

“مشهد بشع”..و”جريمة حرب قذرة ارتكبها الاسرائيليون”..” عائلة بالكامل تباد بالقذائف”..بهذه الكلمات عبر الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة عن الجريمة البشعة التي ذهبت ضحيتها عائلة “البطش”، بعد أن نفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على العائلة في حي التفاح شرقي مدينة غزة مساء السبت, حيث قتل 18 من العائلة وأصيب 50 آخرين بجروح خطيرة.

لقد ذهب ضحية الغارة أطفال صغار أمثال الصغيرة “منار 13سنة” ووالدتها وشقيقها “جلال” وشقيقتها الكبرى “مروة”وعدد من اخواتها، في جريمة بشعة لن تمحوها الأيام ولن تنسى مع مرور السنوات، ستظل شاهدة على جرائم العدوان الاسرائيلي، وصمت ونفاق المجتمع الدولي، وخذلان عربي واسلامي.
عائلة البطش تقطن في حي التفاح شرقي مدينة غزة وهي من العائلات الغزاوية الشهيرة، تكفلت الغارات الاسرائيلية بإبادة الأسرة بأكملها في مشهد “بشع” و”جريمة الحرب”، ومن بين الضحايا الـ 18 من عائلة البطش، انتشلت الطواقم الطبيّة جثمان أسرة كاملة، مكونة من أب وأم، و7 من أبنائهم وهم: الطفلة (منار)، ووالدها (ماجد 56 عاما)، ووالدتها (آمال 49 عاما)، وشقيقتها (مروة 25 عاما)، وأشقائها (بهاء 28 عاما) و(جلال 26 عاما) وإبراهيم (18 عاما) و(خالد 20 عاما) و(محمود 22 عاما).

وقال شهود عيّان إن أجساد الأطفال والنساء اختلطت بالركام، وتحولت إلى أشلاء ممزقة، وسويّت طوابق المنزل تحت الأرض، برفقة أصحابها لتنهار معهم كافة الذكريات من شهادات وألعاب، وكتب مدرسية، وأحلام بقيّت حبيسة الجدران المنهارة،وتقول إسرائيل إنها استهدفت “تيسير البطش” مدير جهاز الشرطة المدنية في قطاع غزة، والذي أصيب بجراح خطيرة في الحادث، ويصف أحد أقارب العائلة ما جرّى بـ”المجزرة البشّعة”، ويضيف:”إنّ المشهد لا يمكن وصّفه فقد أحيل المكان إلى كتلة من الغبار والدمار الممزوج بالدم والأشلاء.

وتعد هذه أكبر حصيلة لمجازر العائلات في استهداف إسرائيل للمنازل السكنية منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الاثنين الماضي، والذي خلف حتى الآن أكثر من 160 قتيل ونحو ألف جريح، ولن تلتف هذه العائلة مرة أخرى، حول مائدة الإفطار أو السحور، إذ انتهت جلساتهم وأحاديثهم القادمة عن كل التفاصيل.

ويبكي جيران عائلة البطش، وهم ينبشون في الركام عن أشياء استحالت إلى أحمر قانٍ، ويعلو صوت أحدهم بغضب: هنا تناثر قلب”ماجد” و” هذه يد الصغيرة منار”، ويقول أحدهم وهو يواصل رحلة البحث عما تبقى من ذكريات: “ما ذنب هؤلاء الأبـرياء، لم تكن أيديهم تحمل مدافع ولا رشاشات”، ويصف رامي عبده، رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، استهداف العائلات في قطاع غزة بـ”القتل المنظّم”، وقال عبده”إن إسرائيل تتعمد استهداف العائلات، وإبادتها بشكل كامل، دون أن تُلقي بالا لأي معايير إنسانية ودولية،وتساءل عبده عن بنوك الأهداف التي تحققها إسرائيل في غزة، مؤكدا أن ما يجري جريمة ضد الإنسانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى