وطن – سخر سياسيون ونشطاء مصريون، من دار الإفتاء في بلادهم بسبب دعوة أصدرتها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي تبدو محسومة لرئيس النظام عبدالفتاح السيسي المدعوم من أجهزة الدولة.
وانتشرت على مدار الساعات الماضية، فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية أوضحت فيها الحكم الشرعي بحق الممتنع عن التصويت في الانتخابات.
ففي هذه الفتوى، قالت دار الإفتاء المصرية: “حث الإسلام المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة، وأمر المسلم بأداء الأمانة بكل أنواعها وأشكالها؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]”.
وأضافت: “لا شك أن الشورى هي الديمقراطية التي يجب أن يتربى عليها أبناء المجتمع ليكونوا أمناء صادقين، والشورى لازمة وواجبة بين أفراد الأمة لاختيار عناصر سلطتهم التشريعية، ويجب على من توافرت فيه الصلاحية لأداء هذه الأمانة أن يدلي بصوته الانتخابي ولا يتأخر عن القيام بهذا الواجب بصدق وأمانة ونزاهة وموضوعية”.
وتابعت: “وعلى ذلك: فالممتنع عن أداء صوته الانتخابي آثمٌ شرعًا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأيِّ وسيلة من الوسائل، وكذلك من ينتحل اسمًا غير اسمه ويدلي بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل يكون مرتكبًا لغشٍّ وتزويرٍ يعاقب عليه شرعًا”.
سخرية واسعة من دار الإفتاء
فتوى دار الإفتاء المصرية أثارت سخرية واسعة بين السياسيين والنشطاء المصريين، فقال نائب رئيس الجمهورية الأسبق محمد البرادعي: “الاجتهاد فى الإسلام”.
وسخرت الكاتبة إسراء الحكيم: “لازم يترد عليهم بصوت توفيق الدقن أنا راجل لعين يا أخي”.
وكتب الشاعر عمرو قطامش: “لا يصحّ أبداً نردّ على دار الإفتاء طالما أصدرت فتوى لازم نحترمها ونعمل بيها لكن السؤال الأهم لدار الإفتا.. هل تروْنَ يا شيوخنا أنّ هذه انتخابات حقيقية؟”.
انتخابات رئاسية في مصر
ويُنتظر أن تشهد مصر إجراء انتخابات رئاسية، حيث يصوت المصريون المقيمون في الخارج في أول ثلاثة أيام من شهر ديسمبر/ كانون الأول، وتجرى في الداخل خلال أيام 10 و11 و12 من الشهر ذاته.
-
اقرأ أيضا:
مصر.. ماذا وراء التوصية بقبول دعوى منع نجلي مبارك من الترشح لأي منصب؟
انتخابات محسومة للسيسي
ويرى الكثير من المصريين أن الانتخابات تبدو محسومة بشكل كبير لصالح السيسي الذي يُسيطر على مفاصل الدولة وقضى على أي فرصة لمنافسة حقيقية في الانتخابات.
وكان نظام السيسي قد منع السياسي أحمد الطنطاوي، ووضع أمامه العراقيل في جمع التوكيلات اللازمة لخوض الانتخابات الرئاسية، فيما يخوضها أمامه ثلاثة مرشحين آخرون في مشهد يُوصف بالهزلي.