(داعش) يتوعد (المانيا) وخبير يكشف مغريات التنظيم للشبان للسفر الى سوريا
قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز، أن تنظيم داعش يقدم عديد المغريات للشبان الألمان للسفر الى سوريا من أجل القتال في صفوفه.
وأضاف “لودرز” في حديث لـ “DW ” تعقيباً على نشر التنظيم على الانترنت شريط دعاية في فيديو باللغة الألمانية، يدعو المسلمين في ألمانيا إلى قتال “الكفار”، أنه كان هناك عدة أشرطة فيديو دعائية باللغة الألمانية، ومن بينها فيديو لمغني الراب دينيس كاسبيرت. أما وجود مشهد إعدام في نهاية الفيديو فهذه مسألة لم تحدث من قبل في فيديو (لداعش) باللغة الألمانية. ومن هذه النقطة يكون هذا الفيديو شكلا من أشكال التصعيد.
وعن كلا الجهاديين التابعين لـ”لدولة الإسلامية”، الذين يظهران في الفيديو، قال : ” لا يُعْرَف عن هذين الشخصين إلا القليل حتى الآن، ونحن لا نعرف خلفياتهما حتى الآن. لكن اتوقع أن تفعل السلطات الأمنية كل شيء من أجل توضيح هويتهما”.
وعن رأيه في طريقة صناعة هذا الفيديو، قال “لودرز” : “في الواقع طريقة الصناعة، مثل كل مظاهر حضور تنظيم “الدولة الإسلامية” في شبكة الإنترنت، طريقة احترافية – من ناحية التقنية، وبالنظر إلى الفئة المستهدفة في أوروبا، التي يصبو إليها التنظيم. وبطبيعة الحال، بها نفس روح احتقار الإنسان، كتلك الناجمة إجمالا عن تمدد “الدولة الإسلامية” في المنطقة.”
وفي الفيديو تتم دعوة المسلمين في ألمانيا والنمسا إلى السفر إلى سوريا والعراق والانضمام إلى الجهاد. وتم تصوير الجهاد في الفيديو كأنه “عطلة” و “سياحة”، اعتبر الخبر أن هذه محاولة بطريقة دعائية لإضفاء مظهر سعادة على القتال في سوريا والعراق لأظهاره باعتباره نوعا من أعمال النزهة الجماعية، أو تجربة حيوية جماعية. وهنا محاولة للوصول إلى شباب مسلم موجود في ألمانيا وأوروبا، ويعاني من عدم الاستقرار نفسيا ويبحث عن هوية؛ من أجل استدراجهم للطريق نحو سوريا. وهذا جزء من الدعاية ومن آلية التجنيد الموجودة لدى “الدولة الإسلامية”.
أما عن دعوة من المسلمين في ألمانيا والنمسا إلى قتل “الكفار”، ذبحهم بالسكين، في البلدان الناطقة باللغة الألمانية، قال “لودرز” : “الدعوة نفسها ليست جديدة، أما الجديد فهو أن يتم ذلك الآن باستخدام اللغة الألمانية. حيث إنها لم تكن موجودة بهذا الشكل حتى الآن. هنا تجري محاولة على ما يبدو لاستهداف المجندين المحتملين في البلدان الناطقة باللغة الألمانية. وهذا هو الجديد وليس نوع الدعاية في حد ذاته. والجدير بالملاحظة هو الإصرار على قطع رؤوس الخصوم، والذي يظهر للعيان أكثر وأكثر كنوع من “العلامات التجارية” لتنظيم “الدولة الإسلامية”.”
وحول اعتقاده لامكانية تجنيد “الدولة الإسلامية” عنصار في ألمانيا قال :” يمكن القول ببساطة أن هذا لا يزال كلاما في الهواء. إذا وضعنا في الاعتبار أن هناك من فرنسا أو بلجيكا مجندين تصل أعدادهم بوضوح لبضعة آلاف شخص قد انطلقوا في اتجاه سوريا، وأن من منطقة وسط آسيا أو تونس انطلق نحو خمسة آلاف مقاتل نحو “الدولة الإسلامية”، أما هنا في ألمانيا فتقول سلطات حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) أن عدد الجهاديين الذين كشفتهم هنا في البلد هو 700 جهادي، وهو عدد صغير نسبيا”. مضيفاً :” وهذا طبعا مسألة تتعلق بالتفسير. إذ يمكن القول أنه إذا كانت “الدولة الإسلامية” بحاجة إلى القيام بدعاية الآن في ألمانيا من أجل تجنيد مقاتلين، فإنها تفعل ذلك من موقف ضعف. ومن الواضح أن ألمانيا ليست الأرض المثالية لتجنيد مثل هؤلاء الجهاديين. ومن ناحية أخرى، يمكن القول أيضا، أن الدولة الإسلامية تستنزف كافة مصادرها لأنهم يعرفون أن هناك رواسب معينة توجه إليها الدعاية.”
وفي نفس الفيديو، وجهت شتائم إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وأطلقت تهديدات بالانتقام منها، وخاصة لأجل المسلمين الذين قتلوا في أفغانستان، يرى الخبير في شؤون الشرق الاوسط أنه “بالطبع يعرف هؤلاء النشطاء (الجهاديون) أيضا أنه لا توجد لديهم أي فرصة لإلحاق الضرر بالمستشارة الألمانية. لكن يمكن القول إجمالا إنهم يتباهون بشدة دائما على أمل العثور على شباب مسلم ساذج، وغير متعلم، غِرّ وفاقد للتوجه، يعتبر ذلك أمرا جيدا. هنا يظهر أحد الأقوياء أخيرا إلى أي مدى تسير المسألة! وهذا الجزء النفسي يلعب دورا هاما. لذلك يجب أن تؤخذ الرسالة على محمل الجد أكثر من مجرد أنها تمثل دعاية ذكية جدا. لكن يجب أن لا تعطى قيمة بأفتراض أنّ حياة المستشارة ستتعرض للخطر الآن.
فيما يتعلق بالتهديد بالانتقام وإمكانية أن يؤخذ على محمل الجد، قال: ” ربما يكون هذا أيضا رد على قيام الحكومة الألمانية بإمداد قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق بالسلاح. وربما يفهم هذا التهديد أيضا على أنه تنبيه: إذا واصلتم السير في هذا الطريق، فسوف نرد بشكل مناسب، من خلال مثلا أن نقوم بدورنا بتسريب مقاتلين إلى ألمانيا، عبر رحلات اللاجئين على سبيل المثال. وسنحاول زعزعة استقرار ألمانيا. وهذا هو السياق الكامن في هذا الفيديو.”








